مثل اعلان ايران في الخامس من مارس الجاري تحرير الملحق الاداري بسفارتها بصنعاء نور أحمد نكبخت المختطف منذ يوليو 2013 احراجاً لحلفائهم الحوثيين "انصار الله" لعدة اسباب ابرزها :
1- يمثل كشف وزارة الأمن الإيرانية من ان قوة أمنية خاصة هي من قامت بعملية تحرير الديبلوماسي المختطف ومن دون أي وساطات تأكيدا على انها عملية عسكرية بحته جرت على الأراضي اليمنية ولم تتم عبر ابرام صفقة او دفع فدية،وكانت أحادية الجانب وتمت بعيدا عن اعين وعلم المخابرات اليمنية وعن الحوثيين انفسهم.
2-الاعلان عن العملية جاء من قبل وزارة الامن الإيرانية وعبر وكالة فارس الرسمية وهو بمثابة إقرار إيراني رسمي بانتهاك السيادة اليمنية ،وهى مسألة شديدة الحساسية لدى اليمنيين وانصار الله على وجه الخصوص خاصة مع استخدام هؤلاء لهذه القضية للنيل من خصومهم السياسيين باتهامهم المتكرر بالتفريط بسيادة البلاد او التنديد بانتهاك الأمريكيين ودول أخرى لها .
3- جاء الموقف الإيراني اكثر فجاجة من الموقف السعودي في الإعلان عن انتهاك السيادة اليمنية ،فبيان الداخلية السعودية بشأن عملية تحرير نائب القنصل كشف عن جهود بذلتها رئاسة الاستخبارات العامة السعودية مايرجح فرضية ابرام صفقة ودفع فدية وعبر وسيط يمني بعكس ايران التي اكدت الطابع العسكري -المخابراتي لعمليتها على الأراضي اليمنية.
4-العملية جاءت بعد أيام من تدشين شركة الطيران الإيرانية، رحلاتها إلى اليمن مايعزز من الشكوك في ان تسيير تلك الرحلات بتلك الكثافة يتجاوز مسألة نقل الركاب وتعزيز العلاقات وتقديم المعونات والمساعدات الى نقل الأسلحة وتعزيز نشاط وتحرك المخابرات الإيرانية والأجهزة الأخرى في بلادنا.
- عدم الإشارة الإيرانية لأي دور للحوثيين في العملية اوللمخابرات والأجهزة الأمنية اليمنية التي يشرفون على ادارتها تثير التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لعدم اشراك الحوثيين في العملية او على الأقل عدم مجاملة الإيرانيين لهم وتجنب احراجهم بالصورة التي حدثت في اعلانهم السابق عن العملية،وهذه نقطة غامضة وغير مفهومة وربما يكون هناك ما وراء الاكمة وربما يكون لذلك علاقة بتباين وجهات نظر الرئيس الإيراني وقيادة الحرس الثوري في سياسة الحوثيين الحالية من يدري !!.
-كان لافتا تفاوت الرواية الإيرانية لعملية تحرير الديبلوماسي مع نفي مصدر مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية تنفيذ أي عملية أمنية على الأراضي اليمنية وحديثه عن عملية مقايضة تم بموجبها الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني مقابل الأفراج عن عناصر إرهابية تم ضبطها في دولة اخرى _ربما سوريا او العراق-ومع ذلك فقد تجنبت الرواية الإيرانية والنفي اليمني تقديم معلومات رئيسية عن العملية كالمنطقة التي كان محتجزا فيها او الجهة الخاطفة وغير ذلك .
-وبصورة مقاربة كان بيان الداخلية السعودية قد تجنب أيضا الإشارة الى أي دور لهادي في العملية او الإشادة بتعاونه فيها باعتباره حليف في امس الحاجة لمثل هكذا مواقف، ما يوحي بوجود نوع من التعالي في تعامل الدولتين مع الحليف اليمني ،وهو ما يفسر تجنب هادي وانصار الله ابداء أي موقف معلن من العمليتين حتى الان .
-يوحي توقيت العملية التي جاءت بعد أيام من تحرير نائب القنصل السعودي وكأن البلدين في خضم مارثون سباق يتنافسان فيه على النفوذ والسيطرة على اليمن ،ويبدو ان ايران ارادت من طريقة الإعلان عن تحرير ديبلوماسيها (عملية معقدة وتمت بأساليب جديدة )ارسال رسالة ضمنية للسعودية تخبرها فيها بعلو كعبها في اليمن وتحول الاخيرة الى ساحة رئيسية لها ولنشاط مخابراتها المتطور.
-بعكس خمس تسجيلات مصورة بثها تنظيم القاعدة لنائب القنصل السعودي واستغلاله للخالدي للضغط واحراج السعودية لم يظهر الديبلوماسي الإيراني نيكبخت في أي تسجيل مصور رغم اختطافه منذ يوليو 2013 ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الواقعة حتى اليوم ما يرجح براءة القاعدة من العملية ويضفي مزيدا من الغموض حول الجهة الخاطفة والهدف منها.
-تهريب هادي وتحرير الديبلوماسيين السعودي والايراني وقبل ذلك عمليات الانزال الامريكية في شبوة وحضرموت والاعتراف العماني بلعب دور مساعد في تأمين عملية مغادرة السفير الأمريكي صنعاء كلها ادلة ملموسة على:
-تحول اليمن الى ساحة نشطة لعمل أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية .
-تعمد تلك الأجهزة انتهاك السيادة اليمنية بصورة علنية وتجاهل التنسيق مع المخابرات اليمنية والعمل بشكل منفرد ،ما يعني اقتناع تلك الدول بانهيار النظام والدولة اليمنية عموما والتعامل مع اليمن كدولة تحت الوصاية ومنقوصة السيادة .
aziz5000000@gmail.com