اروى عثمان
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
اروى عثمان
إلى حزب الإصلاح وأذرعه : نساء اليمن أبعد من عين الشمس
حزبين قليلين حياء وما يستحوش!
أيها الشيخ .. قف , لا تعسكر ولدي ,بحجر الله !

بحث

  
من أنا.. هل قلتم علمانية؟!
بقلم/ اروى عثمان
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 15 يوماً
السبت 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 05:20 م

إلى نساء اليمن، المتمردات على الصف، وكل ما هو ثابت، ألعاب: نط الحبل، غاب القمر ولا عادوه، في انتظارنا.

**

عندما وطأت قدماي جامعة صنعاء في منتصف الثمانينيات، تلقفتني مجموعة من أسئلة الهوية، في البداية ظننتها نوعاً من "الفضالة" الصفة المائزة عند اليمنيين، بعد مضي فترة، وجدتها أذية مشوبة بفضالة مستشرسة تتقصد العنف ضد النساء وكل إنسان خارج الإطار والدائرة، أي القطيع، بلغ حدته أكثر في عام الربيع اليمني 2011.

هاكم التصنيفات المفصلة ليست على شخصي، بل على كل امرأة، مرقمة أسفل ذيل القبيلة، والحشد، والجامع، وهي كالتالي:

1985:

قروية، شيوعية، ناصرية، مؤتمرية، أمن وطني، متمردة، شيطانة، قليلة حياء، كافرة، تلقائية، حبوبة، كريهة، "مخلجة"، غامضة، خبيثة، طيبة... الخ.

لماذا قروية: لأني كنت ألبس ملابس شعبية، وأتكلم اللهجة التعزية "قح".

شيوعية: لأن أصدقائي كانوا من الماركسيين، وكانوا يشتغلون بالعمل السري، فأمن الجامعة يحتفظ بملف كل واحد منهم.

وكذلك تهمة أمن وطني: لأن لي أصدقاء منهم. ناصرية ومؤتمرية، لنفس السبب.

شيطانة: لأن أطفال حارة السكن الجامعي في الغدو والرواح، يزفونني بالرجم بالحجارة "ارجموا الشيطان"، فقد التبس وعيهم بما تقذفه مناهجهم المدرسية، مع شكلي الذي يتضاد مع شكل أمه "مشرشفة/مجلببة"، فتصورا أن رمي الجمرات قد انتقل من مكة إلى شخصي أنا.

جريئة ومتمردة: لست أعلم أين تكمن جرأتي، كون المرء يرفض حواجز المنع، في تقسيم قاعات المحاضرات بين الطلاب والطالبات، والبوفيه/ القبو المظلم للطالبات، والفضاء المفتوح للطلاب، ثم قائمة المنع المهلكة إما (مع أو ضد).

كافرة: لأني سافرة وخارجة عن الشرع.

قليلة حياء: فعندما أحببت كان حبنا في الضوء، ولم أسترق الحب بين الحفر والمخابئ.

التسعينيات والألفية:

علمانية، كافرة، أمن سياسي، مدفوعة، قليلة حياء، حفيدة بلقيس وأورى، لا تعرف الكتابة، خائنة، عميلة لأمريكا وإسرائيل "موساد"، لا وطنية، ناشطة، مليونيرة، خالف تعرف.

أمن سياسي ومدفوعة: لأني أنتقد النظام السابق بالتوافق معه وبإيعاز منه بمقابل مادي، يعني (تكتيك)، فالمؤتمريون يقولون: لا تصدقوها، هي اشتراكية.. والاشتراكيون: لا تصدقوها، هي مؤتمرية، والمحايدون" إنها كائن خطير، يلعب على الحبلين.

لا تعرف الكتابة: فزوجها يكتب لها، وبعد الطلاق، طليقها يكتب لها، زواجي مرة أخرى زوجها يكتب مقالاتها وأبحاثها.

عميلة لجهات أجنبية، لاشتغالي بمتحف التراث الشعبي، ودُعم في بعض فعالياته من قبل بعض المنظمات الدولية، (لذا فهي مليونيرة، خائنة، ولا وطنية يعني موساد).

عام الربيع، وما بعده:

في هذين العامين 2011، 2012، تقلدتُ مناصب كبيرة وكثيرة "بحجم وطن" على قول إخوتنا الوطنيين والثوريين جداً.

