جمال محمد حُميد
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
جمال محمد حُميد
سنة ثالثة سلمياً..!
مع الشعب والوطن
الطمع في محطّات الوقود..!!

بحث

  
وقاحة .. واضحة
بقلم/ جمال محمد حُميد
نشر منذ: 9 سنوات و 8 أشهر و 18 يوماً
الجمعة 08 أغسطس-آب 2014 12:11 ص

أن تكون مشاركاً في صنع شيء معين وتظهر لولي الأمر أنك مع اتخاذ هذا القرار وصنع ذلك الشيء ومن بعده تتملص من موافقتك فهذه تعتبر وقاحة واضحة تعبّر عن مدى القبح العميق الذي يعيشه الشخص في داخله.
وأن تقر الحكومة كاملة وبجميع أعضائها دون استثناء الإصلاحات الاقتصادية والسعرية الخاصة بالمشتقات النفطية ويوافق عليها بالإجماع من قبل جميع الأطراف المشاركة في حكومة الوفاق وتأتي بعض الأطراف والأحزاب السياسية وعبر إعلامها الظاهر والباطن لتقول إن تلك الإجراءات هي جرعة قاتلة للشعب وتطالب وتحرض الشعب أن يخرج لإثارة المشاكل فهذه وقاحة ما بعدها وقاحة أظهرت المعدن الحقيقي لتلك الأحزاب ومن يقف معها خصوصاً وأن تلك الإصلاحات الاقتصادية تهدف للحد من عمليات التهريب الممنهجة التي يقوم بها المهربون والمتاجرون بأقوات وثروات الشعب.
سيقولون هي جرعة ولا توجد أية مبادرات من قبل الدولة والحكومة لمعالجة الوضع ورفع مستوى الدخل المعيشي للفرد داخل الوطن متناسين أن الشعب فعلاً يعيش في جرعة اتخذت في العام 2011م عندما ارتفع أسعار المشتقات النفطية فارتفعت حينها كافة الأسعار الأخرى سواء السلع أو الخدمات أو حتى الدخل وعندما تم تنزيل أسعار النفط وعودتها إلى السابق.. لم تتراجع أسعار تلك السلع والخدمات لسابق عهدها بل ظلت كما هي وظل المستفيدون يعيثون بمقدرات هذا الشعب ويستغلون دعم الدولة للمشتقات النفطية فتاجروا بها وهرّبوها وجرّعوا الشعب الويلات حتى صاروا يتحكمون بأقوات الناس ويتاجرون بالأسواق السوداء في ظل أزمات المشتقات النفطية.
لم تلتزم بعض تلك الأحزاب بما أقره ممثلوها في حكومة الوفاق من إصلاحات سعرية وتهدئة الشعب وتعريفهم بأن ما حدث هو أولاً وأخيراً لصالحه ولكنها حرصت وعبر إعلامها الباطن والظاهر في بعض الأحيان لتصدر كلمة الجرعة على كافة أخبارها وكتاباتها حتى صارت وقاحتها لا تضاهيها وقاحة في نظري، فكيف للشعب أن يثق بتلك الأحزاب التي تتلون مع تلون مصالحها ومصالح بعض من يمثلون بأنهم حريصون على هذا الوطن وهم فقط يحرصون على ملء جيوبهم وأرصدتهم بالبنوك بالأموال وتأمين مستقبلهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم بينما الشعب يموت ولا عزاء له.
سواء أكانت جرعة أم لا فهي في الحقيقة إصلاحات اقتصادية ومعالجات سعرية لأسعار النفط وموازاته بالسعر العالمي وقطع الطريق أمام المهربين ومنعهم من المتاجرة بممتلكات وثروات الوطن فإنه يستوجب على الشعب أولاً استيضاح أسباب تلك الإصلاحات الاقتصادية والمعالجات السعرية والنظر بالمفهوم الوطني كيف أنه يتوجب علينا أن نقف فعلاً مع الدولة لتجاوز المرحلة الراهنة والتي وصلنا فيها لمنعطف خطر إما أن نتجاوزه ونقف جميعاً ونصطف وطنياً حول فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية ومؤازرته للانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة عبر تنفيذ مخرجات الحوار الوطني أو التوقف أمام ذلك المنعطف الخطر والرجوع إلى الوراء لتعود عجلة التاريخ لزمن الأزمات التي بحمد الله تجاوزناه وواصلنا المسير منذ أزمة 2011م وحتى الآن بقيادة حكيمة وإجماع تاريخي وحوار وطني حرصت فيه جميع أطياف الشعب اليمني وممثلوهم وعبر الحوار الوطني الشامل أن يرسموا المستقبل لهذا الوطن ويخرجوا مخرجات الحوار على ما خرجت عليه الآن لكي ننتقل للدولة المدنية الحديثة.
يستوجب الآن على الشعب أن لا ينجر وراء أية دعوات تخريبية يراد منها فقط ابتزاز الدولة والحكومة للعودة بنا إلى مربع نهب الثروات وتهريبها والمتاجرة بثروات الشعب وأن يعبر عن رأيه بأن يطالب بإصلاحات لدخل الموظف عبر الطرق السلمية وكذا إصلاحات لاجتثاث منابع الفساد وتنفيذ ما وجه به فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في اجتماعه ببعض وزراء الحكومة والتي لخص بتلك التوجيهات الكثير من المعالجات التي من شأنها ستكون عاملاً أساسياً لجعل الشعب يعيش ويمتلك ثرواته بيده ويتقاسمها متساوية بين أفراده.
كما يستوجب علينا أن نستشعر بالمسئولية الوطنية وأن يقدم الجميع من أبناء الشعب اليمني الدعم الكامل لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والوقوف مع دعواته للاصطفاف الوطني والمصالحة الوطنية وتفويت الفرصة أمام مبتزي الدولة والحكومة وعدم الانجرار لدعواتهم التي من شأنها فقط جرنا وإعادتنا إلى مربع الصراعات.
أخيراً..
ليس فقط علينا أن نقف مع الدولة والحكومة في تنفيذ إصلاحاتها الاقتصادية بل يجب أيضاً أن نطالب بإصلاحات اجتماعية تساعد على أن ينال الفرد حقه في العيش الرغيد في وطن يسوده الأمن والأمان والاستقرار في ظل ما كفله لنا الدستور والقانون وأن لا ننجر وراء أية دعوات تخالف الدستور والقانون.
كما هي دعوة عاجلة لكل ابناء الشعب اليمني لأن يتحلوا بالروح الوطنية وأن يضغطوا على قياداتهم في الأحزاب للانخراط في الدعوة التي وجهها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي للاصطفاف الوطني والمصالحة الوطنية فهذا هو واجبنا الآن وسيكون لنا شرف صنع مستقبلنا بأيدينا وسيسجل التاريخ بأن الشعب اليمني كما دخل حواراً وطنياً شمل كافة الاطراف وممثلي الشعب فقد دخل اصطفافاً وطنياً ومصالحة وطنية جعلت منه أنموذجاً على مستوى العالم في حل خلافاته وكذا تفويت الفرصة أمام المتاجرين بدماء الشعب وشبابه الأ_بطال للمتاجرة بها من جديد لتحقيق مصالحهم.

gammalko@hotmail.com

 
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتبة/عبير ناصر
مذبحة حضرموت وقراءة من زاوية أخرى
كاتبة/عبير ناصر
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
أهداف ونتائج حادثة ذبح الجنود
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
كاتبة/نُهى البدوي
القاعدة.. وأنهار الدماء في اليمن
كاتبة/نُهى البدوي
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
ثمانية اسباب تحول دون حدوث ثورة جياع او احتجاجات واسعة النطاق
كاتب/عبدالعزيز ظافر معياد
دكتور/عبدالعزيز المقالح
العيد وثلاث قضايا مؤرقة للوجدان
دكتور/عبدالعزيز المقالح
صحافي/عباس غالب
محنة الفلسطينيين .. لن نضيف أكثر !!
صحافي/عباس غالب
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية