"لقد عدت إلى الوطن حاملا معي حمامة السلام وغصن الزيتون غير متربص أو حاقد أو ناقم على أي شخص كان".
تلك عبارة مقتبسة من اول تصريح للرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح عقب عودته الى ارض الوطن بعد رحلة علاج في السعودية استمرت لأربعة اشهر جراء اصابته في جريمة تفجير جامع دار الرئاسة الارهابية التي استهدفته وكبار قيادات الدولة في 3 يونيو 2011م ....
ذلك التصريح الذي عاد به الرئيس المضرج بالدماء فاجأ به خصومه قبل انصاره فقد اعتقد الكثيرون ان صالح بعد تلك الجريمة وما سببت له من الام نفسيه وجسدية سيعود للثأر والانتقام ممن حاولوا تصفيته جسديا في جريمة ارهابية لم يشهد لها اليمن مثيلاً،لكن صالح عاد ليعلم خصومه درسا في التسامح والتعالي على الجراح والحرص على السلام وحقن الدماء .
نعم لقد كان صالح الرئيس وصالح الانسان على عكس خصومه فهم منذ غادر البلاد الى السعودية للعلاج اقاموا موائد الافراح وذبحوا الثيران سعادة بما اعتقدوه نصراً لهم رغم هول الجريمة والفاجعة غير المسبوقة في تاريخ اليمن ،وتبعهم الصحفيون والكتاب والقنوات ووسائل الاعلام التابعة لهم بأحاديث وكتابات وتقارير تحكي عن نهاية صالح وحقبته وتبشر اليمنيين بعهد جديد من الرخاء والتنمية والعدالة والمساواة .
ولم يتوقف المشهد عند تلك الصورة التي انعدمت فيها كل الاخلاق في نفوس من شنوا تلك الحملات الاعلامية الفرائحية بجريمة ارهابية وحولوها الى عرس حضر فيه كل شيء إلا اخلاق الانسان ،بل كان التشفي والشماتة والفجور في الخصومة والحقد الدفين والكراهية المقيتة حاضرة لدى من يتحدثون عن تلك الجريمة وعن صالح وما ال اليه حاله .
ومع ظهور اول المعلومات عن تحسن حالة الرئيس صالح في مشفاه جن جنون اولئك الحاقدين فذهبوا لبث الشائعات والأكاذيب عن اصابته بكل انواع الامراض بل اماتوه مرات عديدة لا لشيء إلا لأنهم لم يكونوا يتصورون ان عناية الله فوق ما يمكرون وان القدر اسبق مما يتمنون،وان حقدهم الاعمى سينهزم وسيرتد عليهم وبالاً.
ولان الوطن كان همه ،والسلام كان مبتغاه ،وحقن الدماء كان هدفه فلم يكد يمر شهران على عودته حتى وقع على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية التي سلم بموجبها السلطة في عملية سلمية جنبت البلاد الحرب والفوضى .
كان صالح الرئيس بذلك ينتصر بتسامحه لكن خصومه اصروا على الاستمرار في مقابلة تسامحه بمزيد من الحقد والكراهية والبغضاء والشماتة والشتائم والسباب والكيد وحملات الدعاية والإساءات والاتهامات الباطلة التي ما انزل الله بها من سلطان فجندوا انفسهم ووسائل اعلامهم وصحفييهم وكتابهم في حملات لا تزال مستمرة حتى اليوم حتى بات صالح شغلهم الشاغل وشماعة يعلقون عليها كل مظاهر فشلهم وعجزهم عن ادارة الدولة وحكم البلاد .
اتتذكرون كيف سارع خصوم صالح الى نفي ضلوعهم في جريمة محاولة اغتياله الارهابية الفاشلة بتفجير جامع الرئاسة وبثوا من الاكاذيب مالاحصر لها عن كونه -أي صالح- هو من يقف وراءها ،لكنهم وبعد حين استغلوا نفوذهم في السلطة التي سلمها اليهم صالح واستخدموا كل الوسائل للإفراج عمن سموهم شباب الثورة الذين لم يكونوا سوى متهمين بالضلوع في مؤامرة تفجير جامع الرئاسة ...فتحول القتلة الى ثوار ....وليت الامر وقف عند ذلك ...فالذاكرة لا يمكن ان تنسى تلك اللوحة التي علقت على مقربة من مقر الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام (اللجنة الدائمة) في الحصبة والعبارة سيئة الصيت التي كتبت عليها (مبروك لشباب الثورة ...وهاردلك للمقلوع وكلابه)...فهل رأيتم حقدا وفجورا في الخصومة اكثر من ذلك .
وبينما كان صالح الرئيس والزعيم وحزبه ومؤيديه وأنصاره يرمون بكل حملات الاساءة التي شنها الخصوم في 2011م ضدهم كان الاخيرون يوغلون في عرض بضاعة الاسفاف وحملات الكذب والتدليس والتضليل ضد صالح وحزبه وكل من والاه ...حتى باتوا الشماعة الاقرب ليعلق عليه الخصوم كل فشل وعجز ،واستمروا ولا يزالون يشنون الاساءات وينشرون الشائعات ،ويبثون الاكاذيب،ويمارسون التضليل معتقدين بذلك انهم ينتصرون على صالح لكنهم لم يكونوا يدركون انهم مع كل اساءة او استهداف او شتيمة لرئيسهم السابق يرفعون من شعبيته ويزيدون من جماهيريته ومن حب الناس له .
وحين اندلع الصراع بين حلفاء 2011م وبدأت المواجهات المسلحة بينهم في مناطق عمران وصنعاء كان صالح الزعيم ورئيس المؤتمر الشعبي العام يضرب مثلا اخر في التسامي والتسامح فوجه وسائل اعلام المؤتمر بالا تتدخل او تغطي ذلك الصراع حرصا منه على ألا يفسر ذلك بأنه شماتة في الخصوم .
ولان الطبع غلب التطبع فلم يقابل خصومه ذلك الموقف الانساني والمتسامح إلا بمزيد من الاساءة والتشهير والكذب والاتهامات عن علاقته بذلك الصراع ...وجندوا في سبيل ذلك كل ما امكنهم فأداروا-ولا يزالون- حملات اعلامية داخلية وخارجية ضللوا من خلالها الى حد ما وسائل اعلام الاشقاء في السير في فلك حملاتهم الدعائية الكاذبة ضد صالح وحزبه وكل انصاره .
ولان صالح سياسي محنك ،وقائد متسامح،وإنسان ذو اخلاق فقد كان يقابل كل ذلك بمزيد من التسامح والترفع عن ردود افعال مشابهة لبذاءات خصومه ...وكواحد من الاعلاميين الذين يعملون في المؤتمر الشعبي العام لا اذيع سرا ان قلت انني ومعي زملائي كنا- ولا نزال- نتلقى توجيهات من الزعيم صالح وقيادات المؤتمر بعدم الانجرار او الرد على تلك الحملات والإساءات سواء الصادرة عن الخصوم المحليين او عن بعض الاشقاء ووسائل اعلامهم ...بل كانت توجيهات صالح لنا -ولاتزال - ان نقابل الاساءات بالأخلاق وألا نرد على الشتائم بمثلها وان نلتزم بالصدق والأخلاق والقيم حتى في تناولنا لمن يشنون الحملات ضده وضد المؤتمر وضدنا جميعا ولذلك فقط لم نسقط الى مستنقع الخصوم الذي لا يزال يتوسع كل يوم وروائحه الكريهة تزكم الانوف كل ساعة .
ومنذ العام 2011م وحتى اليوم تترسخ حقيقة واحدة ان صالح وحزبه ومؤيديه وأنصاره ينتصرون على كل من يسيء اليهم بسلاح الاخلاق فيما يسقط المسيئون كل يوم لأنهم لا يملكون سوى الحقد والبغضاء والكراهية والشتائم .
ومثلما بدأت باقتباس من كلام الزعيم صالح سأنهي باقتباس اخر من كلمته بمناسبة ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام حين قال: "فأخلاقياتنا كمؤتمريين مثلت على الدوام مكامن قوة المؤتمر ورسوخ وثبات جذوره في نفوس ووجدان الشعب، فلم نساوم حول المبادئ، ولم نهادن في مواقفنا من القضايا الوطنية، ولم نتاجر بالقيم والمبادئ وبالثوابت الوطنية".
فهل سيعي السادرون في دروب الكذب وحملات الزيف ،والإساءات والتضليل والدجل انهم في كل مرة يخسرون وصالح وحزبه ومؤيديه ينتصرون لا لشيء إلا بأخلاقهم ؟!
- نقلا عن صحيفة اليمن اليوم :