(عندما يهددك حزب الاصلاح وكبيرهم اليدومي بدواعش اليمن! بماذا يجب ان نرد عليهم, وماذا نحن فاعلون ؟.) .
عناوين صحفية : محمد اليدومي يهدد بدواعش جديدة في اليمن ويطالب القوى السياسية الترحيب بها ..!:
بشر رئيس حزب الجمع اليمني للإصلاح اليمنيين بظهور دواعش جديدة في اليمن وعلى القوى السياسية التي وصفها بأنها لا تستحق أن يذكرها بالاسم أن ترحب بذلك ..! :
نعم نتيجة صدمة ومرارة لم تستوعب بعد يخرج اليدومي عن طوره ويتفوه بأقذع الألفاظ.. ويهددك الإصلاحيون بداعش !
(حزب الإصلاح يهدد الرئيس، والأحزاب السياسية، بتنظيم إرهابي كبير، مثل تنظيم \"داعش\" الذي يقاتل في سوريا، واجتاح بعض محافظات العراقمؤخرا، وصار قريباً من حدود السعودية، وهنا في اليمن تواترت أخبار عن تسلل داعشيين، وإن كثيرا منهم وصل إلى معسكرات خاصة بحزب الإصلاح وتنظيم القاعدة في حضرموت والجوف, ويوم أعلن البغدادي الخلافة الإسلامية من العراق، وتتويجه خليفة، كان الزنداني يدعو القبائل اليمنية للفرح، لأن ساعة الخلافة أزفت .. الصحفي/ فيصل الصوفي) .
والأخطر في الأمر هو ما تناقلته مواقع اخبارية يمنية عديدة منشورا منسوبا لليدومي قال فيه متهجما ومستفزا ومتحديا : (على من لا يستحقون الذكر والذين يقرّٰون جرائم داعش الحوثية أن يقروا ويباركوا ويهللوا لكل الدواعش القادمة والتي من الإنصاف أن يتعاملوا معها بصدر رحب كما يتعاملون بالضبط مع داعش الأم ..) .
كيف لنا أن نفهم كلام خطير كهذا وبماذا نتعامل معه ؟ هل ننقده ونرفضه ونتصدى له بقوة كونه يلحق أكبر الاضرار بالشعب والوطن أم نتحاشى الصدام ونقدر الظرف العصيب الذي يمر به قائله ؟, فنكتفي بأن نرثي لحاله ونبرر له بالقول : انها هلوسة الصدمة والمرارة التي يعاني منها المنهزم المكسور ولم يتجاوزها بعد..!.
وعندما يخرج عن المتبع والمألوف ويفقد رشده رئيس التجمع اليمني للإصلاح (العقيد محمد اليدومي)وقيادات إصلاحية أخرى إلى التهديد أو لنقل للتخفيف (مبشرين) بقدوم تنظيم داعش الارهابي الخطير (الذي حول عدد من الاقطار العربية إلى مجرد أطلال ومقابر وجعل من شعوبها كافة ضحايا بشرية لعقليته المتخلفة والمريضة, وحول مواطنيها جميعا لحقل تجارب لفتاويه التكفيرية الاجرامية) .. حينها هل علينا نحن جميعا المواطنين اليمنيين المدنيين والمسالمين أن نلجأ لجماعة الحوثي محتمين بهم من غزو الجحافل البربرية الهمجية التي يملئها الشعور بالمرارة والانهزام والمتعطشة دائما لسفك الدماء والانتقام .. ونلوذ بأنصار الله من ظلم الفتاوي الدينية المسيسة والحاقدة للجماعة الضالة والمتربصة التي تمتلي بالحقد الدفين على المجتمع اليمني السوي وجميع الناس الطيبين ..!
نعم هم أولئك الجهلة الطغاة ممن يرفضون ناموس الله وأعرافه على الأرض ولا يفقهون قانونه وأحكامه في السماء.. كما أنهم لا يعون مضمون الدين وقيمه السمحاء بل هم في الاساس جماعة منحرفة عن جوهر الدين ورسالته الانسانية المتسامحة التي جاءت لإكمال مكارم الاخلاق لا جز الاعناق..
وبعد كل ما سبق ذكره وتوضيحه لا أجد أفضل وأقدر من اكمال الرد عليهم بما قاله أبرز معارضيهم ونفر سوي وحكيم من اتباعهم وعلى النحو الآتي :
أولا : الدكتورة ألفت الدبعي: وهي قيادية في حزب الإصلاح قامت بالرد على تهديد اليدومي بتأسيس داعش يمنية عندما شنت هجوما شديدا على تصريحاته في منشوره الأخير والذي هدد فيه بتشكيل داعش يمنية .
حيث قالت الدبعي (وهي استاذة علم الاجتماع بجامعة تعز) في منشور على صفحتها في الفيس بوك، مخاطبة اليدومي : (التعامل مع نتائج نظام صالح تحتاج إلى السياسي المفكر الذي يركز في إنتاج الحلول بشكل مستمر، وليس إلى السياسي الأمني الذي يظل ضمن دائرة المشكلات) .
و ذكرت اليدومي: (قد يكون تفكيرك الأمني أفادنا أثناء نضال الساحات في مواجهة الجانب الأمني لعلي صالح، و لكن تفكيرك الأمني في مواجه نتائج نظام صالح يضرنا كثيرا، و يضر بالسلم الاجتماعي داخل المجتمع) .
و ختمت منشورها بالقول: (نحتاج إلى راشد غنوشي في قيادة حزب الإصلاح).
ثانيا : القاضي حمود الهتار : الذي اشار بمصداقية وشفافية عالية بأن حزب الإصلاح بحاجة إلى قيادة اردوغانية أو غنوشية جديدة, عندما وجه القاضي الهتار (وهو زير الاوقاف السابق) انتقادا لقيادة حزب الاصلاح لموقفها من الاحداث الجارية على الساحة المحلية وقال القاضي الهتار في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) بعنوان :حزب بلا قيادة : التجمع اليمني للإصلاح أكبر الاحزاب واكثرها تنظيما واوسعها انتشارا بحاجة الى قيادة اردوغانية اوغنوشية تشحذ همم أعضائه وانصاره وتحشد كافة القوى الوطنية معها, واكد القاضي الهتار على قيادة حزب التجمع اليمن للإصلاح ب (ضرورة تجاوز عقد الماضي وصراعاته من اجل ان تزيل الحواجز الوهمية التي بين التجمع وبين الجماهير لتشكل اصطفافا وطنيا للحفاظ على الثوابت وتلبية طموحات الشعب في التنمية الشاملة ) وتأتي هذه الانتقادات على ضوء تعامل حزب الاصلاح مع الاحداث الأخيرة بعمران وغيرها .
ثالثا : السيد عبدالملك الحوثي : وهو من أبرز مناوي حزب الاصلاح ومن خاض معهم مؤخرا حرب مريرة في محافظة عمران - عرينهم الدائم - انتهت بانتصاره نصرا كاسحا ومع ذلك فأنه قام بدعوة عقلاء الإصلاح لمراجعة سياسة حزبهم بينما اليدومي يصفه وجماعته باللصوص والقتلة ..! .
حيث جدد (الحوثي) دعوته لعقلاء حزب الإصلاح إلى أن يراجعوا سياسة حزبهم بشكل عام, قائلاً (إنها تحتاج إلى مراجعة جادة كونها سياسة هوجاء ولا توصلهم إلى نتيجة وقد أوقعتهم في عزلة سياسية لما فيه مصلحة حزبهم والمحافظة عليه) .
وهنا نجد أنه من المناسب وللصالح العام أن نؤكد لحزب الاصلاح وقواعده الشريفة أننا نجد في تفاصيل هذه النصيحة الموجزة ومضمونها العميق الكثير من الحقائق الثابتة والمواعظ المفيدة التي في حال الأخذ بها والعمل بمحتواها سوف تفيد حزب الاصلاح وتعزز من علاقته الوطيدة بالجماهير الشعبية, أو أنه على الأقل وفي حالة التجربة لا يمكن لها ان تلحق به أي ضرر أو سوء محتمل .
كما أعلن (الحوثي) وتعبيرا عن حسن النية التي يبديها نحوا حزب الاصلاح وفي بادرة أولى وعاجلة لتطبيع الاوضاع في محافظة عمران, الإفراج عن 250 أسيراً كانت جماعته أسرتهم خلال المواجهات الأخيرة مع قوات اللواء 310 مدرع المدعوم من حزب الإصلاح في محافظة عمران, معتبرا أن إطلاقهم مبادرة للسلام, بالإضافة إلى تسليمه معظم مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية في محافظة عمران إلى اللجنة الرئاسية المكلفة بهذا الخصوص .
وأكد أن محافظة عمران بخير وأن الوضع فيها مستقر وأن المشكلة فيها قد انتهت, موضحاً أنه كان هناك مشاغبات واعتداءات تنفذها بعض القوى ضمن أجندتها الخاصة عرف بها وأدركها العالم أجمع .
وفي بادرة أخرى من ( الحوثي) لتطبيع الاوضاع السياسية في عموم الوطن : وجه الحوثي خطابه للرئيس عبدربه منصور هادي ناصحا له بعدم الاستمرار في مراضاة حزب وفئة على حساب شعب بأكمله .
والأهم من كل ذلك ان (الحوثي) غادر سريعا خلافاته العامة وتجاوز ثاراته الخاصة ليقدم أبرز الدروس والعبر في الايثار وتجاوز المحن, عندما قدم الولاء للشعب وفضل الانتماء لليمن على تلك المشاريع الصغيرة في السعي الانتهازي لتحقيق المكاسب الحزبية الأنانية وفرض تلك المصالح الفئوية الخاصة .. بينما هو في قمة المجد تراوده تلك المشاعر المتداخلة والمخادعة التي تفرضها نشوة لحظة الانتصار( على العكس تماما من حزب الاصلاح وما فعله نهاية العام 2011م عندما ترأس الحكومة وشغل أهم الحقائب الوزارية فيها ليتفرغ لجني المكاسب الحزبية الرخيصة وضرب بمصالح الشعب المكافح عرض الحائط) ..
نعم, قدم (الحوثي) أروع المواقف الوطنية وجسد أنبل النماذج الإنسانية التي يقتدى بها في الوطن العربي بل وفي العالم أجمع, عندما تجاوز في موقفه الوطني الحريص والمسؤول تجاه الشعب والوطن مصالحه الخاصة وتميز عن حزب الاصلاح والقوى الوطنية والسياسية اليمنية كافة وطالب الحكومة بمراجعة نفسها عما تنوي الإقدام عليه من انزال جرعة سعرية جديدة, بل وسخر من الحكومة الفاشلة والفاسدة عندما أعتبر أن الجرعة ستكون بمثابة هدية للشعب تريد أن تتقرب بها اليه في العشر الأواخر من رمضان الكريم أو أنها كهدية صادمة للشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر المبارك ..! .
وأكمل (الحوثي) العزف على تلك السيمفونية الوطنية الرائعة عندما خاطب الحكومة ناصحا ومحذرا (بدلا من إقرار الجرعة والتضييق على أبناء الشعب اليمني الذي يعاني أبناؤه معاناة كبيرة وصلت حداً لا يطاق كان الأولى بالحكومة وضع حد لفساد المسؤولين والنافذين فيها الذين ينهبون المليارات من دون أي وازع من دين أو رادع من ضمير ومن دون أي رقيب أو محاسبة).
وفي مقابل هذه الملاحم الأخلاقية العالية التي اجترحها (الحوثي) في ايثاره للشعب واخلاصه للوطن والتي تتجسد معالمها الواضحة في الانتصارات الأدبية والمعنوية العادلة التي تسبق دائما المنجزات العسكرية المتلاحقة فتمهد وتعزز من تلك المآثر البطولية المشهودة التي يحققها شعبنا اليمني العظيم والأصيل, نعم في مقابل كل ذلك نجد تلك المواقف الأنانية والمتهافتة لقائد حزب الاصلاح (العقيد اليدومي)عندما يهبط بنفسه وحزبه إلى صفاصف الأمور وأصغرها شأنا حيث نجده يخرج عن طوره ورشده ويغادر مسؤوليته الحزبية ويتنكر لمواقفه الوطنية السابقة عندما يرد وتعقيبا على منشور سابق له اثار جدلا واسعا فيتحدث - مجددا - برعونة متعالية على الجميع تسقطه في مستنقع الغرور ليكتب في صفحته على الفيس بوك قائلا: ( أعرف جيداً أنني عندما أخط سطوراً في هذه الصفحة ؛ أن المتصفحين لها تختلف درجات الفهم عندهم من شخص الى آخر بحسب مستواهم التعليمي ، وحجم ثقافتهم المتراكمة في عقولهم وأثر هذا التراكم في خطابهم وأخلاقهم وسلوكهم ، ومدى تقبلهم للرأي والرأي الآخر، وانضباط أحكامهم على ما يقرأون بما لا تميل هذه الأحكام كل الميل الى طبعٍ لا يعرف للحق سبيلا ..!) .
ثم يتقمص من حيث لا يدري ذلك المثل المأثور- رمتني بدائها وانسلت- (وهو مثل عربي قديم يضرب لمن يعيب صاحبه بعيب هو فيه ويقابله في ثقافة اليوم ما يسميه الغرب بـ - الاسقاط - والذي عرف بأنه عملية دفاعية لا شعورية يعزو فيها الفرد - أو الجماعة- دوافعه وأفكاره وأفعاله المشحونة بالخوف أو غير المقبولة منه إلى الغير تهربا من الاعتراف بها أو تخفيفا لما يشعر به من الإدانة الذاتية ومن الألم أو المرارة والتوتر النفسي) ويعد الاسقاط في هذه الحالة من أساليب التبرير والدفاع عن النفس عندما يقول (العقيد اليدومي)واصفاً مسلحي الحوثي بأنهم ( داعــش اليمـن) وانهم ليسوا إلاَّ لصوصاً لأملاك المواطنين، وقتلة لأرواح أبناء القوات المسلحة والأمن، وقطّاع طرق لعابري السبيل، ومفجري المساجد، وناسفي المدارس ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، والرافضين لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ومزوري تاريخ أمة حملت راية دينها الى أقاصي الكرة الأرضية، والمتوارثين الحقد على من أخمد نار المجوس، والغاضبين والكارهين لمن أوصلوا رسالة الله _ سبحانه وتعالى _ الى العالمين، والمفسرين للقرآن العظيم تفسيراً عائلياً ومصلحياً ، وناقضي العهود والمواثيق، والمتخلقين بالغدر والأكاذيب ..
ومع هذا الحديث الغاضب والهابط (لليدومي) المليء بذلك الكم الهائل من الالفاظ النابية والشتائم الجارحة والقدر الكبير من القذف والسب والاتهامات الضمنية الخطيرة الموجهة للحوثي دون أي سند قانوني .! هذا الحديث الأخرق الذي يحاسب عليه (اليدومي) بموجب مواد القانون وتعرض صاحبه للجزاء والمسألة القانونية كجنح بل وجرائم في بعضها ..! فإنني أدعوا الأخ عبدالملك الحوثي أن يتجاوز عن كل ما صدر من خصمه السياسي اليدومي .. مناشدا له أن يسمو بمواقفه الوطنية فوق الجراح ويترفع عن الرد على كل تلك الشتائم وجرائم السب والقذف التي يرتكبها الأخرين بحقه ومن ضمنهم العقيد اليدومي .. وليبقى الوطن وشعب اليمن فوق أي اعتبار خاص وأرفع من أي مصالح خاصة أو فئوية أو حزبية مهما كانت أهميتها لنا أو للأخرين .
وأترك الحكم النهائي في هذا الأمر الجلل والمخل بآداب الخلاف ومنطق الحوار للقارىء الكريم وللمراقب الموضوعي المحايد والحصيف . .
وحفظ الله اليمن وأهله الطيبين من كل مكروه ومن كل شر .