لو ضُربت البلد بقنبلة هيدروجينية لكان ذلك ارحم من ان يحكمها عبد ربه، كارثة حقيقية بمعنى الكلمة، هذا الرجل أُس الفساد والخيانة والعجز والضعف.
نختلف أو نتفق مع الواء حميد القشيبي والتيار الذي يؤيده، لكن عبدربه تركه يموت أمامه وهو يستجديه التدخل لإنقاذه.
كنت ضد القشيبي وتياره، لكنه آخر الشرفاء في ذلك التيار، آخر الشجعان، آخر الرجال، وقد امتدحته بعد وفاته مباشرة، حيث صمد حتى النهاية، فيما كان عبد ربه يجرب الرقص على رؤوس الأفاعي لكن بخفة ونذالة وحقارة لم ولن يتوقعها أحد.
أقول وأنا مسؤول عن كلامي، ويشهد الله على ذلك، وأقسم بأعز ما أملك، وهم أولادي، أن عبدربه كان يرسل لنا رسائل -عندما كنت ما أزال عضواً في المجلس السياسي لأنصار الله "الحوثيين"- أنه منع السلاح عن القشيبي، وأن الطلعات الجوية لضرب عمران مدروسة وتتعمد عدم اصابة أهدافها، وتذكرت حينها مقولة هتلر عن أحقر الناس، وهم على حد قوله من ساعدوه على احتلال بلدانهم، لكننا كنا مستفيدين منه ومن وجوده في لحظتها.
***
أسجل ذلك للتاريخ ولمن لا يزالون يراهنون على هذا المسخ، وقد راهنت مثلهم كثيراً عليه، ودعمته عندما انقلب أنصار الله عليه قدر مستطاعي، على اعتباره آخر ورقة للشرعية التي يمكن من خلالها أن تحكم البلد وأن تبقيها موحدة تجنباً للسيناريو الكارثي الذي نحن فيه، لكني كنت ادعم شرعيته وأسعى لتُنقل السلطة منه وبأقصى سرعة، ويعرف الأساتذة عبدالرحمن السقاف أمين عام الحزب الاشتراكي ويحي أبو أصبع مساعد الأمين العام وعلي الصراري عضو المكتب السياسي تلك المساعي الحثيثة التي بذلتها -قبل وبعد استقالتي من أنصار الله وخلافي الشديد معهم بعد انقلابهم على كل التوافقات السياسية واعتمادهم على القوة بشكل مُفرط- لكي يوفقوا هم و قيادة الإصلاح وبقية الأحزاب على نقل السلطة من المسخ هادي قبل أن تنهار البلد.
عبد ربه فال شؤم على أي تيارات سياسية تسانده، وستدب الخلافات بمن حوله في الرياض، وستصاب حتى السعودية بنحسه، ونظامها سيُربك ويدخل في صراعات داخلية، لأنه سيضعهم في نفس الورطة التي وضع فيها الأطراف السياسية اليمنية، عندما كانوا يتمسكون بشرعيته في مواجهة كل الأزمات منذ أربع سنوات على اعتبارها المدخل لأي عمل سياسي أو عسكري ضد الحوثيين.
***
صحيح أن عبدربه يمنحهم الشرعية -نختلف أو نتفق حولها كذلك- لكنه أيضاً يفسد كل تحركاتهم، فهو والى الآن يخون الضالع ويخون عدن وتعز ومأرب وكل نقاط الصراع، وما يزال الأغبياء يراهنون عليه الى اليوم، ولم يسألوا أنفسهم أين تذهب كل الأموال التي تقدم لتلك الجبهات، وأين يأخذها جلال وزمرة عبدربه، وهل تصل الى عدن أم الى دبي ومختلف البلدان كاستثمارات عقارية وودائع بنكية؟.
قلت سابقاً أني أرغب في أن يحسم أي من الأطراف السياسية المعركة، ومن ثم نعارضه الى أن يُشرك الجميع، وكتبت أكثر من مقال حول هذا الموضوع، فهذا هو السيناريو الأصلح والأقل كلفة للبلد، ووجود عبد ربه يبقى المعركة مفتوحة الى ما لا نهاية، لأنه لا يوظف الإمكانات التي تتاح له بشكل إيجابي بما يؤدي الى ضرب خصومه ودفعهم الى تسوية عادلة، ولا ترك مزعوم شرعيته بما يؤدي الى أن سيطر خصومه على السلطة ومن ثم نضغط عليهم عبر حراك سياسي وجماهيري سلمي يملئ شوارع أهم المدن حتى يرضخوا للشراكة الوطنية في القرار.
***
عبدربه سيمزق اليمن، وسيؤدي الى اضعاف التيارات السياسية التي تراهن عليه، وقد يؤدي الى إخراجها من المعادلة تماماً، وسيورط حتى الرياض في الوحل اليمني، ولن تتمكن من الخروج منه الا بفضيحة وذل ومهانة، أو تكابر حتى تجعل من اليمن سوريا أخرى بما لهذا السيناريو من مخاطر عليها كذلك، أو يسقط نظامها، أو ينقلب أحد أجنحته على الآخر، والأيام بيننا.
تحية الى القشيبي ولعنة الله على هادي وعلى من سيستمر في المراهنة عليه.