عبدالخالق عطشان
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
عبدالخالق عطشان
التمكين الحوثي
الشهيد الأواب .. صادق منصور
القاضي العمراني ذِكرى للمؤمنين

بحث

  
لمن الحُكم اليوم ؟ للحوثي
بقلم/ عبدالخالق عطشان
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 24 يوماً
السبت 27 سبتمبر-أيلول 2014 08:54 م

وأسفر صبح السادس والعشرين من سبتمبر على غير عادته سوى رموزٍ شكليه.. ففي جبل نقم تتوهج مجموعة من المصابيح وفي العُرضي شعلةٌ أُشعلت ثم خبت ودموع غيورة ذرفتها إمرأةٌ هيج مشاعرها النشيد الوطني لجمهورية تكاد تلفظ أنفاسها لولا أن تتداركها العناية الإلهية لا السياسية ..
حين الوقوع تم التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة وفي الحقيقة هي اتفاقية التسليم لا السلم لفريق كان بحق هو الاجدر بالفوز السريع والكاسح ، ظن الساسة الواقعون بالضربة القاضية والموقعون على الإتفاقية أن الجمهور لايعلم بأن هذه الوثيقة أضحت لاتنفع ولاتضر مثلها مثل أصنام مكة وما التوقيع عليها إلا مخرجا لأولئك الساسة مما وقعوا فيها من أخطاء لن تُكفرها مزون السماء وأمواج البحر وكل له نسبته من الخطأ ، بنود الوثيقة لم يتحقق منها شيئ ( إطلاق النار قائم وآخره بمنزل الأحمدي رئيس جهاز الأمن القومي ، رئيس الوزراء القادم مازال في بحر الظلمات ، المليشيات المسلحة تسرح وتمرح ، الملحق الأمني عصيٌّ على التوقيع من قبل إخواننا القوة الضاربة والغالبة الحوثيون وإن صح التوقيع فالعبرة بالتنفيذ ومن حقهم التوقيع من عدمه فالقول الأول والأخير لهم على الأرض .
توافق الحديث الرئاسي وحديث جمال بن عمر اليوم بعد التوقيع على هذه الاتفاقية (السلم والشراكة) عن تمرد وخيانة ونكوص على أي اتفاق وسيطرة مليشيات هو مدعاة للسخرية والألم في نفس الوقت فهما يعلمان ذلك ويقفان عليه من أول وهلة غير أن الأمر جاء على غير ماكانا يأملان به فقد اتسع الرقع عليهما وخرج من تحت سيطرتهما وأصبحت القوة الغالبة هي الحاكمة والمتحكمة بين الرئاسة وما تحتها من سلطات فلاتملك من القرار إلا ماتمليه القوة الغالبة .
ايران وأمريكا لاعبان أساسيان في الطامة النازلة فكل له أهدافه الاستراتيجية في اليمن بشكل خاص والمنطقة بشكل عام غير أن اليمن أضحت المسرح الذي على الهوى الطلق والذي استطاعت فيه الدولتان ( أمريكا وايران) أن يثبتا قدميهما عبر القوة الغالبة (الحوثيون ) يدلل على ذلك تقرير كتبه إبراهيم شرقية (نائب مدير مركز بروكنجز الدوحة) بعنون " ثمن التخلي عن اليمن" نقلته نيويورك تايمز عبّر إلى تنسيق أميركي - إيراني لسيطرة الحوثيين في اليمن، مشيرا إلى البيان الأخير الصادر عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري والذي قال فيه إن لدى إيران دوراً في محاربة "الدولة الإسلامية" يشير إلى أن أميركا ستجعل أولويتها التواصل مع إيران والحوثيين في اليمن مستقبلا بل وأخطر ما جاء في التقرير إن الاتفاق- الذي وقعه الرئيس عبد ربه منصور هادي الأحد الماضي- هو اتفاق بإملاء الحوثيين، وبرعاية مبعوث الأمم المتحدة, لافتاً إلى حصول الحوثيين على تنازلات من الحكومة بعد الاعتداء على العاصمة في 21 سبتمبر 2014..
إن الحديث اليوم من قبل الساسة والنخب والمثقفين على أن الخيانة والتواطؤ والفساد هي أسباب في السيطرة الحالية للجماعة الحوثية مضيعة للوقت وبقدر صوابيته إلا أن عليهم التعاطي مع الواقع والعمل بشفافية عالية وإخلاص منقطع النظير لمعالجة الوضع والتعاطي معه عبر رؤية يمنية بحته والجلوس مع القوة الغالبة (الحوثيون) للتقارب والشراكة الحقيقية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني .
وللإصلاحيين أختم ..لا تكثروا بمقولة أنكم فوتم الفرصة لجركم للهاوية وأن الحكمة تجسدت في المحافظة على نسيجكم التنظيمي فقد نالكم في يومٍ من الأذى مالم تستطع عليه عقود ، وعليكم أن تُعملوا الحكمة في الاستفادة مما جرى مستقبلا ورغم أنكم قد لُدِغتم مرارا وليس مرتين من جُحورٍ متعددة إلا أن الاعتبار يضيع في حمأة السياسة وحُسن الظن بالسيئين..

Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/امين عاطف
نحن من نصنع الملوك
كاتب/امين عاطف
كاتب/سمير العمراني
الاخوان الفاشلون .. ونبوءة صالح ..!
كاتب/سمير العمراني
كاتب/احمد صالح الفقيه
اعادة بناء الدولة اليمنية
كاتب/احمد صالح الفقيه
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
الحوثي والاختيار ما بين هادي و صالح !!
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
كاتب/احمد صالح الفقيه
الحوثي .. والسياسة والاخلاق
كاتب/احمد صالح الفقيه
كاتب/طارق مصطفى سلام
رسائل عاجلة للأخوة في قيادة أنصار الله ..!
كاتب/طارق مصطفى سلام
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية