في حين يسعى محافظ تعز شوقي احمد هائل لتأسيس الحياة المدنية والعمل المدني في تعز لتكون انموذج يحتذى به لبقية المحافظات في الجمهورية تواجه مساعيه دوماً موجة احتجاجات ودعوات خاطئة من قبل الفاقدون لمصالحهم في محاولات للابتزاز وهو أمر بات معروفا لدى اوساط المواطنين في تعز.
اثار قرار المحافظ شوقي بتشكيل لجنة استشارية ضمت الكثير من مشائخ تعز ليكونوا سنداً للمحافظ ومحاولة منه لدمج المشائخ بالاستشاريين الأكاديميين لكي يقود عملية تمدين العقلية القبلية لدى الشخصيات المشائخية في تعز وانخراطها في العمل المدني بالحالمة والتي اعلنت مؤخراً رسمياً كعاصمة ثقافية لليمن.
ونستغرب فعلاً لماذا الآن تتم عملية الابتزاز ومحاولة افشال خطط المحافظ شوقي في حين ان قراراه كان صريحا وواضحا ولهدف واضح يتمثل في احتواء تلك الشخصيات التي تشكل مراكز قوى وتجر وراءها مجموعات لكي يأمنها ويضمن حرصها على العمل إلى جانبه عكس ما لمسه منهم خلال الفترة الماضية منذ توليه قيادة المحافظ.
ولكن يبقى الاستغراب حاضراً خصوصاً وأن شوقي هائل أراد احتواء من يُقال عنهم مشائخ هم أصلاً صنيعة من ينادون اليوم بإبعادهم، فقد كانوا بالأمس يؤازرونهم ويقفون وراء مخططات بعضهم وخططهم لافشال عملية التنمية في المحافظة واليوم يتم اتهام المحافظ بمشيخة تعز.
استغراب يظل يراود كل مواطني تعز ويتسألون لماذا يتم تحريم قرار الاحتواء من قبل اشخاص هم أصلاً أباحوا تبعيتهم للمشائخ والعمل تحت رايتهم سواء في الساحات أو من خلال انتماءاتهم للمناطق التي ينتمي لها اولئك المشائخ.
تتضح الصورة يوماً بعد يوم في تعز حول حقيقة المبتزون الجدد الذين ينطبق عليهم المثل القائل "لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب"، فشوقي الآتي من عائلة مدنية لا يشغل اي منصب حزبي أو عسكري وقد قال في أكثر من مناسبة أن حزبه هو تعز وتتضح أيضاً معها حقيقة أن شوقي هائل يسير في الطريق الصحيح في ظل سعي بعض الشخصيات في تعز لتنفيذ أجندات القوى السياسية والحزبية خارج المحافظة والتي لا تزال تبذل محاولات لإرجاع تعز لزمن المشيخه والتبعية المناطقية والقبلية في حين أن ابناء تعز يرفضون رفضاً قاطعاً العادات والتقاليد القبلية وينتهجون النهج الثقافي والمدني منذ القدم فاستحقت تعز عن جدارة لقب مدينة العلم والثقافة وجاء قرار القيادة السياسية لإعلان تعز رسمياً كعاصمة للثقافة اليمنية وكتكريم ووفاء لهذه المحافظة.
قد نختلف مع شوقي هائل في بعض قراراته ــ حيث لا أحد معصوم من الخطأ ــ ولكن يظل من واجب ابناء تعز الوقوف مع قرارات المحافظ ودعم توجهاته لتنفيذ الخطط التنموية والتطويرية بعيدا عن المطالب الشخصية والحزبية التي من شأنها تعكير صفو أجواء الحالمة وجهود إخراجها من مستنقع الصراعات الدائر بين القوى السياسية.
كما يتوجب على من ينادون اليوم بإلغاء قرار تشكيل الهيئة الاستشارية الذي اصدره محافظ تعز ان يخلعوا عنهم رداء الحزبية والمناطقية والقبلية أولاً ومن ثم سيكون لديهم الحق في المطالبة بإلغاء اي قرار يصدره المحافظ شوقي إذا ما كان ضد مصلحة تعز وأبنائها.
لا أنادي هنا بمشيخة تعز ولكني اقول من أتى بهؤلاء المشائخ ونصَّبهم كقوى تتحكم بسير أوضاع تعز وأحوالها.. أليس انتم يا من تنادون اليوم بمواجهتهم بينما أنتم في نفس الوقت اداة بأيديهم يستخدمونكم كيفما شاءوا لان مصالحهم ومصالح احزابهم تعطلت.
أخيراً
تعز هي في حاجة ماسة الآن لعمل جماعي وكان بالإمكان استغلال تلك الجهود التي تنادي لتنفيذ مسيرات مناهضة لقرارات المحافظ ، استغلالها من أجل المصلحة الوطنية وبدلاً من "حملة أن طالع" تنادي لـ"حملة أنا نازل" مؤازرة لحملة "شارك" التي اطلقها محافظ تعز الاسبوع الماضي في أكثر من اتجاه بهدف استعادة تعز لرونقها وجمالها وثقافتها ومدنيتها.
مهما كان اختلافنا مع قرارات المحافظ شوقي، فإننا في النهاية نقف احتراماً له ونؤازره جهوده كونه شخص قادم من أوساط المجتمع المدني لا من القبيلة الفلانية أو ابن الشيخ الفلاني أو القائد العسكري الفلاني او تابع لحزب أو قوى سياسية معينة.. اتمنى ان تصل رسالتي كما هي دون أن يفهمها البعض على غير حقيقتها.
عاشت تعز حرة أبية حالمة بثقافتها وثقافة ابناءها ومدنيتهم ... عاشت تعز عصية دوما على الحاقدين ...
gammalko@hotmail.com