من الواضح ان حكومة خالد بحاح ولدت ميتة ،فموقف المؤتمر الشعبي السلبي منها ادخلها غرفة الإنعاش بمجرد الإعلان عن أعضائها خاصة مع استحالة منح مجلس النواب الثقة لها جراء الأغلبية المريحة التي يتمتع بها المؤتمر في البرلمان ،كما جاء اعلان الحوثيين عن اعتراضهم على الحكومة باعتبار ان التشكيل المعلن لم يلتزم بالمعايير المتفق عليها في اتفاق السلم والشراكة ،بمثابة اعلان وفاة للمولود الجديد سيما مع تضاءل فرص نجاح أي محاولات خارجية للتدخل في الوقت الراهن من اجل اقناع القوى الرافضة للحكومة بتغيير موقفها منها .
-يرجع السبب الى أن قرار فرض عقوبات دولية على صالح وقياديين حوثيين أدى الى رفع مستوى التوتر الداخلي وشحن الأجواء -المشحونة أصلا -ودفع المتضررين من العقوبات الى التصعيد واتخاذ مواقف متعنته من الحكومة الجديدة ومن القضايا الخلافية الأخرى وصعب من مهمة الأطراف الخارجية وحولها في نظر الأطراف المتضررة من العقوبات من وسيط وراعي للتسوية الى خصم او على الأقل وسيط غير محايد ،وكل ذلك يضيق الخناق اكثر على الحلول السلمية للازمة ويدفع بقوة تفجير الوضع .
احتمالات مسار الازمة الراهنة :
الاحتمال الأول:
-رضوخ هادي ونزوله مجددا عند رغبة الحوثي بإجراء تعديل على التشكيلة المعلنة واستبعاد جميع الأسماء الغير مرضي عنها من قبل الحوثي من الحكومة ،يعتبر هذا الاحتمال رغم كونه إقرار نهائي من هادي بانه اصبح رئيسا فخريا وتابعا للحوثي ،لكنه الأقل سوءا لما قد تذهب اليه البلاد في الفترة المقبلة .
الاحتمال الثاني:
-اما الاحتمال الثاني فهو كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ويتمثل في تحرك الحوثي والرئيس السابق للإطاحة بهادي بالقوة :
1-اما بإجباره على الاستقالة من منصبه وما يعنيه ذلك من انتقال الرئاسة مؤقتا الى يحيى الراعي باعتباره رئيس البرلمان الى حين اجراء انتخابات رئاسية في غضون شهرين وهذا امر يستحيل حصوله قبل استكمال صياغة الدستور الجديد والاستفتاء عليه ،إضافة الى الترجيح برفض غالبية القوى السياسية من اخوان ويساريين و.. لذلك ،ما يعني اننا سندخل في متاهة جديدة وازمات أخرى.
2-او عزل هادي من منصبه وتشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد - كما لوح به القيادي الحوثي ضيف الله رسام في اللقاء التشاوري الموسع -وفي مثل هذه الحالات تتراوح فترة المجلس العسكري ما بين ستة اشهر وسنة وربما اكثر من ذلك الى حين اجراء انتخابات رئاسية وفق أسس سياسية جديدة يتم من خلالها إيصال نجل الرئيس السابق للحكم مقابل تحول الحوثي الى مرجعية روحية للنظام الجديد مع حصول جماعته على مكانة مشابهة لمكانة ودور حزب الإصلاح في النظام السابق طبعا هذا في حال تم الامر كما هو مخطط له من قبل الانقلابيين .
-لكن تنفيذ انقلاب عسكري على هادي معناه ان العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس السابق وقيادات حوثية ستتوسع لتشمل النظام الجديد واليمن عموما وستكون مشابهة للعقوبات المفروضة على ايران والسودان ودول أخرى ،الامر الأسوأ من ذلك ان الإطاحة بهادي ستؤدي الى تفجر حرب أهلية على أسس مناطقية بين الشمال والجنوب من خلال ان مثل هذه الخطوة اما انها ستدفع بهادي للانتقال الى عدن وقيادة المشروع الانفصالي -وهذا احتمال ضئيل للغاية -وهذا الامر سيتصدى له الرئيس السابق الذي يؤكد على ذلك بقوة في خطاباته الأخيرة وهو حال الحوثي ايضا الذي نقل عنه استعداده للقتال حتى اخر فرد في جماعته لمنع انفصال الجنوب .
-او ان يتم اعتقال هادي او وضعه تحت الإقامة الجبرية ومن شأن ذلك دفع القيادات العسكرية الموالية لهادي والمحسوبة عليه والتي تقود غالبية الالوية العسكرية المنتشرة في الجنوب وتستحوذ على اهم ترسانة الجيش من أسلحة صاروخية ومدفعية وطيران لرفض الانقلاب والدخول في معركة عسكرية ضد الانقلابيين او اعلان تأييد الانفصال وبغض النظر عن مآل المواجهات فان النتائج ستكون كارثية على اليمن واليمنيين.
-طبعا لايمكن استبعاد اقدام هادي على تقديم استقالته طوعا وربما يمنع ذلك المواجهة العسكرية على أسس مناطقية لكنه سيدفع بغالبية الموالين لهادي للتحول عن الوحدة ودعم الانفصال .
-لذا يجب على الاصوات المنادية للاطاحة بهادي والمتحمسين لمثل هذه النداءات ادراك خطورة ذلك وضرورة تجنيب اليمن مثل هذا المصير المفزع ،ويبدو ان ليل اليمنيين ما يزال في اوله وان الأسوأ لم يأت بعد وكان الله في عون الشعب المظلوم من ساسته.
aziz5000000@gmail.com