|
تثوير المؤسسات..!!
بقلم/ عبدالله حزام
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 21 يوماً
السبت 10 مارس - آذار 2012 04:15 م
شيء موجع كألم الأضراس ذلك التعطيل الذي تتعرض له كثير من المؤسسات تحت لافتة تطهيرها من الذين أكثروا فيها الفساد.. وعلى طريقة الثورة مستمرة ..!!وأن رؤوسا قد أينعت وحان قطافها ..!!..
* ولأننا نتحدث عن شيء نسبي وليس مطلق لماذا لا ينظر حاملو لافتات التطهير بعينين مفتوحتين إلى المالات التراجيدية التي وصلت لها بعض المؤسسات بفعل عشوائية التعبير عن مطالب موظفيها واستنفاذ مخزونهم من بذور الحرية والديمقراطية عمال على بطال ..لأن الغالب سقوط المؤسسات وبقاء المدراء ..مادام سيف التوافق مسلطا على رؤوس الجميع !!
* والمشكلة أن البعض لايسمح لعقلة أن يفهم ويتدبر أن مايجري في المؤسسات قد ضاعف من معاناتها وشطرها إلى نصفين وفريقين يلعبان مبارة خارج نسق الولاء الوظيفي للمرفق وقيم المهنة وروح الزمالة حتى في تلك المهن التي يؤدي فيها الموظف القسم في مشهد احتفالي أمام امة الصلاة ..
* بل ولا يسمح لعينيه أن تشاهد مرئيات مخالب التدخل الحزبي والجهوي وصاحب المصلحة الخاصة والطامح إلى رأس الهرم الوظيفي في بعض مرافق العمل.والتي تكون نتيجتها الحتمية هياكل عظمية اسمها مؤسسات تتسول الراتب وخلافه من مستحقات الباب الأول والثاني ..والحاصل من هذه المؤسسات كثير..!!ببركة التثوير المستمر لقطيع الموظفين..!!
* طيب ..نحن نستورد كل شيء من اليابان لكننا لانطبق شيئا من حكمتهم ..فمن 10 سنوات تقريبا ظهرت موضة في اليابان أن كل إدارة تخصص غرفة بها تمثال لمدير هذه الإدارة ويستغل الموظفون هذا التمثال في التنفيس عن غضبهم من المدير إما بشتمه والصراخ عليه أو بضربه فيفرغون الغضب المكبوت داخل النفوس ويعمل ذلك عمل المهدئ..
* يعني - عكسنا- تماما فنحن نضرب المدير الحقيقي ونشتمه ونصرخ عليه ..ولن يفيد على مايبدو صنع تلك التماثيل لأن لدينا عقول سَتُفصل حجاب خاص لتلك التماثيل وربما تحطيمها من باب جاء الحق وزهق الباطل ..وعلى الحكومة أن تفكر بغيرها ..لكبح انهيار المؤسسات!!
* قلنا سابقا وسنقول لاحقا دعوا الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي يلتقط أنفاسه لأن الإرهاب القاعدي لم يترك لنا شيئا نظيفا نتنفسه إلا البارود ورائحة الدم ولتعمل كوابح إيقاف الثورة المستمرة التي قد تفسد كل شيء في لحظة.. خصوصا وأن الاحتجاجات تحولت في اغلبها إلى مبارزة بالزوامل وهجاء سوق عكاظ بين موظفي المرفق الواحد ..حتى أصبحنا نصرخ في وجه الريح بأي ذنب عطلت تلك المرافق....
* والنخب الحزبية السياسية تحديدا تتحمل الوزر الاكبرفي مايحدث في بعض المؤسسات لأنها تتعامل مع الموضوع وكأنها مجموعات ضغط لها حق ممارسة النقض أو الفيتو على ماتعتقد انه خطأ أو انحراف عند تعيين مسئول جديد لمرفق ما أو الإبقاء على القديم الذي لم يثبت بعد فساده ..دون استيعاب لدورها الأهم وهو التواصل مع عموم الناس وتنظيم صفوفهم في مؤسسات مدنية ونقابية وترويج القيم الديمقراطية بينهم ودفعهم للمشاركة في إعادة بناء مؤسسات الدولة التي تعطلت..وليس هدمها!!
* يعني بصريح العبارة ودون تزويق للجمل على النخب الحزبية تحديدا أن تتخلى عن إدعائها للدور الطليعي التي ترى انه لن يكتمل إلا بمواصلة لعبة تثوير الناس ودفعهم إلى القيام بثورة جديدة..وتتخلى أيضا عن افتراض أن الشعوب بالفطرة ثورية ودائما ماتتوق إلى الثورة من اجل أن تتحقق أهدافها وتطلعاتها بغد مشرق يبتسم لها في كل ساعة وحين..
* وإن شاءت تلك النخب فلتبحث حتى في مكتبة الكونجرس الأمريكي والمكتبة البريطانية ..وستجد أنه لا يوجد شعب في الدنيا في حالة ثورة دائمة إلا في حال الاستعمار الأجنبي وحين يضيق بالناس الحال..لان هم الناس الأول البحث عن حياة مستقرة وآمنة في كنف عيش كريم ..وحتى مع الثورة سرعان مايعود الناس إلى قواعدهم وطبيعتهم التي جبلوا عليها وهي البحث عن الاستقرار والهدوء..
* الخلاصة ..أننا أمام حالات انهيار لمؤسسات تمثل اليوم مختبر مركزي قد تسري نتائج تحليلاته على البقية الباقية من المرافق..إن استمرت لعبة التثوير.. لذا أنا حزين لما يجري في تلك المؤسسات فهل أنتم حزينون مثلي خصوصا ونحن نعيش طقوس تلك الجنائزية الحزينة التي نردد معها المثل الشعبي الذي يقول :مخرب غلب ألف عمار؟!!!!
| |
|
|
| تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
 |
|
| 
طباعة المقال
مقالات رأي
