الحرب الباردة التي شّنها الغرب على وطننا العربي هي حرب مبطنة لها أهداف معلنة و لها أهداف بعيدة المدى ترنو إلى تهويد عروبتنا و تدمير عقول أجيالنا الصاعدة .
فقبل هذه الحرب الباردة تسربت ثقافة الغرب إلى أبناء وطننا العربي عن طريق وسائل الإنترنيت و كانت بداية القصة هي سروال هابط و أغاني هابطة و بدأ العرب بتقليدهم الغرب بلباسهم الغير محتشم و حتى في أحاديثهم اليومية أصبحوا يدخلون الكلمات الأجنبية على لغتهم العربية ظناً منهم بأن هذا اسمه تطور .
و في ظل الفوضى في الحرب و اشتعال ثورة الحرية المزعومة بدأ الغرب يحرض الشيوخ المأجورين على نشر ثقافة الفتنة الطائفية بين السنة و الشيعة حتى انتهت حريتهم بجهاد النكاح .
و بدأ كل مواطن عربي يفكر في مصلحته الشخصية فقط و ينسى موطنه و يلوذ بالفرار من ذلك الواقع المؤلم و تلك الحرب اللعينة ظناً منه بأنه سيهنئ بالعيش الكريم في بلاد المهجر بعيداً عن معمعة الحرب المفروضة على وطنه غير مدرك بما سيلّم به في تلك البلاد و غير آبه بما يحاك له في المهجر لأنه لا يريد أن يفكر أبعد من أنفه فكل ما يريده هو الهروب من الحرب فقط .
و ما حصل في هذه الفترة هو أنه في بعض دول الغرب أصدرت حكوماتهم قبل انتهاء العام الدراسي قراراً بإدخال مادة الجنس في المنهج التعليمي الدراسي للمرحلة الإبتدائية في جميع المدارس و خلال هذه الدروس يقوم المدرس بشرح العلاقة الجنسية لهم بالتفصيل كما يشرح لهم عن الشذوذ الجنسي و يلفت انتباه الطلاب بأنه لهم كامل الحق في اختيارهم لممارسة ما يناسبهم من هذه العلاقات حتى بشذوذها و لكن بحرص و أن اختيارهم للعلاقة الجنسية التي تتناسب مع مطالب أجسادهم أو غرائزهم تعتبر من أهم حقوق الإنسان في الخارج .
و قد انطلقت الجالية العربية في بعض هذه الدول بمسيرة انضمامية تعبر فيها عن رفضها لذلك القرار و لكن دون جدوى فالقرار قد اُتخذ و لن يتم إلغاؤه أو حذفه من المنهج التدريسي .
و هذا الأمر يعتبر من أهم و أخطر مراحل الحرب الباردة على وطننا العربي لأن الغرب يحاول تهويد هويتنا العربية فهي تحاربنا في عروبتنا و تمحو تقاليدنا و عاداتنا من ذهون أجيالنا التي نعتمد عليها في بناء المستقبل .
و إطلاق الحرية للغرائز سيجمد عمل العقول البشرية و سيجعلها مسْيرة غير مخيرة فالغرائز تتحكم بالإنسان أحياناً و تجعله يخضع لها و هنا يتعلم التكفير و يلغي التفكير .
العروبة ليست هوية فقط بل هي كل ماضينا العريق الذي نفتخر به و عاداتنا و تقاليدنا و كرامتنا و عزة نفوسنا التي يريد كل منا تشريبها لأبنائه .
و رفض أمر كهذا هو من أجل الحفاظ على عروبتنا و عاداتنا و تقاليدنا في العيب و الحرام و من أجل الحفاظ سلامة أجيالنا و نسلنا لأنه قد ثبت علمياً بأن الشذوذ الجنسي ينشئ عنه عدة أمراض و منها المستعصية التي لا علاج لها كمرض الإيدز و أيضاً دينياً هذه الأمور مرفوضة لأن الله خلق الإنسان آدم و حواء و ليس حواء و حواء أو آدم و آدم .
عروبتنا هي حبل المشيمة المربوطة فينا و التي تصلنا بموطننا الأم هي أصولنا المتجذرة في عروقنا و دمنا لا يمكننا التخلي عنها بسهولة من أجل تهويدها فإن فقدنا هويتنا العربية فعلى الدنيا السلام .
و أدياننا السماوية ستضيع معالمها فينا لأن الدين هو الرادع الوحيد لكل إنسان يحمل ضمير و يؤمن بالله عزّ و جلّ .
يا أيها المواطن العربي أما آن الأوان لثورتك الهائجة أن تهدأ و لهجرتك عن موطنك أن تتوقف فإلى أي عالم تأخذ أبناؤك و ترحل و إلى أي مصير تجرهم قبل أن تفكر بما ينتظرك في الخارج من ذل و إهانة و منعك من أصغر حقوقك بممارستك لطقوسك الدينية و لعاداتك و تقاليدك التي تريد أن تشربها لأطفالك من بعدك .
إطلاق الحرية للغرائز في سن صغير للأطفال سينتزع منهم عروبتهم باللاشعور و هذا ما سيؤدي في المستقبل البعيد لانهيار هيكل عروبتنا و من ثم إلى زوالها .