جاسر عبد العزيز الجاسر
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
جاسر عبد العزيز الجاسر
طائرات إيران في صنعاء
خيارات مواجهة الحوثيين في اليمن
فتح جبهة جديدة للإرهابيين الطائفيين في سوريا

بحث

  
إخراج الثعابين من جحورها في سوريا والعراق
بقلم/ جاسر عبد العزيز الجاسر
نشر منذ: 9 سنوات و 4 أشهر
الثلاثاء 23 ديسمبر-كانون الأول 2014 11:16 م

ظل الثوار السوريون أكثر من ثلاث سنوات وهم يطالبون بتزويدهم بأسلحة دفاعية لحماية أهاليهم من القتل اليومي الذي يمارسه شبيحة بشار الأسد وجيشه والمليشيات الطائفية التي استقدمها النظام السوري من لبنان والعراق وإيران وباكستان وأفغانستان، وظلت الدول الغربية -وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية- تماطل وتتلكأ من تلبية رغبة أحرار سوريا؛ بحجة التخوف من وقوع الأسلحة المرسلة بيد الجماعات المتشددة. وقتها لم تكن هناك جماعات متشددة كالحاصل الآن، فلم تظهر داعش بعد، والنصرة لم يكتمل تشكيلها، ولعل من إفرازات التأخر في تسليح المعتدلين ظهور كل هذه الجماعات المتشددة التي وجدت من يمدها بالسلاح والمال لتوظيفها خدمة لمخططاتها وأجنداتها، ومنها اطالة أمد الحرب في سوريا وتشويه صورة الثورة السورية، وإظهارها كحركة تمرد يقوم بها متشددون ومتعصبون دينيون. وفعلاً نجحت هذه المخططات، ولهذا ليس مستغرباً من القول بأن هذه الجماعات المتشددة -ومنها داعش والنصرة- من صنع النظام السوري نفسه، وان ساعد في تكوين أخطر جماعتين ارهابيتين وأكثرهما قوة وعدداً، ونقصد داعش والنصرة، كونه أطلق سراح قادتهم من سجونه، وأكمل حليفه رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي المهمة، فسهل هروب مقاتلين من السجون العراقية توجهوا فور تسهيل هروبهم إلى مواقع داعش ليشكلوا كتائب قتالية تفوقت على جيش المالكي نفسه، والهدف تصوير واظهار المعارضين والثوار في سوريا والعراق بأنهم متشددون إرهابيون، وهو ما تحقق، إذ أصبح جميع المعارضين في نظر الغرب إرهابيين، وبالتالي امتنعت الدول الغربية عن تسليحهم، وسارعت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال قواتها مجدداً للعراق عبر ستار المستشارين الذين هم في الواقع رجال النخبة من المقاتلين، وهؤلاء مرشحون للزيادة. هذا السلوك الغربي الذي يرسمه الأمريكيون ويقودونه هدفه إبقاء الأوضاع على حالها سواء في سوريا أو في العراق؛ لإشغال المتشددين من كلا المكونين، وإبعادهم عن الأراضي الأوروبية والأمريكية، ولا مانع من اخراج الثعابين من جحورها ثم محاصرتها والقضاء عليها، وهو ما يجري مع مقاتلي داعش، وكذلك مع مقاتلي المليشيات الطائفية، وقد لاحظ المتابعون أن العمليات الإرهابية قد انعدمت في أوروبا وأمريكا وتزايدت في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وهو ما يريده واضعو مخططات إشعال المنطقة العربية، ولذلك فإنهم ليسوا على استعداد لتزويد الثوار وطالبي الحرية الحقيقيين بالسلاح لمواجهة الإرهابيين سواء من الجماعات المتشددة أو عناصر النظام والمليشيات الطائفية. ولقد استغرب المراقبون من سن تشريع أمريكي بتقديم أسلحة فتاكة لأوكرانيا لمواجهة التفوق العسكري الروسي استجابة سريعة لطلب أوكرانيا، يقابله تجاهل لمطلب ثوار سوريا، ما يكشف كيفية تعامل أوباما مع مواقع القتال، ويوضح كيف تتعامل الدول الكبرى مع مصالحها على حساب دماء الشعوب.

jaser@al-jazirah.com.sa

- نقلا عن صحيفة الجزيرة السعودية:

 
Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/احمد صالح الفقيه
مغامرة الحوثي تكلف طهران 2250 مليون دولارا كل يوم
كاتب/احمد صالح الفقيه
كاتبة/نُهى البدوي
بأي ذنبٍ يذبحون أطفالنا ؟!
كاتبة/نُهى البدوي
كاتب/علي البخيتي
حافظوا على تعز قبل فوات الأوان
كاتب/علي البخيتي
كاتب/احمد صالح الفقيه
التدين السلبي والوطنية السلبية
كاتب/احمد صالح الفقيه
كاتب/احمد محمد نعمان
المَحَاكِمُ اليَمَنِيّةُ ..الشّكْلُ وَالمَضْمُون
كاتب/احمد محمد نعمان
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
ما يجب أن يتم ألان لنجاوز أزمة السلم والشراكة
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية