منذ بداية الحرب على الوطن العربي و خاصة سورية كان و لا زال الإعلام الغربي يضخ مكناته الممولة خليجياً لتخدم مصالحه في بث سمومه بنشر الأكاذيب الملفقة ليقلب كل الموازين حتى يصبح الحق باطل .
الإعلام هو رسالة سامية أهدافها نشر الحقائق في القضايا التي تخص مجتمعاتنا و شعبنا أمام الرأي العام بكل شفافية و نزاهة و هو رسالة توعية و محبة و سلام لكل الشعوب تعمل على إيصال صوت الحق إلى الرأي العام و لكن في يومنا هذا أصبح الإعلام مأجوراً يعمل على غسيل أدمغة البشر و يستخدم كمكنات تضخ الأكاذيب و تروج الشائعات بين الشعوب لتشتتها و تفرق فيما بينها ليخدم مصالح أصحاب رؤؤس الأموال التي تديرهم .
وفي الحرب على سورية رغم صعوبة الوضع في الداخل عمل فريق الإعلاميين السوري و الصحفيين و المذيعين و المحللين السياسيين على تقديم الحقائق و نشرها من أرض الحدث و رغم كل الصعوبات و الضغوطات و أنواع العذاب التي كانوا يعانون منها إلا أنهم كانوا للعدو بالمرصاد و حققوا الكثير من النجاحات في نقل الصورة من قلب الحدث في الإنتصارات الحقيقية التي حققها و ما زال يحققها جيشنا العربي السوري على أرض الواقع و عمل على فضح الأكاذيب و الشائعات الملفقة .
هؤلاء الإعلاميين هم الجنود المجهولين و الأبطال الحقيقيين لأنهم ساهموا في هذه الإنتصارات حين كانوا يكتبون و ينشرون كلمة الحق في زمن الباطل و لكن يبقى السؤال هنا أين هو الإعلام العربي في الخارج فهل جف حبر أقلامهم أم اختنفت حناجرهم أم ماتت ضمائرهم .. فهل سنصدق ما سمعناه عنهم مؤخراً بأن الإعلام العربي في الخارج أصبح إعلام تجاري بحت .
الإعلام هو رسالة سلام من كل شرفاء العالم ينطقوا فيها بكلمة الحق في وجه الباطل و يدافعو عن كل مظلوم حتى ينصفوه و رسالة الإعلام العربي في الخارج هو الدفاع عن قضايا الجاليات العربية في دول المهجر و التي لا تجد من يبوح بالحقيقة بصوتها و من يتبنى قضاياهم و إن لم يهتموا بقضايا جاليتهم العربية فمن غيرهم سيهتم بحقوقنا و ينصفنا و يدافع عنا في بلاد الغربة و أوطاننا تضيع منا .. ليتهم يسمعوا أصواتنا تنادي ضمائرهم و يفهموا ما نعاني منه في غربتنا قبل أن نضيع و تضيع حقوقنا و لا نستطيع بعدها إثبات الحق من الظلم الذي يقع على كل مغترب منا .
لقد شوه المتأسلمون صورة الإسلام الحنيف في هذه الحرب اللعينة و أصبح الغرب ينظر إلى المسلم نظرة تؤلمه في داخله و تشعره بأن وجوده في أي مكان تحصل فيه حادثة ما بأن الأصابع ستكون متوجهة عليه و التهم جاهزة حتى و لو كانت من غير دليل مادي ملموس .
و كأن المسلم أصبح اسمه ارهابي أينما يذهب يتعرض للتساؤلات و في بعض الأحيان يتم الحكم عليه برفض طلب اللجوء أو الفيزا من خلال ديانته و ليس من خلال سيرة حياته و لكن الأصعب هو أن لا نجد أي إعلام عربي في الخارج ينصفنا و يدافع عنا و يتبنى قضايانا .
بصوتي و بصوت كل مغترب ندعو الإعلام العربي في الخارج ليكون له بصمة شرف على جدران هذا الزمان و أن لا يقف مكتوف الأيدي أمام قضايا جاليته العربية و أن يهتم بقضايا موطنه الأم و يدافع عنها و كل من ظلموا الإعلام السوري الشريف في هذه الحرب و قال عنه أنه مقصر نتمنى منهم أن يقدموا أفضل من ما قدمه في خلال هذه الأزمة فالإعلام السوري لم يقدم مجرد حقائق فقط بل قدم شهداء من لحم و دم كانوا شهداء كلمة الحق في زمن الباطل فيا حبذا لو قدم كل إعلامي عربي شريف في الخارج ربع ما قدمه كل إعلامي سوري شريف .
القلم هو السلاح الأقوى في أية معركة لأن السلاح الحقيقي يقتل عدة أشخاص أما سلاح الكلمة فهي تقتل أمة .