ها هو العيد أتى بموعدٍ شئناهُ وأبيناهُ.. وراوغناهُ طيلة آمالنا ريثما ننزعُ عنّا إشارات البلاء.. وننفضّ عن أسمارنا الأقداح الصلدة.. تتجرّعنا ونجرعها لحظةً إثر أخرى
.
فهل حقاً أتى العيد؟ وأصبح سلطان خطواتنا!.. وهو الأعلم بنا وبـ «قرفنا» من موعدهِ الإستثنائيّ الراكض في العيون المنكسرة.. والقلوب الوجلة.. والتراب المحترق.. والجماد المتناثر.. والحقول الخاوية.. والجنائن الخراب
!
العيدُ حيث التفاتة من نهوى إلينا.. وحيث رعشات أرواحنا المشرئبة صوب الحلم.. لكننا ومن نهوى.. وجميع أحلامنا.. نتشاطر كوابيس لجج المنافي.. وفداحة الهلاك المتربّص بنا.. والأوجاع المحدّقة في آمال كل شرفاتنا.. ترسم دماء أحبتنا.. وتتلو سورة الفقدان حُداءً موجعاً تذرف له الضلوع قبل المُقل
.
فكم سيلزمنا من شجاعةٍ مزيّفةٍ ندّعيها ونقترف بلادتها أمام أطفالنا.. ونحن نحتفلُ بعيدهم فينا وعلى ثرى لهو أغنياتهم بأوطاننا التي أنهكها مطر العذاب ورياح السموم
..!
يجب علينا أن نمنحَ أطفالنا وذوينا صدورنا العارية.. يحتمون بها من غصص النكال.. تماماً كما نتدثّر بهم ونحن نُخفي دموع القهر.. وأسئلة الفوضى.. وأجوبة المتاهة
.
كل عامٍ وأمي وأبي البعيدان عني بهذا اليوم موفور الصحة والعافية والزهو على قلبي وذاكرتي.. كل عامٍ وأنتم وأهاليكم بخير أحبابي الكرام
.