عباس غالب
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
عباس غالب
عقدة المحاصصة .. إلى متى؟!
الإنهاك الممنهج للدولة!!
بصيص ضوء في عتمة المشهد

بحث

  
هوس الحقيبة..!!
بقلم/ عباس غالب
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 14 أكتوبر-تشرين الأول 2014 06:25 م

- أعـرف كغيري من الآباء أن الأطفال وحدهم من تطالعهم بشائر الفرحة وهم ينتظرون مع بداية العام الدراسي الجديد حصولهم على حقائبهم المدرسية المتروسة بالكتب القيّمة والدفاتر الأنيقـة وأكوام الأقلام الملوّنة.
- وأعلم كذلك أنه منذ قرار تكليف الحكومة بتسيير الأعمال أن ثمة من ينتظر تسميته لشغل إحدى الحقائب الوزارية في الحكومة المرتقبة، بل أكاد أجزم أن بعضهم من تمرُّ عليه الثواني وكأنها سنوات انتظار لسماع من يبلغه هذه الفرحة.. يستمع ـ دفعة واحدة ـ إلى نشرات الأخبار والمواجيز ويتصفّح المواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوك، منتظراً بلهفة رنّة تلفوناته المتناثرة حول مجلسه الذي أصبح موئلاً يدعو إليه نخبة القوم من الأحباب والأصدقاء مستعرضاً معهم الأوضاع الراهنة وسبل الخلاص من التحديات القائمة، عارضاً أمامهم نظرته (الثاقبة) و(قدراته العجيبة) لمعالجة المشكلات التي يقول لسامعيه إن رؤيته للحل ستكون البلسم الشافي لأوجاع الوطن الغالي!
- ولا أشك - كذلك - أن مثل تلك الأحاسيس والمشاعر تنتاب عديداً ممن ينتظرون الحقيبة الوزارية التي لا يرون أهلاً لها غيرهم.. وبأنهم الأجدر بحملها.
- ولا غرابة إن أصابت بعضهم لوثة عقلية وهم يفكّرون ملياً وطويلاً في نوعية هذه الحقيبة وكيف سيتعاملون معها عند حصولهم عليها.. تقول لأحدهم أم الأولاد: لا تنسى كبش العيد، فيأتي إليها ظهـراً خالي الوفاض، لأن فكرة الحقيبة سيطرت على وجدانه وتفكيره.
- ويمكن القياس على ذلك في كل مشتريات العيد التي تحوّلت بفعل هذه اللوثة إلى أبخرة من الوعود بفعل انشغالهم بالحقائب المقبلة.
- وأعتقـد أن عدداً منهم أقلعوا عن التدخين و أوقفوا مضغ القات وبدأوا - منذ الآن - يمارسون الرياضة لزوم (الإتكيت) فضلاً عن التزامهم بحضور المنتديات الثقافية والندوات العامة وواجب العزاء وحضور مناسبات الأعراس، يتواصلون مع رجال الصحافة ـ على غير العادة ـ لعرض وجهات نظرهم تجاه مشكلات العالم والبيئة والإرهاب وحتى مشاكل ثقب الأوزون!
- كلما نبأ إلى سمع أحدهم أنه سيتم تكريمه في مناسبة ما انتفخت أوداجه وسرت في بدنة رعشة النشوة والفخر والتي ـ فجأة ـ ما تتجمّد وتنكمش قبل أن تتحوّل إلى انتكاسة حزن عندما يعرفون أن تلك الجائزة لم تكن سوى حقيبة عادية غير تلك التي كانوا يُمنّون النفس بها وينتظرونها بفارغ الصبر.
- لكلّ ذلك ليس غريباً إن فاجأك أحدهم وهو يخلط بين التهنئة بالعيد والتهنئة بالحقيبة قائلاً لك:
ـ حقيبتك مباركة.. يقصد عيدك مبارك كل عام والشعب اليمني وزراء!!
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
دكتور/عمر عبد العزيز
المتغير في المشهد العربي
دكتور/عمر عبد العزيز
صحافي/عارف الدوش
ثورة 14 أكتوبر و«الجيل الذهبي» من الثوار
صحافي/عارف الدوش
كاتبة/نُهى البدوي
الاضطرابات السياسية تعيد الإرهاب إلى الواجهة
كاتبة/نُهى البدوي
كاتبة/دنيز نجم
المغترب بين مطرقة الأنين و الحنين يموت في كل يوم مرتين
كاتبة/دنيز نجم
كاتب/علي البخيتي
ماذا بعد زلزال 21 أيلول سبتمبر 2014م في اليمن؟
كاتب/علي البخيتي
كاتبة/دنيز نجم
لا تتوهموا .. إنه حزب الله ...
كاتبة/دنيز نجم
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية