في واقع الانفعالات والافتعالات تزداد الأوضاع سوءا وتعقيدا غير أن المنفعل والمفتعل يكون مفهوما وواضحا وفي كل مرة يتضح لكل ذي لب حقيقة افتضاح فعل المنفعل و افتعاله .
الهيبة والمهامة لا تعود باصطناع المشاكل والاتفاق عليها ، صباحا يحاصر ميدان السبعين وعند المساء تحل المشكلة أولئك يستأذنون لأقامة احتفالية المولد النبوي من الرئيس والرئيس يوافق ثم يتم منعهم من الاحتفال من قبل الرئاسة وقواتها فتتوتر الأمور وتحتشد القوات وتتبادل الطلقات ثم يتم تسوية الخلاف باللجان ثم يتم اصدار قرارات رئاسية بتعيينات جديدة لمحافظين كان نصيب الأسد منها للحوثيين وهي نفسها الآلية التي قلبت الواقع رأسا على عقب ولو تكلم الواقع لقال : والله لو أراد الحوثيون الإحتفال بالمولد النبوي داخل دار الرئاسة لقوبل قرارهم
بالترحيب والسمع والطاعة وإنما هي (زَرّةٌ ) رئاسية مفضوحة ، أفمن فُتِحت له كل مقدرات الدولة وهيمن على معظم مفاصلها يعجز عن أن يقيم احتفالا في ساحة عامة أو أن يمنعه إنسٌ أو جان .
كلما حاول البعض الحديث عن التغيير والتجديد في قيادة أصحاب (التمكين) تبرز أصوات من داخل التمكينيين أن هؤلاء يريدون شق الصف و لا يفهمون حقيقة الأوضاع وأن الحكمة تقتضي الاحتفاظ بتلك القيادات المخضرمة والمعتقة في هذه الضرفية الحرجة و لحين قضاء الله فيها أو أن يبعث في أُمِّهم قيادات منهم تقودهم وتهديهم إلى سواء السبيل ، الحديث عن التجديد داخل الهيئة العليا للإصلاح يفهمه المُتيمون بهذه القيادة أنه انتقاد لهم وتقزيم لهاماتهم وانتقاص من أقدارهم وهم بهذا يضفون عليهم من التقديس ماهم في غنا عنه والحق يقال أن تلك القيادات شخصيات مشهود
بوطنيتها و قد أدت دورها في وقتها وأخطأت وأصابت وما عليها إلا أن تسلم الراية لمن أهلتها ودربتها وفق النظام التي تدعو إليها وهو الشورى وإيقاف نظام التزكية بل وتجميده لأجَل فالعالم ينظر إليهم بعمق كونهم من قادوا التغيير وطالبوا التجديد واستبسلوا وقدموا التضحيات دفاعا عن الحرية والديمقراطية ومقارعة استبداد الفرد وخلوده في المنصب وآن لهذه القيادة العتيقة أن تخلد للراحة وأن تكون مرجعيات للإستئناس والإستشارة .
التمكين قادم لا محاله غير أن ادواته ووسائله الحالية ليست مؤهلة له لقصور في الوسائل والأساليب وخلل في الرؤية التي لم تستطع إلى الان أن تفهم الواقع من كل زواياه وكيف التعاطي معه والاستعداد لكل طارئ وعدم تكرار الأخطاء والاتعاظ مما سبق ، لقد استطاعت الحركة أن تغرس في نفوس أبنائها أهم قيمتين هما الإيمان بالبلاء والصبر عليه غير أنها لم تستطع ان تغرس في قلوبها وأرواحها مبدأ ( واعدوا ) والذي يتوسط شعارها والأعداد هو كل ما ستطاعت من قوة علمية وثقافية تجمع بين الأصالة والمعاصرة والذي ينبجس منهما قيم الحرية والعدالة داخل التنظيم اولا ثم
خارجه وعدم اغفال القوة العسكرية والتي أضحت ضرورة ومُلحة في واقع كواقعنا وفي ظل ضرفيات طارئة فقط ولحين ذهاب أسبابها ومسبباتها وما عدا ذلك فهي قوات مليشاوية خارج النظام والقانون .
التمكين اليوم للحوثي وبامتياز ويستمد تمكينه أولا من غيره وهو تحالفه مع صالح وانصاره ومن أخطاء خصومه واولهم الإصلاح وعلى الحوثي اليوم أن يستغل التمكين مهما كانت وسائله إليه في تحقيق اهداف وتطلعات الأمة واولها الأمن ثم العدالة وغرس قيم الديمقراطية والمواطنة المتساوية وغير ذلك فإنما هو تعجيل بانقراض الجماعة الحوثية بعد انقضاضها .