قبل حوالي السنة والنصف من اليوم كنت في إحدى الزيارات التي كانت معتادة بشكل أسبوعي إليه، حيث يحجه أصدقاءه ومحبيه كل يوم جمعة للتبرك في وطنيته الخالصة والتزود من معين ثقافته الصادقة، ولرشف أقداح من نزاهته وتنسم نسمات من عبير إخلاصه ووفاءه.
وقبل الزحمة؛
قلت له: تعال يا خويل نعمل صورة.. لو سمحت.
وبطبيعته المتواضعة وببساطته المعتادة أبتسم مع ضحكة خفيفة وهو يقول: ليش الصورة؟!! .. مافيش داعي.
قلت له مازحاً: ربما أحتاجها في يومٍ من الأيام.
فضحك وقال: عندما أموت يعني والا أيش؟!!
قلت له: لا لا.. بعيد الشر عنك.. وربنا يعطيك طولة العمر.
قال: ها ... أيش؟!!
قلت: عندما تصبح وزيرا.
ضحك بقوة وقال: يا راااااااجل.
وفي الحقيقة وللأمانة؛ أنا كان في نفسي أمر آخر كنت أتوقعه ولم أحب إطلاعه عليه رغم أنه هو أحس به كما شعرت.
وبالمناسبة؛
ذات يوم سمعت من لسان أحد أقرباءه قصة لقائه برئيس الجمهورية السابق ـ رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح..
حيث كان مختصر القصة أن هذا الرجل عرَّف نفسه لدى الزعيم بأنه قريب للأستاذ يحيى عبدالرقيب الجبيحي، ولحظتها أخرج الزعيم قلمه من جيبه ليناوله إياه وهو يقول له: أرجوا أن تأخذ هذا القلم كهدية مني للأستاذ يحيى..
.
البعض ممن سمعوا هذه القصة وهي حقيقية كان لهم تفسيرات أخرى للقلم الهدية إلا أنا تقريباً.. فقد كان تفسيري كما مازلت أرى أن هذا كان تعبيراً ينم عن الإعجاب والتقدير من الزعيم علي عبدالله صالح للأستاذ يحيى عبدالرقيب الجبيحي وبما يسطره من درر نفيسة تصب جميعها في خدمة ومصلحة الوطن دون أي إنتماء أو ولاء شخصي وبعيداً كل البعد عن أي رغبة أو مطمع في مكاسب شخصية.. وهو المعروف عنه بأنه شخصية مستقلة وذو فكر حر واعي ومستنير بحب الوطن والإخلاص له.
كما لم يقم الزعيم بذلك إلا لمتابعته له وبما يكتب وينشر خصوصاً كتاباته الصحفية التي كان ينير بها صحيفة 26 سبتمبر الحكومية الأسبوعية..
كان وربما مازال الإعجاب والتقدير من الزعيم للأستاذ بالرغم من المؤكد معرفته بمعارضته لنظامه الذي لم يكن يعاديه وإنما كان ينقده وهو يهدف إلى تقويمه بنيةٍ حسنةٍ لما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد.
.
اليوم، لا أعتقد أن خبر إحتجاز الأستاذ يحيى قد وصل إلى علم الزعيم.. ولا أظن إلا أنه سيكون له موقف عظيم كعادته في مثل هكذا مواقف..
رسالة أتمنى أن تصل .. وأنا على ثقة من أنها ستصل، لكني أتمنى أن تصل بأقرب وقت ممكن.. حيث لم يتبقى سوى يوم واحد ويقبل العيد وسيكون من المؤلم أن يقضي أهله العيد وهو مع إثنين من أولاده (حمزة وذي يزن) عنهم بعيد.. كما هو مؤلم له وهو في وضع لا شك أنه كئيب.
.
أطيب الأمنيات
جلال الدوسري
2016/9/10م.