* هذه مرحلة أدق ما يقال عنها، أنها بلا - بوصلة - مرحلة غموض وألغاز، لا وضوح ولا إنجاز, كل يلوم الآخر، والحكماء والانقياء ابتلعهم الصمت المهيب.
* الإعلام الغربي لحصافته، ومهنيته، ودقة معلوماته وأبحاثه ومصادره، يكتب ويذيع، اليمن يواجه تحديات صعبة، اليمنيون غرماء أنفسهم.
* والإعلام العربي لسخافته وشماتته وكثر المرتزقة فيه، يذيع ويكتب: اليمن على كف عفريت, اليمن تتجه إلى الهاوية، اليمن في مهب الريح العاصفة.
* وشتان بين إعلام .. وإعلام، وأظنه لولا مصائب العراق، واليمن ثم سوريا وليبيا لأفلست هذه القنوات الحاقدة الخبيثة، وتحولت إلى حظائر مهجورة تبيع العلف للحيوانات الأليفة.
* حالنا يرثى له .. وواقعنا محير مؤسف, لكن ليس هكذا - تطبخ - الأخبار، ولا يجوز أن تحتدم المنافسة الشرسة بين هذه القنوات على حساب الشعوب الفقيرة الغارقة.
* لا أحد ينكر ولا يتدثر، إنها مرحلة صراعات واغتيالات وتقاسم ومؤامرات، فكيف لا يشمت بنا كل ضالع وضيع، وحاقد شنيع.
* هذا موسم - الحفر - المظلمة، يحفر السياسيون - الكبار - لبعضهم حُقرا لا قعر لها، ولأنهم يعرفون مواقعها، وخرائطها ينجون، ويقع الأبرياء والمغفلون.
* لا دولة ولا قيادة، أجدبت الحدائق وأخصبت المقابر، أقفلت الجامعات والمدارس، وفتحت النقاط والمتارس.
* هذه مرحلة عجيبة، غريبة، لا أحد يدري ما جرى؟ وما الذي يجري؟ طلاسم أعجب ما تكون وألغاز لا فكاك لها ولا حلول؟
* وما يفيدنا بعد أن ينقرض شبابنا، وتخرب ديارنا، وترخص قيمتنا، وتضيع هيبتنا؟ أن التاريخ سيكشف المستور، ويفضح المغمور؟.
* حتى التاريخ أغلقوا فمه، وضعوه في حقيبة جمال بنعمر، ليصمت وينام، ثم يحكي ما جرى ولكن بعد مائة عام؟
* هذه مرحلة خصبة ومثيرة، بما حملت من المشاهد والأحداث وبما قذفت من العواصف والمفاجآت؟
* المؤكد أنها ستغري الدارسين، والفاحصين والمحللين، والباحثين أن يكتبوا عنها، وينبشوا ما تحتها وما فوقها.
* سوف يحضرون عنها رسائل الماجستير، ويعدون أطروحات الدكتوراه، والمؤكد القاطع أنه لن ينجح أحد.
آخر السطور للشاعر الكبير فاروق جويدة:
يوما سُيحكى هنا عن أمة هلكت
لم يبق من أرضها زرع ولا ثمرُ
حقت عليهم من الرحمن لعنته
فعندما زادهم من فضله فجروا