عبدالعزيز جار الله الجار الله
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
بحث

  
خطر غصن (اليمن)
بقلم/ عبدالعزيز جار الله الجار الله
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 29 يوماً
الأربعاء 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 06:40 م

اليمن يغيب عن المشهد السياسي العالمي أزمنة, ثم يعود ليغيب، ولولا تحركات القاعدة الإرهابية في بعض محافظاته لغابت اليمن طويلا وكثيرا عن المشهد السياسي العالمي...
وصــف البلدانيون والرحالة والجغرافيون اليمن بأنه قلب العرب وروحه... أما المعاجم الحديثة وأطالس الديجتل والأجهزة الذكية فتصفه بأنه آخر اليابسة, وبالطبع اليابسة بالنسبة لأوروبا... في العالم القديم وحتى الآن شكل اليمن البوابة اليابسة للجزيرة العربية ولجنوب غرب آسيا، كما أنه اليوم يشكل الخطر المبطن جغرافيا لأمريكا وهي الواقعة على محيطين: الأطلسي والهادي. والتي تبعد عن جزيرة العرب آلاف الأميال فقد شعرت في لحظة من اللحظات أنها قريبة جدا من اليمن ومن خطر القاعدة لأنها أدركت جغرافيا أن مياه المحيط الهندي تلتقي بمياه المحيط الأطلسي وتتجاور المياه في اليمن وفي القرن الإفريقي والصومال وجيبوتي، وإزالة الخطر عن أمريكا يمر في حالات عبر مياه العرب واليمن وجبالها...
وأنا أعيد هذه التركيبة الجيومورفولوجية لليمن وبحر العرب تذكرت قصيدة كان تلفزيون وإذاعة اليمن تعيدها على مسامعنا بلحنها الصنعاني ومناظر من مدينة (إب) اليمنية ووادي (بنا) وكنت أقول كيف يهاجر اليمني ويستوطن في أمريكا ويغترب في البلاد العربية وجنوب آسيا وعنده مثل هذه الطبيعة والخيرات... هذه القصيدة كتب كلماتها في الخمسينيات الميلادية الماضية أو بعدها الشاعر مطهر الارياني ولحنها علي الإنسي وأورد حكايتها شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني: خطر غصن القنا وارد على الماء نزل وادي بنا/. ومر جنبي وبأجفانه رنا نحوي وصوب سهامه واعتنى وصاب قلبي أنا يا أبوي أنا/ أمان يا نازل الوادي أمان...
أخذ قلبي وراح/ وشق صدري بالأعيان الصحاح يا طول همي, يا طول النوح، من حب من حل هجري واستباح قتلي وظلمي...
لمه تقس لمه وتهجر أبصر حبيبك ما أرحمه / هايم بحبك جمالك تيمه وطول صدك وبعدك سمسمه ما شد قلبك/ أنا يا أبوي أنا أمان يا نازل الوادي أمان.
اضطريت أن أكتب معظم القصيدة لجمالها وعذوبتها وحنينها في مغازلة الحبيب والترقق والتلطف له بلهجة صنعانية رشيقة ومستهامة, وأيضا لحالة العشق التي تعيشها القصيدة. ذكرتني هذه القصيدة بالحالة الاقتصادية والصعبة لليمن ومساحات الفقر والعوز والجوع الذي ينهش في المجتمع اليمني، في حين العالم لا يتذكر اليمن إلا عندما تحدث تفجيرات القاعدة أو تتحرك في جيوب وغابات أودية اليمن...
الإنسان اليمني الذي له الفضل بعد الله على مجتمعات عدة في غرب آسيا وشرق إفريقيا ينهشه الآن الفقر ولا أحد يلتفت له ويغرق حقيقة بالجوع والفاقة والمرض ولا من مجيب...
  تقول آخر القصيدة: ترفق وارحمه/ لا تعدمه الجفا شا تعدمه/ والذنب ذنبك/ أنا يابوي أنا/ أمان يا نازل الوادي أمان.
  
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
صحافي/عبدالله حزام
المجهولون .. دهس الكرامة!!
صحافي/عبدالله حزام
دكتور/احمد اسماعيل البواب
اليمن.. إنجازات رغم التحديات
دكتور/احمد اسماعيل البواب
كاتبة/اروى عثمان
من أنا.. هل قلتم علمانية؟!
كاتبة/اروى عثمان
صحافي/علي ناجي الرعوي
الأحزاب السياسية في الأزمة اليمنية!!
صحافي/علي ناجي الرعوي
كاتب/جاسر عبد العزيز الجاسر
ماذا تفعل دول الخليج لمواجهة الأخطار
كاتب/جاسر عبد العزيز الجاسر
كاتب/لطفي شطارة
رسالة الى أول رئيس وزراء في " الزريبة "
كاتب/لطفي شطارة
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية