علي البخيتي
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
علي البخيتي
شهادة للتاريخ:القشيبي قتله هادي ولم يقتله الحوثيين
خالد الآنسي (خالد محمد لطف السيسي) وشعار (كلنا عيال تسعة)
باسم الحامدي .. مواطن من اب يُسحل في عدن لأنه شمالي

بحث

  
لماذا ترفض القوى السياسية الاعتذار ؟
بقلم/ علي البخيتي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 20 يوماً
السبت 02 مارس - آذار 2013 09:20 ص

بعد أن أقرت القوى السياسية النقاط العشرين وبالإجماع داخل لجنة الحوار, كنا نتوقع أن تبادر القوى المشاركة في حرب 94م وحروب صعده الى الاعتذار, فليس هناك ما يبرر التأجيل, خصوصاً أنه لا يمكن التحجج بالأوضاع المالية للدولة, فالاعتذار لا يكلف مالاً.
يتساءل الكثيرين عن سبب رفض تلك القوى الاعتذار, خصوصاً أن النقاط العشرين وبعد التوقيع عليها تعتبر اعتذار في حد ذاتها, لأن القوى التي شاركت في الحرب كانت من ضمن الموقعين عليها.
عندما نتابع الخطاب الاعلامي لتلك القوى تتضح لنا الصورة أكثر, خصوصاً اذا ما ربطنا ذلك بتاريخها في النكث بالعهود والمواثيق, واذا ما عدنا الى اتفاقية الوحدة وكيف تم نقضها وبشكل متعمد ومدروس, حيث ذكر الشيخ عبدالله الأحمر رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح في مذكراته: "طلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكون حزباً في الوقت الذي كنا لا نزال في المؤتمر... قال لنا: كونوا حزبًا يكون رديفاً للمؤتمر، ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر، إضافة إلى أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي، وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم، بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي، وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلى هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح", وتطبيقاً لهذا الاتفاق والى ما قبل حرب صيف 94م كان قد تم اغتيال أكثر من 150 من أبرز قيادات الحزب الاشتراكي.
واذا ما انتقلنا الى وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها في العاصمة الاردنية عمان, وكيف تم تفجير الحرب بعد التوقيع عليها مباشرة, يمكننا أن نصل الى نتيجة واضحة وهي أن تلك القوى عندما توقع على شيء فإنها تُضمر العكس, وتستعد لتنفيذ ما يناقض الموقع عليه.
تعرض التجمع اليمني للإصلاح لضغط شديد من حلفائه في المشترك وخصوصاً من الحزب الاشتراكي فاضطر للتوقيع على النقاط العشرين, لكن قيادة الحزب لم تقتنع بعد بما وقعت عليه, بل إنها لاتزال تُصر الى اليوم على شرعية حرب 94م وحروب صعدة.
تلك القوى تستعد للحرب ولا تستعد للاعتذار, والجريمة التي أتكبتها في 21 فبرير في عدن تدل على ذلك, كما أن خطابها التخويني ضد القوى الأخرى سواء الجنوبية أو الحوثيين ما هو الا تمهيد لفتاوى جديدة و حرب قادمة.
الاعتذار فيه ادانة اخلاقية للحرب, ورفض لتمجيد ثقافة القوة, وتراجع عن الفتاوى التي خيضت الحروب بناءً عليها, لذلك فالاعتذار يؤدي الى نشوء وعي جديد لدى القواعد الشعبية لتلك القوى, وعي يرفض الحروب ويعتبرها خطأ لا يجب تكراره, وهذا ما لا تريده قيادات تلك القوى التي لا تزال تراهن على منطق الحرب والقوة لفرض خياراتها, وهي بحاجة الى أن تضل قواعدها تُمجد ثقافة الحروب, وهذا يفسر رفضها للاعتذار.
تلك القوى وعلى العكس من ذلك تهيء قواعدها للحرب وتهيج فيها أبشع الغرائز المذهبية والمناطقية والسلالية, والملاحظ لخطاب قناة سهيل والوسائل المحسوبة على اللواء علي محسن الأحمر تجاه الحوثيين و ترويجها أن الحرك الجنوبي يقتل الشماليين على الهوية, يعرف الى أي مدى وصلته تلك القوى في خطابها التحريضي, الذي لم تعد تراعي فيه أية قيم, الى الدرجة التي لا يتم فيها بث النفي المتكرر من فصائل الحراك وبعض قياداته التي تعلن فيه تبرؤها من تلك الجرائم وادانتها بأقوى العبارات, كما أن كمية الكذب التي تعتمدها تلك الوسائل فاق كل التوقعات, فعند تتبع بعض ما تنشره من جرائم وانتهاكات عنصرية يتضح للمتابع أن أغلب تلك الجرائم جنائية ولا علاقة لها بالتوترات الأخيرة.
albkyty@gmail.com

" نقلاً عن صحيفة الأولى "

Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
دكتور/احمد اسماعيل البواب
القضاء ومشاكل التأمين
دكتور/احمد اسماعيل البواب
صحافي/عباس غالب
مفارقات لحوم الخيل وشحنات الأسلحة !
صحافي/عباس غالب
كاتب/عبدالرحمن غيلان
على أبواب مؤتمر الحوار
كاتب/عبدالرحمن غيلان
كاتب/فيصل الصوفي
لأن الكذب (الإخواني) من لوازم الشغل .. سلموا لي على مسلحي شلال
كاتب/فيصل الصوفي
كاتب/احمد صالح الفقيه
كالخوارج يظنون انهم مجاهدون
كاتب/احمد صالح الفقيه
كاتب/خالد الكثيري:
نفق المسيرة ومضيق الحالمين بالسلطة والغنيمة
كاتب/خالد الكثيري:
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية