|
المجهولون .. دهس الكرامة!!
بقلم/ عبدالله حزام
نشر منذ: 12 سنة و 4 أيام الجمعة 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 04:37 م
{ عند أي منفذ يمني بري مع المملكة العربية السعودية لن تستحضر إلا المقولة "المصائب يُجمّعن المصابينا" ..وعند منفذ الخضراء تحديدا ستجدون طوابير من المجهولين الُمرحَلين من المملكة والذين لايشبهون في طلتهم غير البهية طبعا إلا من يقوم من قبره ..!!
> مشهد يندى له الجبين ..قيل لي - وأنا - أتأمل تلك الوجوه القادمة من عالم المجهولين أن المشهد وصلة آسى شبه يومية لاتتوقف خصوصا مع ندرة فرص العمل في الداخل الذي يعيش فيه حتى صاحب الشهادة زمنا طويلا في بيت البطالة المحصن بسوء خطط التنمية وغياب الأمن والاستقرار الطارد العظيم للاستثمارات.
> في تفاصيل المشهد الأول داهمتني والحجاج العابرين من ذلك المنفذ موجة خوف عند رؤية مجاميع من المرحلين يذرعون الطريق مشيا على الاقدام إلى المنفذ اليمني - ظننت - معها وبعض الظن إثم أنهم قطاع طرق أتوا لنهب الحجاج وزاد من خوفي تذكر موضوع تاريخي قرأته قبل السفر للحج بعنوان :طريق الحج قديما محفوف بالمخاطر. .لكن سرعان مابدد تأثير موجة الخوف تلك سائق الصالون الذي كان يقلنا إلى المملكة..عندما قال:مساكين هؤلاء المرحلين ..مرارة في الغربة وغربة في الوطن.
> وياليت الحال استقر هنا فقد قيل لي من بعض اولئك المجهولين أن العدد في تناقص فهناك من داهمهم هادم اللذات فقبض أرواحهم ليموتوا إما عطشا أو من الجوع أو بلدغة ثعبان او بمداهمة سيل جرار في أحد الأودية او ببندقية حرس الحدود السعودي فتنتهي قصة حياتهم دون جلبة أو أي مراسيم عزاء سوى نحيب رفاقهم في الكفاح المعيشي الذين لايتمكنون حتى من دفن رفاتهم..
> أحمد الموزعي العائد من رحلة المجهول قسرا قال أنه سيعاود الكرة وسيدفع 200 ريال سعودي لحرس النقطة اليمنية كي يتمكن من العبور إلى الزبير وهو التل الرملي الفاصل بين الحدود اليمنية والسعودية.. بالرغم من المآسي والأهوال التي شاهدها في رحلته الأولى..
> وبدأ يحسب لي ما يتقاضاه في مزرعة سعودية في ريف المظيليف السعودي مقابل عمله مباشر في مطعم بشارع هائل سعيد في صنعاء ..الفارق معقول 40 الف في مطعم بصنعاء و120 ألفاً في مزرعة سعودية طبعا هذا مع افتراض الوصول الآمن إلى داخل المملكة في رحلة تهريب غير مأمونة العواقب ..
> طبعا إقناع هؤلاء المغامرين صعب جدا لأن حجتهم جاهزة :"الظروف القاسية وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد هي من تدفع هؤلاء المتسللين للمغامرة بحياتهم وكرامتهم في هجرة خطرة يتعرضون خلالها إلى مخاطر عديدة ومتاعب متنوعة، علاوة على أنهم يعملون بأجور زهيدة".
> المسألة ليست بسيطة ..حين تقول إحصاءات الجهات الأمنية في البلد أن أكثر من 600 ألف شخص يتسللون عبر المنافذ الحدودية السعودية .. نحن أمام رقم مفترض انه يرفع ضغط الجهات المعنية في بلد الايمان والحكمة ..مع ذلك لايجد هؤلاء المرحلين لجنة حقوق الانسان أو وزارة المغتربين لتحصيهم على الاقل وتسألهم اين كنتم وكيف دخلتم الى المملكة وماذا واجهتم؟ثم توفر لهم وسيلة نقل حتى قلاب إلى صنعاء ولاتتركهم عند باب اليمن بملابسهم الداخلية وتكمل المهمة وتستخرج من قسم شرطة باب اليمن تصاريح تسكين لهؤلاء المغبوبنين كي يبيتوا في فندق..!!
> هذه أبسط أبجديات حقوق الإنسان يامعالي وزيرة حقوق الإنسان ويا معالي وزير المغتربين..خففوا السعي في الداخل واتجهوا الى المنافذ كي تشاهدوا مصائب اليمنيين بحق وحقيقة ..فكروا جيدا في المصيبة التي يمكن الإسهام في حلحلة عقدها..
> هل من الصعب تجميع هؤلاء الذاهبين الآيبين في رحلة دهس الكرامة وإدخالهم في برامج تدريبية مهنية تجعلهم ينتقلون من مرتبة أمي ويقرأ ويكتب إلى مرتبة حرفي يجيد صنعة تمكنه من ممارسة عمل كريم يؤمن له ولأسرته حياة معقولة داخل البلد أو خارجه..
> آمل أن يتعاطى القائمون على الوزارتين حبوب الشجاعة والإنسانية في وقت واحد ..وأن يغادروا محميتهم الطبيعية التي يعتقدون انها حدود عملهم.. فـ 600 ألف متسلل سنويا الى المملكة العربية السعودية رقم يستحق العناء ..
> حاولوا تذكر الأمر ولو دبر كل اجتماع ينعقد لمناقشة أوضاع اللاجئين الصومال والأفارقة أو رصد خسائر المغتربين جراء إعصار ساندي..و ولاتنسوا أن هؤلاء يمنيون أيضا يرددون مع أبوبكر سالم : أمي ..... أمي اليمن أمي، في داخل القلب حبك في الفؤاد استبا.
|
|
|
تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
|
|
|