كترتيب على الاحداث التي شهدتها محافظة عمران مؤخرا يكون فخامة الرئيس هادي في محك حقيقي لم يكن قد راوح فيه على مدى سنوات توليه للرئاسة في البلد .
تولى فخامة الرئيس هادي رئاسة البلد ليجد نفسه على راس نظام ورثه بالكامل من عهد الرئيس صالح , وبالتالي فقد ترأس نظاما يطفح بشبكات وتحالفات قوى النفوذ التي كونتها بداخله على مدى عقود ما جعل اثر قوى النفوذ على حرية فخامة الرئيس في اتخاذ القرار قوية وملاحظة خلال الفترات الماضية .
ليس هذا وحسب , وانما مثلت حالة الوفاق السياسي التي يعتبر فخامة الرئيس ملتزما بها تبعا للمبادرة الخليجية تقييدا اضافيا له في حرية اتخاذ القرار, كون بعض قوى النفوذ قد استخدمت هذه الحالة كسيف مسلط على رقبة الكثير من الخطوات والقرارات التي كان يجب ان تتم في البلد في فترات سابقة وتمكنت من اجهاضها تحت مبرر الوفاق .
ساعدت الاحداث التي شهدتها البلد منذ احداث دماج في اضعاف مراكز قوى النفوذ الامر الذي ساعد فخامة الرئيس هادي على تحقيق شيء من التقارب مع كثير من القيادات الجنوبية التي لم تكن شريكة في العملية السياسية ومؤتمر الحوار الوطني , وهذا الامر مثل ميزة اضافية للعملية السياسية الجارية في البلد كون المشاركة الجنوبية في مؤتمر الحوار كانت غير كاملة الامر الذي كان سيحد كثيرا من فاعلية تنفيذ مخرجات الحوار على واقع المحافظات الجنوبية , وهذا التقارب الذي تمكن فخامته من تحقيقه بعد انتهاء مؤتمر الحوار سيزيد من فاعلية تنفيذ تلك المخرجات في محافظات الجنوب .
وصولا الى الاحداث الاخيرة في عمران تكون مراكز قوى النفوذ قد ضعفت كثيرا بالشكل الذي يجعل قدرة فخامة الرئيس على اتخاذ الكثير من الخطوات والقرارات اكثر بكثير من ذي قبل , فقد فقدت قوى النفوذ الكثير من قدرتها على اعاقة الاجندة الوطنية لصالح اجندتها النفوذية ما سيساعد على تفعيل مخرجات الحوار على واقع البلد ككل وواقع المحافظات الشمالية على وجه الخصوص
اصبح المشهد في البلد الان يمثل حالة غير مسبوقة من توازن القوى ما يجعل فخامة الرئيس هادي يراوح في محك حقيقي و غير مسبوق يحتم عليه الاستفادة من حالة توازن القوى السائدة اليوم في سبيل القيام بالخطوات واتخاذ القرارات التي تُوجد دولة في البلد تكون على مسافة واحدة من الجميع ويتشارك فيها الجميع , فحالة توازن القوى السائدة اليوم في البلد ستمنع او ستمكن فخامة الرئيس من منع اي اعاقات للتوجه الجاد لبناء الدولة من اي طرف كان في البلد .
يقف اليوم فخامة الرئيس هادي امام واقع جاهز يمكن توجيهه باتجاه قيام الدولة في البلد , ولا ينقص هذا الواقع سوى اقتناص الارادة السياسية للفرصة والسير بالبلد باتجاه الدولة وايقاف كل من يريد ان يتجاوز لصالح اجندته الخاصة عند حده , ولا شك ان عدم الاستفادة من حالة التوازن القائمة في البلد لصالح بناء الدولة والوقوف لإسناد مكون على حساب غيره سيكون خطاء يضيع فرصة جاهز لن تتحقق مرة اخرى للبلد على الاقل في القريب .. الدور اليوم بالفعل عليك يا فخامة الرئيس فما انت فاعل ؟.
Alsharafi.ca@gmail.com