زملاؤنا الصحفيون الذين ينتمون إلى المؤتمر الشعبي العام وأولئك المؤيدون للرئيس السابق علي عبدالله صالح _ باستثناء بعض التافهين والشوارعيين الذين كانوا يتبعون مراكز قوى او أجهزة أمنية_ هم أنبل وأرقى من أولئك التابعين لأحزاب المشترك بعد صعوده إلى الحكم، وأنبل وأرقى بكثير من أولئك الذين يوالون الحوثي، خصوصا بعد اجتياح ميليشياته العاصمة.
أقله أن من لم يستطع منهم التضامن مع زملائه الذين طالتهم انتهاكات السلطة، كان يشعر بالخجل، ولا يفوت فرصة للتعبير عن أسفه لعدم تمكنه من التعبير العلني عن تضامنه.
في السنوات ال3 الماضية تولى صحفيون من المشترك مهمة التشهير بزملائهم المستقلين وقذفهم بأقذع التهم والبذاءات.
وفي السنة الأخيرة تبارى صحفيو عبدالملك الحوثي في التحريض على الصحفيين أنفسهم، بل إن هناك من بادر إلى التبرؤ من زملائه وأدارظهره لهم لمجرد أنهم لا يثقون بوعود الحوثي وتعهداته بشأن الدولة المدنية والحريات والتخلي عن السلاح (ها نحن هنا في العاصمة نحيا في ثكنة سلاح، وبات الحوثيون هم التهديد الأول لحرية الصحافة في اليمن).
***
لا أعمم .
لكن من غير المساواة أن نساوي بين الناس غير المتساوين!
خبرة الأشهر ال3 الماضية علمت الصحفيين اليمنيين ما فات عليهم تعلمه خلال عقدين من الزمن.
تحية للزملاء في المؤتمر الشعبي العام الذين وقفوا علنا ضد الانتهاكات.
وتحية لاولئك الذين لم يحرضوا على زملائهم في ذروة التحريض ضد الصحفيين في عهد رئيسهم وزعيمهم.
***
في عهد الرئيس صالح كانوا، مثلنا، يشمئزون مما تنشره المنشورات الصفراء من شاكلة "الدستور" (هل تتذكرونها؟)
هناك "دساتير" حوثية، راهنا، في صورة منشورات صفراء وصفحات فسبوكية لصحفيين وكتاب كان بعضهم يتصدر جبهة الحريات قبل سنوات، بيد أن "السيد" في العاصمة الآن و"رجال الله" يتعقبون الإرهابيين والفاسدين في ربوع الوطن، ما يعني أن كل شيء تمام، وكل انتهاك هو محض افتراء من حاقدين لا يهمهم سوى التقليل من "الإنجاز الثوري".