ثورية، بلطجية، علمانية، أمن قومي، مندسة، طابور خامس، مستأجرة، منحلة أخلاقياً (...)، حفيدة إبليس، حوثية، انفصالية، ملحدة، تلبس جينز، منشقة عن الصف الثوري، ترقص، تغني، تنادي بالاختلاط، دعوها فإنها مأمورة، إحدى أهم المبشرات بتحويل الساحة الى "مرقص ديسكو، والتنزه مع العشاق يداً بيد"، من بقايا النظام/ عفاشية أصيلة، رافضة حماة الثورة ومشائخها، وفقهائها، لله درك، حاقدة.. ومن أهم شعارات الثورة المفصلة لشخصي، وأي شخص يرفض ثقافة: "اللحمة" و"الصف" و"النهج الثوري" و"وكلما زدنا شهيد" و"كرنفالات الزحف"، هاكم أهم الشعارات:

تحولت بغمضة ثورة، من "لله درك" إلى "كسروا قرنك"، وحاقدة على الثورة والثوار، وخصوصاً أبطال وآلهات الثورة الربانية. دعوها فإنها مأمورة: أي من عفاش وعائلته الكاملة في البداية، ثم تدرجتُ الى عميلة مع بقايا العائلة، وبحسب عناوين الجمع المليونية.

أما السيمفونية التي كانت تعزف في غدوي ورواحي من ساحة التغيير:

والأمن القومي باطل

والحجة أروى باطل

 

علمانية:

نعم علمانية وأعتز بهذا اللقب الذي حقنتني به عمتي "علوم"، فقد كانت تمدنا بالحقين والسمن والبيض البلدي، من الحوبان الى حوض الأشراف/ سوق الصميل.

ولذا حماة الثورة و"شقاتهم" الثوريون الخُلص أدركوا علمانيتي المفرطة من محبتي لها، ولذا فأنا علمانية من أول رشفة لبن حامض (حقين) من جعنان عمتي علوم.

 

**

الغريبة أنه خلال المراحل العمرية، لم تُفصّل لي تهمة كأن أكون "إصلاحية"، أو "سلفية"، "إسلاموية"، ولذا سيذهب عمري فطيس دون أن أحظى بلقب "الجهادية" أو "ملكة زواج الصغيرات"، "جند الله". آآآخ على عمري المهدور، بس لو كنت أهتف "حيوا الفرقة حيوها وعلي محسن قائدها"، أو أقبل أيادي "شيخ وفقيه الثورة"، لكنت ترصعت بهذه الألقاب الربانية. سأنتظر ثورة أخرى، فمن غير المعقول أن أتقلد كل التهم دوناً عن هذه التهم المقدسة: إصلاحية متشددة/ سلفية متطرفة.

 

**

لبست/نا، لبوس كثيرة وثقيلة، وجردت منها في الوقت نفسه، مع الإبقاء على هويات ظلت معي ولم تعترها رياح التغيير، كـ: علمانية، ملحدة، مدفوعة، أشتغل بـ"التكتيك".

 

أقول لحماة الهويات وصنّاعها:

استقروا على هوية، هويات محددة بعينها، ربشتوني، وربشتم أهلي وأصدقائي، أوجعتم عقلي وقلبي، أكون في الصباح ثورية، وقبل الغداء عميلة، وبعد الغداء شيوعية تلبس جينزاً، وفي العشاء أمناً قومياً، وقبل النوم منحلة أخلاقياً وحاقدة، عند الشهيق عفاشية، وبعد الزفير، علمانية ماسونية ووو... الخ.

**

رجرجة الهويات ستهلككم، وستهلك ماكينة الفرز والتصنيف، ستذحل قوالب صناعة وتغليف التهم، وستقطع أنفاسكم، إني أشفق عليكم.

 

فكيف تشوفوووووووووا؟

*صحيفة الاولى:

Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/عباس الديلمي
الفيدرالية.. هل أصبحت مطلباً شمالياً؟
كاتب/عباس الديلمي
صحيفة/26 سبتمبر
صحيفة سبتمبر تتحدث عن عهد جديد
صحيفة/26 سبتمبر
دكتور/احمد اسماعيل البواب
الدور التنموي والإقتصادي للقطاع الخاص
دكتور/احمد اسماعيل البواب
دكتور/احمد اسماعيل البواب
اليمن.. إنجازات رغم التحديات
دكتور/احمد اسماعيل البواب
صحافي/عبدالله حزام
المجهولون .. دهس الكرامة!!
صحافي/عبدالله حزام
كاتب/عبدالعزيز جار الله الجار الله
خطر غصن (اليمن)
كاتب/عبدالعزيز جار الله الجار الله
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية