نزيه العماد
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
بحث

  
رسالة من شاب مؤتمري لرئيس الجمهورية
بقلم/ نزيه العماد
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و يوم واحد
الأربعاء 19 سبتمبر-أيلول 2012 05:22 م

فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام حفظكم الله ورعاكم
أرفع إلى فخامتكم رسالتي هذه وبهذه الطريقة المعلنة بعد أن عجزت أنا وعدد كبير من زملائي شباب المؤتمر الشعبي العام عن الوصول إليكم لمقابلتكم أو التواصل معكم لتوضيح ما نأمله من فخامتكم في ما يتعلق بالمؤتمر الشعبي العام ومستقبله، وقد كلفوني بأن أصيغ وأرفع هذه الرسالة إلى فخامتكم.
وأدرك تماماً أن هذه الرسالة قد تتسبب بتكبدي خسارة ودكم الذي كنتم تغمروننا به في ما مضى، وقد تسيء أيضاً لتلك الذكرى الطيبة التي كنتم تكنونها لوالدي رحمة الله عليه، ولكني ولأهمية الموضوع ولتعلقه بمصير المؤتمر الشعبي العام، فقد أقدمت وبعد تردد طويل على المغامرة.
  فخامة الرئيس..
لا تخفى على فخامتكم جسامة المسؤولية التي يتحملها المؤتمر الشعبي العام وقيادته وأمانته العامة وتكويناته القيادية الأخرى، والتي ألقتها عليهم حركة التغيير التي هبت على المنطقة، وضرورة قيام المؤتمر الشعبي العام بكافة تكويناته بعملية مراجعة شاملة وإدراك أكبر لمتطلبات التغيير في المنهج وفي الأداء، وذلك للحفاظ ولتطوير المؤتمر الشعبي العام، الذي يعتبر هو المحرك المدني الأكبر للحياة السياسية في اليمن، وهو الأقدر على الحفاظ على توازنها.
ووفقاً لأنظمة ولوائح المؤتمر الشعبي العام يعتبر موقع الأمين العام للتنظيم هو صاحب المسؤوليات والمهام الكبرى من بين كل شاغلي المواقع والتكوينات الأخرى، وقد كان أعضاء وقياديو أحزاب المشترك يرددون كثيراً منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وحتى وقت قريب، بأنهم يحتجون ويعترضون على أن يكون رئيس الجمهورية التوافقي شاغلاً موقعه التنظيمي كأمين عام للمؤتمر الشعبي العام، لأنهم اعتبروا ذلك جرحاً ينال من توافقيته، ولاعتقادهم بأن هذا الموقع التنظيمي التنفيذي الأول في المؤتمر سيشغل وقت وذهن رئيس الجمهورية التوافقي عن أداء مهامه الرئاسية.
ونراهم أنفسهم اليوم يدافعون وبصورة فضولية وفجة عن موقع فخامتكم كأمين عام للمؤتمر الشعبي العام، وذلك عائدٌ لسببين اثنين:
  الأول: اطمئنانهم لعدم انشغالكم ولو بالحد الأدنى بمهام موقع الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، مما يتسبب في شلل العمل التنظيمي والإداري والبحثي في المؤتمر، وهو ما يعتبرونه مكسباً لهم ويرغبون بالحفاظ عليه.
الثاني: بعد مراقبتهم –على الأقل- للقرارات الصادرة عن فخامتكم كرئيس للجمهورية، وتمكنهم من إحكام قبضتهم على أغلب المرافق السيادية والمصالح والهيئات العامة عبر تلك القرارات بطريقة أو بأخرى، فقد طمعوا بأن تستمر وتتمدد قبضتهم إلى داخل المؤتمر الشعبي العام عبر قرارات تصدر أيضاً عن فخامتكم عند ممارستكم لصلاحيات موقعكم كأمين عام للمؤتمر.
  فخامة الرئيس..
لا أمتلك أدنى تجربة في عمل الدولة أو في الوظيفة الحكومية، فلست أهلاً لتقييم مدى ملاءمة وسلامة القرارات الصادرة عن فخامتكم، إلا في ما يتعلق بمخالفتها للقانون –كمتخصص- مثل قرارات تعيين المحافظين، ولست معنياً أبداً بالتعيينات العسكرية، فبالإضافة لعدم فهمي لتركيبة الجيش فإني كمدني لا أرى من حقي أن أتدخل فيها أو أن أحللها، وفوق ذلك فالقوات المسلحة هي من صميم اختصاصكم وخبراتكم، والتي تجعل من فخامتكم الأقدر على جعل القوات المسلحة جيشاً لليمن كله.
لكني وبالرغم من أن عدد سنوات عمري قد لا تصل لنصف عدد سنوات عمر فخامتكم، إلا أني أدعي بأني أمتلك تاريخاً أكبر في المؤتمر الشعبي العام، بالإضافة إلى الميراث الذي يعلمه فخامتكم، مما جعلني أشعر بأني شريك في هذا الحزب العظيم، وهذا الشعور هو كان دافعي الأول بأن أتطاول وأرفع إليكم بهذه الرسالة، ولأني ومن داخل التنظيم أتحسر على مرحلة الشلل التي أصابت المؤتمر الشعبي العام، بالرغم من أننا جميعاً توقعنا أن نبدأ في المؤتمر وقياداته العمل بوتيرة أعلى من السابق، لتتواكب مع الإنجاز العظيم الذي حققه المؤتمر عندما تجاوز المحنة التي لم تستطع تجاوزها الأحزاب العربية المقابلة، مع أنها كانت أكثر عراقة وأنضج تجربة، وما كان لهذا الإنجاز ليتحقق لولا الطريقة الفريدة التي تم التعامل بها مع حركات التغيير، وكان لكم ولرئيس المؤتمر الشعبي العام الفضل الأكبر في ذلك.
  فخامة الرئيس..
حرصاً منا، أنا وعدد كبير من زملائي شباب المؤتمر على تنظيمنا السياسي، الذي نرى في مستقبله النموذج المدني الأمثل للحزب السياسي الوطني، وإيماناً منا بأن اليمن أكبر من المؤتمر، وأن المؤتمر أكبر من قيادته ورئيسه ونائبه، وقناعة تامة لدينا بأن المماحكات الشخصية في داخل قيادة التنظيم هي العائق الأكبر اليوم أمام المؤتمر، وسعياً منا للقرب أكثر من المواطن اليمني -بهمومه وطموحاته واحتياجاته- والذي يعتبر المحور الرئيسي للحياة السياسية، نأمل من فخامتكم أن يتسع صدركم لطلباتنا التالية:
1. مناقشة موضوع رئاسة المؤتمر مع رئيس المؤتمر وأن تتفقا على ما تريانه يصب في مصلحة المؤتمر، وفي حال لم يتم الاتفاق يكون الخيار لصندوق الاقتراع بينكما ومن يرغب بمنافستكما أيضا، مع تعهدكما المسبق بعدم إحداث أي شق في صفوف المؤتمر مهما كانت النتيجة، فعليكما أن تتقبلاها، لنضرب أنموذجاً حضارياً للآخرين.
2. الطلب من اللجنة العامة أن تكلف أحد أعضائها بمهام الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، نظراً لعدم توفر الوقت الكافي لدى فخامتكم للإشراف والعمل على عملية الإعداد لانعقاد المؤتمر العام الثامن، الذي تأخر عن موعده المفترض لأكثر من عام، والذي يجب أن يرسم النهج السياسي والإعلامي والتنظيمي للمؤتمر خلال المرحلة القادمة، كما يجب أن ينتج عنه قيادات أكثر حداثة، وكذلك لعدم تفرغكم لبقية مهام الأمين العام الأخرى، واعتبار موقع الأمين العام شاغراً حتى يتم انتخاب أمين عام في المؤتمر العام الثامن، وبالصورة المنصوص عليها في نظام المؤتمر ولوائحه، علماً أن آخر انتخاب لهذا الموقع كان في المؤتمر العام السابع عندما انتُخب الأستاذ عبدالقادر باجمال أميناً عاماً للمؤتمر.
3. أن تنظروا إلى تنظيمنا الحزبي –المؤتمر الشعبي العام- باعتباركم جزءاً مهماً منه وشريكاً رئيساً فيه، فلستم يا فخامة الرئيس من أي طرف آخر، كما أنكم لا تقفون في المنتصف، فالمبادرة الخليجية حددت طرفين فقط فيها (التحالف الوطني، المجلس الوطني)، ولم تذكر شيئاً غيرهما أو بينهما، وأعضاء المؤتمر يعتزون بفخامتكم باعتباركم جزءاً رئيسياً في قيادتهم التي استطاعت النجاة بتنظيمهم خلال العام المنصرم.
4. أن تراقبوا وتوقفوا عملية إقصاء أعضاء المؤتمر من مواقعهم الوظيفية دون أي مبرر سوى إحلال أعضاء أحد أحزاب المشترك محلهم بطريقة مريبة.
  فخامة الرئيس..
قد يكون في هذه الطلبات مبالغة في التطاول منا، لكن دوافعنا تغفر لنا هذا التطاول، فلن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى تنظيمنا السياسي الذي اخترناه مشلولاً ومكبوحة طاقاته بسبب اختزال فخامتكم لقراره وابتعادكم عنه في الوقت نفسه.
نسأل الله تعالى أن يعينكم على مهامكم الرئاسية الجسام، وأن يعين المؤتمر وشبابه على قيادة حركة التغيير المدنية في اليمن.
ملحوظة: زملائي شباب المؤتمر الذين كلفوني بكتابة هذه الرسالة ما زالت لديهم الرغبة بأن يطرحوا على فخامتكم رؤاهم للمؤتمر بصورة مباشرة أو عبر الوسيلة التي ترونها.
  نزيه أحمد العماد
عضو المؤتمر الشعبي العام
* نقلا عن صحيفة الاولى:


  
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
عمر البطاطي
الاعتراف بربوع اليمن الكبير
عمر البطاطي
كاتب/محمد بالفخر
شاليط برشلونة
كاتب/محمد بالفخر
كاتب/مروان الغفوري
علماء قيام الساعة
كاتب/مروان الغفوري
كاتب/محمد المقالح
سفك الدم اليمني!
كاتب/محمد المقالح
الرئيس/عبدربه منصور هادي
معاً لِبناء اليمن الجديد
الرئيس/عبدربه منصور هادي
صحفي/محمد عبده العبسي
محاكمة صحيفة الأولى وفرصتنا الثمينة للانتصاف لماجد مرشد!
صحفي/محمد عبده العبسي
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية