تعز تلك المدينة الجبلية الجميلة التي تعارفنا على وصفها بالحالمة.. اختارها الأمام أحمد حميد الدين بعد جلاء الأتراك من اليمن - وتثبيت ملك أبيه الأمام يحيى بالقضاء على التمردات وترسيخ الأمن في وقت قياسي - اختارها عاصمة لهُ منذ أن فرض نفسه وليا للعهد - كون الزيدية لا تقول بالملكية الوراثية، وأحب هذه المدينة لأكثر من سبب بل عشقها وتمسك بها وتماها فيها كما تدلل على ذلك سكناه في أكثر من حي من أحيائها السكانية كدار النصر في صبر ودار الناصر في المدينة القديمة وقصر العرضي في الجحملية وقصر صالة في منطقة ثعبات وغيرها من الأماكن التي كان يتنقل فيها رغم تواضعها أو عدم لياقتها لتكون قصورا ملكية.
المهم لقد عشق تلك المدينة التي زرعت الحب في قلبه لأهلها الطيبين المسالمين رغم طبيعته العسكرية، ومن الشواهد على ذلك أنه اصطدم مع جيشه في تعز غيرة على ما تعرض له أحد أبناء منطقة الحوبان على يد بعض الجنود وكانت أحداث 1955م وإعدامه لبعض جنود وضباط جيشه بما فيهم قائد الجيش ومن تعاطف معهم من أخوته الأمراء.. لندع هذا الموضوع لمناسبة أخرى ولنقف سريعاً مع مقارنة بين الأمام أحمد الذي جعل من تعز عاصمة له وبين أمير جهادي لم يعلن عن نفسه رسميا حتى اليوم منذ اختار لتعز أن تكون عاصمة لإمارته المستقلة التي يحلم بها.
لقد جلب الأمام أحمد إلى تعز نخبة من العلماء والأدباء والمستنيرين أمثال محمد محمود الزبيري، زيد الموشكي، أحمد الشامي، عبدالمجيد الأصنج، "والد عبدالله الأصنج" وعبدالله باذيب صاحب الطليعة أول صحيفة يسارية ومحمد سعيد جرادة وحسن بن عبيدالله السقاف وعلي بن علي صبرة وعباس المطاع ومحمد موسى وعبدالله عناش ومحمد الحداد، عبدالرحمن الارياني، أحمد شرف الدين، وزيد عقبات وعبدالله عبدالكريم وإبراهيم الحضراني، علي حمود الديلمي وغيرهم.
نأتي إلى هذا الأمير المستتر حتى اليوم فنجد أنه جلب إلى تعز مجموعة المقاتلين الأجانب واليمنيين الذين كانوا في معسكر دماج بصعدة ومن أعلن باسمهم القيادي الداعشي جلال بلعيد مشاركة حركتهم الجهادية في كل جبهات المقاومة ويبارك لتعز نصرها المؤزر وذلك بعد إبادة أسرة آل الرميمة والتمثيل بهم بتلك الصورة الموغلة في البشاعة.
جلب الأمام أحمد إلى تعز أجمل الأصوات الغنائية والشعرية في اليمن ومنهم عبدالله هادي سبيت، علي الآنسي، فضل محمد اللحجي، علي أحمد الخضر، أحمد السنيدار، علي عبدالله السمة، محمد العوافي وغيرهم وغيرهم.
وجلب هذا الأمير الجهادي إلى تعز أولئك الذين يتباهون بصورهم وهم يلقون بخصومهم أحياء من اسطح المباني ويحرقونهم في الشوارع العامة ويسلخون جلودهم على مرأى ومسمع من الناس بما في ذلك الأطفال.
أحب الأمام أحمد فتاة من مديرية مقبنة فقال فيها قصائد رائعة تليق بشاعريته الفذة التي جارى بها شاعر الفروسية أبي فراس الحمداني فتفوق عليه.
أما هذا الأمير فقد قتل جليلة ذات الـ88 عاماً بتلك الصورة التي استفزت كل ضمير حي في العالم بأسره.
لقد بزر الأمام أحمد في تعز وهيأها لأن تكون عاصمة للثقافة وجردها هذا الأمير المستتر المكشوف نهائيا من السلمية والمدنية التي كانت تفاخر بها ولم يترك لقبائل أدغال افريقيا ما يمتازون به على قبائل ذلك الأمير الجهادي المقاوم!!
لقد كتب الزميل علي البخيتي عن تلك الأعمال العنصرية المذهبية المناطقية وقال: أنها ستجعل الناس يقولون سلام الله على عفاش، وسلام الله على الحوثي، وها أنا أضيف وسلام الله على الأمام أحمد.
المصدر :صحيفة الثورة اليمنية
- صحيفة الثوره: