الحديث الشفاف والصادق هو أفضل واقرب وسيلة كي يجد الرأي طريقه بلا حواجز إلى النفوس ويستقر في الأعماق وحديث الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في حفل تخرج دفعة من طلبة الماجستير من ضباط الشرطة توافر فيه قدراً من الصراحة والمكاشفة مما خلق قدراً كبيراً من التعاطف والتفهم لدى المواطنين.
رئيس الجمهورية يتوافر لديه قدرا كبير من المعلومات التي لا تتوافر لسائر المواطنين ومصارحة الشعب ومكاشفته بحقائق الأمور وسيلة مثلى لإيجاد فهم مشترك للجميع إزاء القضايا الوطنية الهامة وضرورة لا بد منها لتحقيق التفاف جماهيري ضروري ومطلوب حول القيادة السياسية ليساعدها على مواجهة التحديات وحشد الطاقات لتجاوز العوائق والمشكلات التي تواجه البلاد.
الرئيس هادي يسبح في أمواج متلاطمة من القوى والتيارات المتعارضة المصالح والأهواء, وحبل النجاة للتغلب على هذه التيارات المتضادة هو الالتحام بالشعب واستيعاب تطلعاته والتعبير عن آماله وطموحاته ومشاركة آلامه ومعاناته وفوق ذلك كله المصداقية في التخاطب معه وإشراكه في الاطلاع على ما يدور خلف الكواليس من مؤامرات ويمارس من ضغوط وترتب من صفقات فذلك سيخلق اصطفافاً وطنياً مع الرئيس هادي أقوى وامتن من كل القوى والتيارات وأكبر من كل التحديات, ومن يشك في ذلك فعليه أن يتذكر جمال عبدالناصر ونضاله البطولي وانتصاراته الأسطورية ضد الاستعمار والرجعية, وأن يتذكر كذلك غاندي وكاسترو وغيرهم من القادة الذين دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه.
الدولة اليوم بقيادة الرئيس هادي تخوض حرباً مقدسة ضد الإرهاب الأسود الذي ضرب في طول البلاد وعرضها من حضرموت شرقاً إلى الحديدة غرباً ومن عدن جنوباً إلى صعده شمالاً مروراً بسائر محافظات ومناطق اليمن.
الإرهاب الديني الإجرامي الأسود ارتكب أبشع الجرائم التي لا مثيل لها في السبعين والعرضي والنقاط الأمنية وفي اغتيال وذبح الجنود والضباط في مختلف محافظات اليمن.
الوحوش حين تفتك فإنها تفتك لإشباع جوعها وتكتفي أما هؤلاء فإنهم مجرمون وقتله, الإجرام والقتل لديهم غاية, فلا برنامج لهم ولا رؤية ولا مطالب شخصية أو وطنية أو دينية واضحة ومعقولة ومقبولة يمكن التفاوض حول تحقيقها لتحقيق الصلح وإبرام اتفاق لسلام.
من يزعم ممن يدعون للتفاوض مع هؤلاء أن لديهم شيء يمكن التفاوض حوله وقبوله من قبل الدولة والمجتمع بعيداً عن التمويهات والمصطلحات العامة الغامضة فليخرج علينا مشكوراً شاهراً رؤيته وجزاه الله خير وإلا فإن عليه الصمت ويراجع موقفه إزاء الجرائم البشعة الواضحة التي ارتكبت.
من يتجاهلون الإجرام المحض المرتكب ويلتفون على حقائقه ووقائعه البينة الصادمة المدانة وفي نفس الوقت يحاولون التماس الأعذار للمجرمين وإشاحة عقولهم وضمائرهم عن إدراك وتلمس فضاعة الجريمة لا شك أن لديهم خللاً في التفكير وعطباً في الضمير وفساداً في الدين وإلا فليقولوا لنا أي دين أو ضمير أو إنسانية تقبل بهذه الجريمة,والذين يفتون ويحشدون للجهاد في سوريا فيذهب أتباعهم المغفلون لقتل أبناء سوريا وتدمير دولتهم خدمة للصهاينة والأمريكان ويعودون برفقة مجرمون على شاكلتهم من بلدان أخرى بعد التدرب على الإجرام والتخريب ليمارسوا القتل والذبح في بلادنا ويشيعون الخراب والكساد والانحطاط فيها, إنما هم شركاء فاعلون في إجرامهم ومحرضون مسؤلون عن أفعالهم وليسوا مؤهلون للوعظ والنصح والإرشاد والأجدر بهم أن يعودوا لجادة الصواب ويكفوا عن تشجيع وتبرير الإرهاب.
الحرب ضد الإرهاب الأسود مهمة مقدسة يجب أن تتضافر فيها جهود الدولة والمجتمع وأن ترص لها الصفوف وتحشد الإمكانات, ولا ينبغي لمهمة وطنية كهذه أن تكون مجرد نزوة وهبة مؤقتة ولا مجالاً لمساومة او وسيلة لضغط او ورقة لتعظيم مكسب شخصي او فئوي, فهي قضية مصيرية إما أن نواجهها بجدية وشجاعة وصدق أو ندع الوطن يتهاوى وينخره الفساد والإفساد ويتسيده الإرهاب.
الإرهابيون بكل تأكيد ليسوا أقوياء ومازال مجتمعنا اليمني بيئة غير حاضنة لهم ومازال هؤلاء على كثرة الإرجاف الذي يمارس على المجتمع والتهويل المبالغ فيه عن انتشارهم أفراد محدودون يمكن مطاردتهم وجماعة يمكن عزلها واستئصال شأفتها والتخلص من شرورها.
الحرب على الإرهاب مهمة يجب أن لا تتوقف حتى استئصاله او تراجع المنتمين إليه عن ممارساتهم الإجرامية وإعلانهم التبرؤ منه والعودة إلى جادة الصواب والإندماج في المجتمع فإن عادوا لرشدهم فالوطن يتسع الجميع ومن حقهم التعبير عن أفكارهم وتشكيل تنظيماتهم وممارسة نشاطهم بطريقة سلمية.
لسنا بحاجة لطائرات دون طيار الأمريكية, الجيش وحده والشعب معه قادران على دحر الإرهاب إذا شعر أن الحرب عليه جديه ومستمرة.
كل القوى السياسية والاجتماعية والدينية مدعوة لدعم الدولة في حربها المقدسة هذه والتوقف عن افتعال معارك أخرى لترك المجال للإرهاب ليترعرع وينتشر ويسيطر, والجميع مدعوون للإعلان الواضح عن مواقفهم والإسهام الداعم والفعال للتخلص من هذه الآفة الخطيرة وبعدها يمكن للجميع أن يتفق ويختلف في الرأي بطريقة ديمقراطية صحيحة بعيداً عن الاقتتال والتخريب والوطن يتسع الجميع.
*صحيفة الاولى: