محمد عبدالرحمن المجاهد
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
محمد عبدالرحمن المجاهد
الحوار الوطني ليس وسيلة لتمرير أجندة تضر بالوطن ووحدته

بحث

  
متى ستعود شياطين الإنس والجن إلى أصفادها؟!
بقلم/ محمد عبدالرحمن المجاهد
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 25 يوماً
الجمعة 27 يوليو-تموز 2012 12:26 ص

هلّ علينا وعلى الأمة الإسلامية شهر رمضان الكريم كما يهلّ في كل عام منذ فرض الله صيامه على عامة المسلمين، حيث كان الناس جميعاً ولازالوا يرحبون به ويستبشرون تكريماً له فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن؛ ففيه تكثر العبادات والتهجد لله سبحانه وتعالى، كما أن فيه تصفد الشياطين من الجن والإنس، كما كان في ذلك العهد الجميل عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين..
عندما كان العدل والتراحم يسود كل ربوع أرض الإسلام ويعم الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين، فكان حينها إذا قيل للمسلمك اتق الله ارتعدت فرائصه واصتكت ركبه خوفاً وخشية من غضب الله العزيز الجبار، فلم يكن في العهد الأول للإسلام لا بغي ولا تدليس ولا محسوبية ولا رشوة ولا ارتشاء ولا أكل أموال الناس بالباطل، ولا حيلة ولا احتيال، ولا غش في التجارة، ولا في أي أمر من أمور المسلمين، ذلك لأن شياطين الإنس والجن حينها كانوا في الأصفاد ليس في شهر رمضان فقط، ولكن في كل الأيام والشهور والأعوام..
وبذلك ظل الإسلام قوياً، وظل الشياطين من إنس وجن في أصفادهم قروناً وقروناً عديدة، كيف لا وقد كان العلماء والفقهاء خشية من عذاب النار يفرون من القضاء ومناصب السلطة فرارهم من الطاعون، وإذا ابتلي أحدهم سار في قضائه بما يرضي الله ورسوله، متمثلاً سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة من تبعوه من الصحابة والتابعين، أي أنهم أولئك القضاة الصلحاء الأتقياء لم يكونوا يسعون لتولي القضاء، ولم يكونوا يعطون ويبذلون المال والرشوة والهدايا ابتغاء لذلك، ولا يتقبلونها في سير عملهم القضائي، ولا يعتمدون على المحسوبية لا لصالحهم ولا لصالح غيرهم.
ولذلك ساد العدل عامة الناس حتى في العهود التي تلت عهد الرسول محمد وخلفائه الراشدين، وتتالت الأيام والأعوام والقرون حتى وصلنا نحن المسلمين إلى ما نحن عليه من سوء إلى عهد صفد فيه الأخيار والصالحون، وصار شياطين الإنس والجن يسرحون ويمرحون ويعوثون ويلوثون طوال الأيام والشهور حتى في شهر رمضان المبارك، لا يردعهم رادع أبداً، فلم يعد أحد منهم يخشى الله ولا يتقونه، فقد عمّ الفساد وطغى الفاسدون، وصار أكل أموال الناس بالباطل هو السلوك السائد إلا من رحم ربي.
حتى صرنا وكأننا نعيش عصور الجاهلية الأولى بل وأسوأ من ذلك، حيث صار قتل النفس التي حرمها الله مباحاً وفق فتاوى شرعية ما خلق الله فيها من سلطان، من الذين يفترون على الله كذباً وعلى يد من يدعون حماية دين الإسلام، وهم إنما يحمون أنفسهم ويمارسون نزواتهم السادية (الدراكولية) فمن ليس معهم في نزواتهم ولا يخضع لهم فدمه وروحه وماله وعرضه مباح، وكذلك في التجارة صار الغش والمغالاة ورفع الأسعار هو السلوك السائد والمتبع دون وازع من ضمير أو خوف من الله ولا من الدولة ولا من الناس وغضبهم.
 فكل يريد زيادة ثرواته وأرباحه، ولا تهم الوسيلة أحلال أم حرام، ولو تألم الناس أو جاعوا، وغيرهم من الفاسدين مثل أغلب رجال المال والتجارة لا رحمة ولا شفقة بعامة المسلمين، ولا خشية من غضب الله، فقد نزع الإيمان من القلوب، وصار الذين يتقون الله ويخشونه قلة قليلة، لا حول لهم ولا قوة، في مجتمعات أشد سوءاً من شياطين الجن، فلم يعد يصفد إلا الصالحون والأتقياء..
أولئك الصلحاء الذين إن صاحوا أو صرخوا أو تذمروا طالتهم الدسائس والأحابيل لإسكاتهم، ولم يعد لأمة الإسلام في زماننا الحاضر إلا رحمة الله تعينها وتعين كل مسلم على الصبر حتى يأتي فرج الله، وتصفد شياطين الإنس والجن من جديد، كما كانت مصفدة في العهد الأول للإسلام عهد الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وعهد خلفائه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وليس بوسع أمة الإسلام وبالذات اليمانيين منهم إلا الدعاء والتهجد والابتهال إلى الله تعالى وحسن الظن به؛ لعله يهدي الضالين وينهي الفاسدين ويعيد الشياطين من جن وإنس إلى أصفادهم، ليس في شهر رمضان فحسب بل في كل الأشهر والأعوام، كما كان الحال في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك العهد الجميل الذي كان فيه تقوى الله تخشع لها القلوب والأنفس والعقول والأبدان.
  فما نحن فيه يبين ويؤكد أن الأغلب من الناس نسوا عذاب القبر وعذاب يوم القيامة وقيمه فصاروا يخشون العباد أكثر من خشية الله الواحد الأحد.
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/عبدالكريم الرازحي
إيران على قادة المشترك
كاتب/عبدالكريم الرازحي
دكتور/طارق عبدالله ثابت الحروي
كيف انتصر الشهيد الحي الرئيس علي الصالح
دكتور/طارق عبدالله ثابت الحروي
كاتب/علي البخيتي
الاصلاح يخوض معارك صالح السابقة ويسأل لماذا نهاجمه ؟
كاتب/علي البخيتي
صحافي/عارف الدوش
الزهد أن لاتملكك الأشياء
صحافي/عارف الدوش
صحافي/رشاد الشرعبي
دفء الوصاية الإيرانية
صحافي/رشاد الشرعبي
دكتور/عادل الشجاع
هل يتسق الفقر مع ما تتمتع به اليمن من ثروة؟
دكتور/عادل الشجاع
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية