منذ أيامٍ قليلةٍ تحمّلتُ مسؤولية وزارة الإعلام؛ لأكون بذلك أول امرأة تتقلّد هذا المنصب في تاريخ اليمن.
خلال الاجتماع الأول لحكومتنا أعطانا رئيس الوزراء خالد بحاح عدّة نصائح؛ قال لنا: رتّبوا أولوياتكم، لا تسمحوا لأحد أن يجرّكم إلى بحر التفاصيل؛ وبالذات التفاصيل المالية والإدارية، فرّقوا بين البيت والعمل، اعطوا الثقة لمن حولكم واستعينوا بمن تحتكم من الكفاءات، ولا تتخذوا أي قرارات متسرّعة، وادرسوا الوضع خلال الشهر الأول دون إصدار أحكام أو قرارات.
نصحنا ألا نسمح لأحد ولا نشارك في ذم أو الإساءة إلى من سبقونا لأنهم زملاؤنا؛ ولأننا سوف نصبح سابقين يوماً ما، وما لا نرضاه لأنفسنا لا نرضاه لغيرنا.
وأهم شيء قاله لنا رئيس الوزراء الجديد هو أن نضع مصلحة الوطن نصب أعيننا، وأن نستعيد ثقة المواطن، نعزّز النزاهة ونبني اليمن مع الجميع.
هذه النصائح غالية وعملية وقد جَعلتُها نصب عينيَّ في كل لحظة، بل وجدتُ الكثير من النصائح القيّمة والمساعدة في كل مكان ذهبت إليه.
في البداية كنتُ متوجّسةً بأنني سوف أدخل في زوبعة مظلمة ومتاهات لا نهاية لها، بل إن الجميع سوف يقف ضد أي أفكار أو اقتراحات للتغيير.
الذي وجدته هو العكس تماماً؛ وجدت لهفة وشوقاً شديدين للمساعدة من أجل تحسين الوضع للجميع، ووجدتُ أن الجو مهيّأً تماماً لعمل تغيير مهني صادق للأفضل، حتى في المؤسسات الإعلامية الضخمة والتي فيها مشاكل المتعاقدين، وجدتُ أن هناك مقاربات وحلولاً يمكن أن تكون منصفة وممكنة التحقيق؛ بالذات مسألة الاستثمار في المعدّات والكوادر.
وما دفعني إلى التفاؤل هو أنني شعرت أنني مرحبٌ بي من قبل الجميع من أعلى الهرم الوظيفي حتى أدناه.
المفاجأة الأجمل جاءت من مسلّحي «أنصار الله» الذين كانوا مرابطين في وزارة الإعلام؛ لأنه عندما طُلِب منهم أن يبقوا خارج الوزارة وأن توجيهاتي الجديدة تمنع دخول السلاح بتاتاً لأي كان أبدوا ترحيباً وتجاوباً رائعين.
أنا لا أملك عصا سحرية، ولستُ «المهدي المنتظر» ولكن تدريجياً هناك حلول وهناك أمل إذا ما عملنا معاً بجد ومصداقية وتركنا المصالح الشخصية والحزبية وراء ظهورنا، وجعلنا الله وكيلنا، ومصلحة الوطن فوق كل شيء.
*وزيرة الإعلام
yteditor@gmail.com