|
اليمنيون والتقاط اللحظة التاريخية
بقلم/ عباس غالب
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 25 يوماً الثلاثاء 29 يناير-كانون الثاني 2013 02:32 ص
ستظل مناسبة حضور رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي إلى صنعاء (الأحد 27- يناير 2013م) راسخة في الوجدان إلى أمد بعيد لما حملته من دلالات ومؤشرات تؤكد على التضامن وتأييد المجتمع الدولي لليمن وهو ينطلق نحو مسيرة إعادة بناء الدولة على أسس جديدة تتجاوز موروث الماضي وتعقيداته وتحدياته وتؤسس لمرحلة جديدة من الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة وترسخ مبادئ حقوق الإنسان ومنهجية الحكم الرشيد ، فضلاً عن أن اجتماعات مجلس الأمن بكامل قوامه في اليمن قد بعث برسائل عدة ، لم تقتصر على الداخل فحسب، وإنما شملت ذلك إلى الخارج المتفاعل مع متطلبات واستحقاقات التسوية السياسية وحثه على مواصلة هذه الجهود لاستكمال إنجاح مسيرة التسوية السياسية، وكذلك فإن هذه الفاعلية الأممية قد أبرقت برسائل إلى تلك القوى التي تعمل على تعطيل هذه المساعي ، وتدفع بتمويلات ضخمة لإثارة الصراعات المذهبية والمناطقية وأعمال الإرهاب والاقتتال بين أبناء اليمن الواحد.
< < <
إذاً ماذا بعد انعقاد هذا الحدث التاريخي غير المسبوق في حياة اليمنيين والمنطقة والذي لا يتكرر كثيراً؟ بل ما الذي يمكن أن تستفيده وتستخلصه النخب والقوى السياسية على الساحة الوطنية وهي تمضي في مسارات التسوية ؟ وإلى أين يمكن أن تفضي دلالات ومؤشرات هذا الحضور الأممي لدعم اليمن سياسياً واقتصادياً؟ وهل يمكن التقاط هذه اللحظة التاريخية لإنجاز التسوية والخروج من أسر التحديات الراهنة إلى أفق المستقبل؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه - عند البعض - مجرد احتفالية لا تقدم و لا تأخر شيئاً؟!
< < <
الإجابة على مثل هذه التساؤلات تتطلب قدراً كبيراً من النوايا المخلصة والإرادة الصادقة والشجاعة الأدبية.. وهي - وإن كانت معايير أخلاقية - إلا أنها المدخل الحقيقي لحل أزمات اليمن المتفاقمة، ولذلك أهمية دعوة كافة القوى السياسية للمشاركة في مفاعيل الحوار الوطني القائم على الوضوح في طرح القضايا والمكاشفة تجاه استحقاقات المستقبل وكذا طبيعة العلاقة بين منظومة الحكم والمجتمع، خاصة أنه لا خيار أمام هذه القوى لتحقيق تطلعاتها في الاستقرار والرخاء غير اللجوء إلى لغة الحوار الذي بدوره لا غنى للجميع عنه ، سواءً جئنا إلى طاولة الحوار قبل الخصومة والاقتتال ، وهذا ما نتمناه.. أم جئنا إليه بعد أن تحدث الطامة الكبرى وهذا مالا نتمناه على الإطلاق!
< < <
وفي هذا المقام لست أدعي وصاية على أحد وأنا أدعو - كغيري - إلى التقاط هذه اللحظة التاريخية التي يفترض فيها أن تتضافر وتتآلف جهود المحيط الإقليمي والأسرة الدولية للاستمرار في دعم ومساندة اليمن - وهو ما لم يتح لأية دولة أخرى - حتى نتمكن من الخروج من أزماتنا، باعتبار أن تلك التساؤلات مرهونة - أساساً - بمدى وجدية قدرتنا على تحمل هذه المسؤولية الوطنية والتاريخية التي إما أن تخلدنا في أنصع الصفحات أو أنها ستتجاوزنا، وعندها ستنطبق علينا المقولة الدالة على أن التاريخ لا يرحم.
< < <
ببساطة.. ترى ما الذي يمكن أن نستفيده من إثارة مثل هذه التساؤلات ومحاولة البحث عن إجابات تشفي عطش الناس إلى الاطمئنان على مستقبلهم؟ ومن في مقدوره أن يلملم هذه الحلقات المتناثرة والمتباعدة.. مع الاعتراف بأنني أعجز عن الوفاء بكل تلك الإجابات، لكنني لم أفقد الأمل - وغيري كثر- بأن في جعب النخب السياسية ما يبشرون به بثمار الخير في الحاضر والمستقبل أكثر من أن يأتوا إلينا وفي جعبهم ما يثير القنوط واليأس؟!
|
|
|
تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
|
|
|