لم يعد هجوم كلفوت أو شلفوت على أبراج الكهرباء أو قيام عناصر تخريبية بمهاجمتها في نهم أو آل شبوان أو مأرب وخروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة، مبررا مقنعا لطفلي حسام، الذي احتفل بعيد ميلاده الرابع في أول يوم من شهر رمضان المبارك على ضوء الشمع، بعد حرمانه من مشاهدته برامجه المفضلة (توم وجيري، بن تن، المصارعين المقنعين، وقت المغامرة). للتخلص من مشكلة الانطفاءات الكهربائية المتواصلة، فكرت بشراء مولد كهربائي يعمل بالبترول بدلا من الديزل الذي أصبح الحصول على الحشيش أو الهروين أسهل من الحصول عليه، لكن سرعان ما اصطدمت الفكرة بالطوابير الطويلة التي لا تنتهي أمام محطات الوقود وتبددت في مهدها. كما لم تعد تشفع (المجورة) لدى مالك محطة القحوم للمشتقات النفطية بصنعاء لشراء دبة بترول 10 لترات لزميلي سامي العمري، بعد أن عجز عن شراء قنينة بترول لمولده الكهربائي. مع حلول شهر رمضان المبارك استبشرنا خيرا بتصفيد شياطين مهاجمي الكهرباء، وهو ما حدث بالفعل، لكن وتيرة الانطفاءات تزايدت بدون مبرر ووصلت إلى 19 ساعة في اليوم. وبالرغم من ذلك لم تخرج وزارة الكهرباء بتصريحات واضحة تفسر الأسباب، وكأن الأمر أصبح "تناوبا" بين المخربين ووزارة الكهرباء للتنكيد على حياة اليمنيين الذي ابتلاهم الله بالعيش في هذا البلد..من خلال قطع التيار الكهرباء عنهم. ضرر الكهرباء أصبح أكثر من نفعها، كونها لم تتسبب فقط في إحراق أجهزتنا الإلكترونية بل أيضا في إحراق قلوبنا المحروقة أصلا بفعل الأزمات والصراعات والحروب والاغتيالات والتفجيرات ومهاجمة أنابيب النفط وأبراج الكهرباء .. ومن هذا المنطلق اقترح على رئيس الجمهورية إلغاء وزارة الكهرباء واستبدالها بوزارة الشمع والفوانيس، ضمن الإجراءات التقشفية والمتعلقة بمعالجة الصعوبات والمشاكل المالية التي يعاني منها الوطن والمواطن. في الأخير.. ثمة عبارة يتم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي تبين حجم معاناة المواطن اليمني من انقطاع التيار الكهربائي تقول: "رسالة إلى وزير الكهرباء ..تعشينا بالظلام ومشيناها لك ..وسمرنا بين الظلام ومشيناها لك ...ذاكرنا بين الظلام ومشيناها لك،.. لكن اغسل أسناني بمعجون حلاقة والله ما تروح لك".

*اليمن اليوم