عبير ناصر
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
عبير ناصر
عن الجنرال.. لم كل هذا الضجيج ؟!
اخوان اليمن .. لماذا يرتعدون عندما يشاهدون .. صالح ؟!

بحث

  
مذبحة حضرموت وقراءة من زاوية أخرى
بقلم/ عبير ناصر
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 13 يوماً
الأحد 10 أغسطس-آب 2014 12:37 ص

صحيح أن عناصر الإرهاب التي ارتكبت مذبحة إعدام الجنود في حضرموت ذات توجه فكري إرهابي يمارس القتل بأبشع صوره بناء على خلفية أيدلوجية وفكرية مغلوطة، لكن القراءة المتأنية للجريمة المذبحة يجب أن تستوعب أبعاد هذه الجريمة بمختلف جوانبها حتى يمكن البناء على تلك القراءة بمختلف جوانبها والخروج بنظرة تستقرىء الواقع والظروف والملابسات والأهداف.
وبالنظر إلى ما يعتمل في المحافظات الجنوبية منذ عدة سنوات وتحديداً منذ ظهور ما سمي بالحراك ثم تعدده وتفرعه وتحوله إلى عمل مسلح، فإن المشهد يبدو أقرب إلى أوراق يتم خلطها باستغلال موضوع الإرهاب واستخدامه كشماعة للتغطية على جرائم ذات أهداف وأبعاد لا علاقة لها بالجانب الديني بقدر ما تسعى لتحقيق أهداف سياسية ومناطقية.
لكن قد يقول قائل إن تبرئة القاعدة ومحاولة إلصاق تهمة ذبح الجنود بتلك الوحشية بالحراك يبدو غير منطقي، وذلك قد يكون صحيحاً في حالة واحدة إذا كانت العمليات التي تنفذ ذات أهداف لها علاقة بالبعد الديني، لكن حين تكون عملية الجرائم المرتكبة ذات أبعاد مناطقية فإن المتابع سيجد نفسه مرغماً على الربط بين ما يسمى بالحراك، وبين تنظيم القاعدة دون ريب،وبين الأهداف الحقيقية لجرائم وحشية تستهدف أبناء مناطق بعينها .
ولعل القارئ يتذكر أن عناصر القاعدة سبق وأعلنت دعمها للحراك المسلح ومطالبه بالانفصال، وهو ما يجعل بالإمكان القول إن الحراك هو في الأساس حراك (اشتراكي - إصلاحي - اخوانجي - جنوبي) ولا بد أن نسمي الأشياء بمسمياتها، فيما القاعدة هي نتاج إخواني، وبالتالي يمكن القول بوضوح أن الحراك جزء من القاعدة، والقاعدة مرتبطة بالحراك وجميعهم بضاعة واحدة .
أما كيف يتداخل ذاك بهذا.. فالجميع يعرف إن العمليات التي شهدتها الكثير من المحافظات الجنوبية وأخرها مذبحة حضرموت تبدو أقرب إلى عملية ثارات مناطقية تحمل طابع الثأر الجنوبي الشمالي بشكل واضح لأنها استهدفت أفراداً ينتمون إلى المحافظات الشمالية، كما دلت على ذلك تصريحات تلك القيادات التي ارتكبت تلك الجريمة الوحشية والتي ربطت الموضوع بالشمال والجنوب.
على الجميع أن يقف وقفة جادة أمام مذبحة حضرموت ويقرءاها من زواياها المختلفة حيث سيجد أن الموضوع متشابه مع ما خطط له الحزب الاشتراكي العام 93 كمقدمة لإعلان الانفصال، وهو ما يتكرر اليوم باستهداف واضح لأبناء المحافظات الشمالية في محاولة لطردهم وإجلائهم من المحافظات الجنوبية سواء تحت عملية الطرد والإجلاء برصاص الحراك أو بمذابح القاعدة فالهدف في الأخير واضح وهو إثارة فتنة بين أبناء الشمال والجنوب وتفجير أزمة شبيهة بأزمة 93 التي أدت إلى الانفصال وحرب الدفاع عن الوحدة، سيما وان الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء المحافظات الشمالية على مدى الأعوام الماضية من قتل وجرح واستهداف وإصابة وتنكيل ونهب لممتلكاتهم ومضايقات بدأت تمتد إلى مؤسسة الجيش وهو ما ينذر بكارثة كبرى قد تؤدي إلى تمزيق الجيش وظهور انقسامات وخلافات ذات طابع مناطقي في صفوفه وبالتالي استغلال ذلك لتفجير أزمة مواجهات داخل مؤسسة القوات المسلحة والأمن تنتقل إلى مواجهات مناطقية بين أفراد الشعب الواحد وبالتالي تحقيق أهداف يسعى البعض لتحقيقها بوسائل كما حدث في مذبحة حضرموت .

- من صفحة الكاتبة بـ"الفيسبوك":

 
Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
أهداف ونتائج حادثة ذبح الجنود
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
كاتبة/نُهى البدوي
القاعدة.. وأنهار الدماء في اليمن
كاتبة/نُهى البدوي
صحافي/عباس غالب
أوان المصالحة
صحافي/عباس غالب
كاتب/جمال محمد حُميد
وقاحة .. واضحة
كاتب/جمال محمد حُميد
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
ثمانية اسباب تحول دون حدوث ثورة جياع او احتجاجات واسعة النطاق
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
دكتور/عبدالعزيز المقالح
العيد وثلاث قضايا مؤرقة للوجدان
دكتور/عبدالعزيز المقالح
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية