|
شراكة وطنية
بقلم/ عبدالمنعم الجابري
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 14 يوماً الخميس 06 سبتمبر-أيلول 2012 09:24 م
لا شك في أن الجميع يدرك أهمية المرحلة الراهنة وما يكتنفها من ظروف وتحديات استثنائية في ظل عملية التغيير والتحولات الإستراتيجية التي يشهدها اليوم وطن الثاني والعشرين من مايو الذي يجمع كل العقلاء فيه على أننا بصدد الولوج في حقبة تاريخية جديدة من مسيرة البناء الوطني التي تستدعى من كل الأطراف والقوى الفاعلة في الساحة أن تعي جيداً حجم مسئولياتها الوطنية في العمل المخلص والجاد من اجل مستقبل اليمن.
وحيث اننا قطعنا حتى الان شوطا مهما في اتجاه تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بما اشتملت عليه من بنود ونقاط شكلت في مجملها منطلقا مهما لإخراج اليمن من دوامة الأزمة والانطلاق نحو آفاق المستقبل المشرق وبناء الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون ‘ إلا أنه ما تزال هناك الكثير من القرارات والخطوات العملية التي لا بد من اتخاذها على طريق استكمال تنفيذ ما تضمنته بنود المبادرة الخليجية لنصل بالوطن إلى شاطئ الأمان وإلى تلك الأهداف والتطلعات التي ينشدها الجميع في بناء يمن حر ومزدهر تسود فيه قيم العدالة والمساواة التي تتجسد من خلالها روح الشراكة الوطنية الحقيقية التي تلتقي تحت مظلتها كل فئات الشعب باختلاف مشاربها وأطيافها السياسية والاجتماعية.
ومن هذا المنطلق فإن جميع الاطراف والقوى الحية والفاعلة في الساحة اليمنية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالعمل بروح المسئولية الوطنية وتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة وتعزيز روح الثقة فيما بينها والعمل بما من شانه انجاح المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ليسير الجميع في ركب التحول والبناء والنهوض الوطني الشامل ‘ متجاوزين مختلف التحديات والصعوبات التي ما تزال تواجه الوطن الذي لطالما أنهكته الازمات والحروب والصراعات السياسية .
فالوطن الذي يقف اليوم على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة وكما تشير معطيات الواقع لا يمكن أن يعود الى تلك الحقب الماضية بما سادها من مآسي الصراعات الدموية والأزمات المؤلمة .. وبالتالي فلا بد لنا من أن نعمل على معالجة وتجاوز أخطاء وسلبيات الماضي والاستفادة منها في مسيرة العمل الوطني المستقبلي الذي يستدعي من الجميع التعاطي مع كل معطيات الواقع وحقائقه بقدر من العقلانية والحكمة التي من خلالها سوف نتمكن من تجاوز مختلف التحديات سواء على المدى القريب من خلال إنجاح المرحلة الانتقالية أو على المدى المستقبلي البعيد المتمثل في بناء الدولة اليمنية المتطورة الحديثة وتحقيق الرقي والرفاهية لكل شرائح المجتمع.
ولو قرأنا معطيات التاريخ جيداً ونظرنا بعين فاحصة الى العالم من حولنا سنجد أن كثيراً من الدول ورغم محدودية قدراتها وإمكانياتها وقلة ثرواتها إلا أنها استطاعت ان تحقق الكثير لشعوبها وانتقلت إلى مستويات عالية جدا من التطور والرقي والنهضة وذلك يعود بدرجة أساسية إلى كون لغة الحكمة والمنطق كانت هي النهج والأسلوب الذي اتبعته وسارت عليه تلك الدول ‘ وذلك خلافا لما هو عليه الحال بالنسبة لدول أخرى تخلت عن هذا النهج ‘فسادت فيها روح العصبية وعمتها الفوضى والصراعات وخيم عليها التخلف والجهل رغم ما تمتلكه من مقومات وثروات هائلة.
ونحن في اليمن لا شك أن لدينا الكثير من الإمكانيات والطاقات التي يمكن أن نحقق من خلالها كل ما نتطلع ونصبو إليه من غايات وأهداف مشروعة على صعيد التطور والتقدم والنهضة ‘ فيما لو أننا غلبنا روح الحكمة والمنطق وعملنا بعقلانية من منطلق الشراكة الوطنية " في وطن يتسع للجميع" بعيدا عن الأحقاد والضغائن وافتعال الأزمات والتعصبات الهوجاء والاقصاء وتصفية الحسابات التي عادة ما تكون على حساب أمن واستقرار الوطن ومصالحه ومستقبله.
ولذا فإن على جميع الأطراف ومن دون استثناء أن تستشعر مسئوليتها الوطنية التاريخية وان تكون عند مستوى هذه المسئولية وبخاصة في ظل مرحلة التحول الراهنة والمنعطف الهام الذي يمر به الوطن لنعمل سوية إلى جانب القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي من اجل حاضر ومستقبل اليمن وكل أبناء اليمن.. أما من يرى او يعتقد بغير ذلك فهو وآهم ومخطئ. |
|
|
|
|
|
|