دامت الحرب الكونية على سورية أربعة أعوام و لم تنهزم و لم تنكسر يوماً رغم طوق الحصار الذي تعاني منه و يعاني منه شعبها العظيم .
أينعم الشعب يعاني الكثير من الظروف الصعبة التي نتجت عن هذه الحرب اللعينة و لكنه ما زال صامد يحاول أن يتعايش مع الأزمة و يتقبل كل مآسيها و كوارثها و لكن وجع شعب لن تعطيه حقه كل الكلمات لأن وجعه فاق الخيال و لأنه أعظم من حروف الأبجدية .
الشعب السوري احتمل فوق طاقته من غلاء المعيشة و انقطاع الكهرباء و المياه و انتشار الأمراض التي ربما لا تداويها العقاقير الطبية لأنها أمراض نفسية تفاقمت مع الوقت حتى أصبحت علل يصعب العلاج منها إثر حالات الرعب و الخوف من شبح الموت الذي ينتظرهم في كل مكان .
المواطن السوري أصبح سائحاً في وطنه و كأنه يدفع فاتورة صموده من دمه و لحمه و يشرب كأس العلقم المر في كل يوم من بعض التجار الذين كبرت كروشهم و تطاولوا على القانون في ظل غياب الرقابة و مارسوا أبشع جرائمهم اللاإنسانية على المواطن المسكين الذي لم يعد له أية قيمة في نظرهم و كل ما يعينهم في الأمر هو زيادة رصيدهم في البنوك و كأن المواطن و حياته أصبحت سلعة رخيصة بنظرهم .
حال الوطن و المواطن لا يشبه أي حال فالقانون الذي يحكم البشرية في هذا الزمان هو ( إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ) و بهذا تحول الكثيرين منا إلى وحوش في غابة ننهش لحم بعضنا البعض معتقدين بأن هذا هو الحل الوحيد للخلاص و النجاة و لكن هذا هو الباب الأوسع لإرهاب أكبر من الإرهاب الذي نعاني منه لأننا نحارب الإرهاب الظاهر للعلن و نزرع بذور إرهاب باطني في دواخلنا يصعب علينا في المستقبل محاربته لأننا وصلنا إلى مرحلة فقدان الإسانية بموت ضميرنا الحي .
هناك أمور أساسية و جذرية في سياسة الدولة لا بد من أن تتغير لأن الإستمرار في الخطأ لن يكون في مصلحة أحد و لكن التغيير لن يتم بين ليلة و ضحاها لأن سيادة الرئيس بشار الأسد باشر في عملية الإصلاحات و التغييرات على جميع المستويات و ليس علينا أن نحاكمه أو نحكم عليه من خلال هذه المرحلة لأنه يحارب على جميع الجبهات و هو يحاول أن يكون مع الشعب و يلبي مطالبهم و هذا لا ينفي أن هناك خلل في مؤسسات الدولة و أنه هو المسؤول عنها و لكن التغيير سيكون بإتخاذ القرارات الصارمة بحنكة و هدوء و اتزان يتناسب مع كل مرحلة على حدة و لو أن سيادة الرئيس شخص غير مرغوب به لما اختاره شعبه و لما صمد معه أربعة أعوام و هو الرئيس العربي الوحيد الذي يتمتع بلقب قائد عروبي لأنه يقود معركة الوطن العربي بأسره ليعيد له أمجاده و الجيش العربي السوري يكتب على جدران التاريخ أروع الملاحم البطولية الأسطورية بحروف من دم و نار نيابة عن العرب ليدافع عن شرفهم و كرامتهم و هو من يقود المعركة إلى بر الأمان و هو من يمسك بيده خيوط اللعبة و أما عن التسوية و الحلول السياسية فالقائد الأسد لن يكون هو جزء منها لأن وجوده هو الحل الأوحد للأزمة لأنه يحمل بيده مفاتيح الشرق الأوسط و هو من يحمي كيان محور المقاومة التي تدافع عن قضية الوطن العربي لتعيد له أمجاده ... عاشت سورية الأسد و عاشوا أسود المقاومة .