أصيل القباطي
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
أصيل القباطي
الإرهاب يُطلق زفرته الأخيرة.. بعض الدلائل..
رئيس الوزراء يقدم استقالته...
مخاضات ال27 من أبريل ..

بحث

  
أوقفوا تمدد الرتل الخامس للإرهاب..
بقلم/ أصيل القباطي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 22 يوماً
الإثنين 28 إبريل-نيسان 2014 12:10 ص

لم يكن لهتلر أن تحكم القوات النازية سيطرتها على كامل البقعة الجغرافية الأوروبية، شرقاً بإن وصلت إلى مشارف ستالينجراد وغرباً بإن أحكمت السيطرة على الشريط الساحلي الأوروبي وأطلت برأسها منه على بريطانيا، ناهيك عن مناطق أفريقية واسعة ودول في جنوب وجنوب شرق أسيا، لولا الرتل الخامس، الذي تمكنت النازية من زرعه في كل تلك البقع الجغرافية، ذلك الرتل، والذي تغلغل في المجتمعات المستهدفة جاذباً إليه نخب وفئات مجتمعية بأساليب وحيل مختلفة، ومثل عمله رديفاً لعمليات الجيش النازي فشملت نشاطاته نقل المعلومات المخابراتية وكسب الولاءات والترويج للأفكار النازية والإسهام عسكرياً في إسقاط البقع الجغرافية، التي يعمل عليها، الواحدة تلو الأخرى، بيد النازية عندما تكون الأوضاع على مختلف الصعد مواتية لذلك.
في خضم التوجهات اليمنية العامة صوب الحرب على الإرهاب والتنظيمات التي تحمل هذا الفكر الظلامي، والتي ستندحر في الأخير وتلقى الجزاء الرادع جراء ما اقترفته من جرائم بحق الوطن أرضاَ وإنساناً وفقاً لناموس كوني يلفظ كل تلك الدعوات النزقة والخطيرة، يبدو التجاهل العام أمام الرتل الخامس، أو ما أصطلح على تسميته بالطابور الخامس، لتلك التنظيمات الإرهابية مداعاة للقلق، خصوصاً وهو ينتشر داخل المدن الرئيسية متستراً بأقنعة لا تخفي حقيقة انتماء مرتديها لذات الفكر التكفيري، رغم استعاضتهم بأقنعة تختلف مع اختلاف طبيعة البيئات التي يأوون إليها لإخفاء ذلك الوجه القبيح الذي يقرون بقبحه في سرائر أنفسهم، وإلا فلما يجبلون أنفسهم على ألا يفضحوا حقيقته وينحون كل الوسائل لأجل ذلك..؟
ليكتشف المرء احد هذه الأقنعة، يكفيه أن يتجول وقت صلاة الجمعة بالقرب من المساجد التي يثير خطبائها تلك الشعارات التي تحملها القاعدة، والتي تحمل في طياتها الكراهية والتبشر بالقتل وما لف هذا من تطرف، إلا أنهم يعودون، بعد أن أفرغوا ما يشبع نزواتهم من كراهية في مسامع المصلين، إلى المراوغة واستعمال ذات الأقنعة أنفة الذكر، فيقول خطيب نهاية خطبته "لكننا ندعو بالموعظة الحسنة"، أي موعظة حسنة وقد ذكر فعل الأمر "قاتلوهم" أكثر من مرة طيلة خطبته، ومثله يفعل أخر إلا أنه يقول في الأخير "الدين النصيحة، وأنا لست إلا ناصحاً"، ناصحاً..؟!
هل يستطيع أحد التعامي عن أن كل تلك الصيحات التي ظهرت فجأةَ تتساوق وشيئاً تخطط له تلك التنظيمات الإرهابية بان نشرت أرتالها الخامسة داخل المدن الرئيسية تحضيراً لعمل ما..؟ لا سيما وأن هنالك من يتحدث عن معلومات بعمليات انتقامية ستقوم بها القاعدة، أليس الوضع الحالي يفتح الأبواب بمصراعيها أمام توقعات وتوجسات كهذه.
في هذا الوقت، يجب على الخطاب الديني الوسطي أن يرتقي أيضاً، وأن يتبوأ مكانته المناسبة، في ظل تعالي تلك الأصوات النشاز التي تشرعن للتنظيمات الإرهابية وللفكر المتطرف الذي تحمله قبائح أعمالها.
لقد أثبتت الأحداث أن الأغطية الواسعة، التي ينسجها مزيج ممن باعوا أنفسهم لهذا الفكر الإرهابي التدميري، مثلاً إعلاميين وكتاب، وأخرون هم منخرطون بهذا الفكر أساساً وبقية من المستفيدين من تفشي هذه الظاهرة المدمرة بأشكال كثيرة لكنهم سيحترقون بنارها حتماً إن لم يكونوا فعلاً قد أحرقوا بنارها، هؤلاء يصنفون ايضاً كرتل خامس للإرهاب، لا تنجح في مداراة فظاعة الإرهاب وتماديه في غيه، إن الفكر الإرهابي يتسع على حساب الصمت العام، خصوصا الذي يبديه المجتمع، على هؤلاء.
***
تمكنت النازية من التوسع على الأرض بفعل قوتها النارية وبفعل الرتل الخامس، لكن أفكارها لم تجد طريقاً ابداً إلى عقول الشعوب وضمائرها، لكنها سقطت واندحرت حينما واجهها اتحاد أممي ألحق بها الهزائم تلو الهزائم وطاردها إلى معقلها الأخير من ثم القضاء عليها القضاء المبرم.
تغدو اليوم مكافحة الإرهاب مسؤولية يجب أن يقف أمامها المجتمع بكافة فئاته السياسية، لئلا تمتد هذه الأفة وتنعكس أثار تفشيها على الجميع، والاقتداء بتلك الوحدة العالمية التي واجهت إرهاب النازية والفاشيست وتمكنت من دحرهما، وان ينظر الجميع من منظار واحد إلى الإرهاب القاعدي كتهديد حقيقي لفرص التعايش السلمي والعملية الانتقالية بل والحياة اليمنية عموماً.
***
لا يخفى على أحد، أيضاً، وجود مراكز قوى تستفيد من نشاط تنظيم القاعدة الإرهابي، هي تلك التي احتضنت هذا التيار وبذرته على البيئات الحاضنة لمعارضيها السياسيين، وبالفعل، لقد أتت أحداث تثبت تورط مراكز القوى تلك في دعم الإرهاب، معركة أبين مثلاً.
المواجهة اليوم يجب أن ينخرط بها كل من يسعى إلى مستقبل أفضل، وإيقاف تمدد هذا الرتل الخامس قبل أن يأتي الوقت الذي نتفاجأ فيه من قيام الذين يرتدون الأقنعة من انصار هذا الفكر بنزع اقنعتهم واظهار وجههم الحقيقي، لكن الثقة في قطع دابر تلك الجماعات قبل ذلك ما زالت موجودة.
***
في الأخير، ينتحر هتلر، وتنتحر عشيقته بجانبه..
لكن انتحاره لم يكن من أجل «حورِ عين»،
ولا إنتحاراً يخلف دماراً .. لقد انتحر بعد كل ما قام به بصمت..
وهكذا سينتهي الإرهاب.


Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/يمان اليماني
حصاد الأقصاء والفشل يا حزب الإصلاح
كاتب/يمان اليماني
كاتب/طارق مصطفى سلام
حديث العتاب والاعتذار مع المصدر الأمني المسؤول ..!
كاتب/طارق مصطفى سلام
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
اغتيال حقنا في المعرفة
كاتب/عبدالوهاب الشرفي
كاتب/حمدي دوبلة
المظلومون في كل مكان
كاتب/حمدي دوبلة
كاتب/علي البخيتي
الرئيس هادي ليس مدفعاً بأيديكم
كاتب/علي البخيتي
كاتبة/فيروز محمد علي
سيدي الملل .. إرحل..!!
كاتبة/فيروز محمد علي
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية