|
اليتيم وظلم النفس
بقلم/ رجاء يحي الحوثي
نشر منذ: 10 سنوات و 7 أشهر و 8 أيام الأربعاء 16 إبريل-نيسان 2014 11:07 م
الجمعة الاولى من شهر ابريل هى احتفال بيوم ,اليتيم فيه نسلط الاضواء على حقوق اليتيم التي أوجبها الله علينا , يريد الله للإنسان أن يكون عادلاً مع ربّه، ومع نفسه، ومع الناس، لأنّ لربه عليه حقاً، ولنفسه عليه حقاً، وللناس وللحياة من حوله عليه حقاً،ولليتم عليه حقاً, وعليه أن يؤدّي إلى كلّ ذي حقّ حقه، لأنه إذا لم يؤدّ الحقوق إلى من له عليه حقّ، يكون ظالماً. وهكذا، فإن على الإنسان أن يقوم بحقّ نفسه عليه، لأنَّ الله خلق للإنسان عقلاً يعرف به ما له وما عليه، وخلق له إرادةً تثبّت أقدامه على الطّريق، فإنَّ على الإنسان أن يعيش كشخصيَّتين؛ شخصيَّة تملك الحقّ، وشخصيّة تؤدّي الحقّ، وهناك حالتين من حالات ظلم الإنسان لنفسه ، وهي أن يفتري على الله كذباً، بأن ينسب إليه شيئاً لم يوحِ الله به، ولم يتحدّث به رسوله صلى الله عليه وسلم ، واشد حالة يقع فيها الانسان لظلمه لنفسه هي حقوق اليتيم, فالكثيرمن النّاس الّذين يعتدون على حقوق اليتيم,ويأكلون ماله ويعبثون با أماله ويتغافلون آلمه و عن واجباتهم نحوه , ويكتفى بالنظر اليهم دون ادنى واجب نحوهم , فاليتيم يتعرّض اليوم لكثيرٍ من الانتهاكات على كل أو بعض حقوقه والملفت للنظر أن الأقربون هم أكثر من ينتهك حقوقه ويتعمد لقهر وغلبه اليتيم ومن قائم عليه ، وهذا ما يترك آثاراً نفسيّة واجتماعيّة مدمّرة , وعندما يكون الإنسان على هذا الشّكل من إغفال البصر وصمّ السّمع وغير ذلك، فإنَّ الله يقول: من أظلم من هذا الإنسان الّذي يظلم نفسه ، فيمنع عنها الانفتاح على حقائق الأشياء التي تمثّلها آيات الله ، في ما يتّصل بما يحمل من آيات و فكر ، أو في ما يقوم به من معاملات لليتيم , ومن علاقات وما إلى ذلك نموذج من النّاس يتمثَّل في الإنسان الّذي تعظه وترشده ، وتتلو عليه آيات الله تعالى ، لتذكره بأنّ عليه أن يتّقي ربّه ، وأن يخاف ربه ، ويجري على حسب ما حمّله من مسؤوليّته، وعندما تذكّره لا يتذكر ، وإن تعظه لا يتّعظ ، لأنه إنسان! ونسي ما قدَّمت يداه ، ونسي مسؤوليّته عن كلّ أعماله التي قام بها، ونسى اساءته لليتيم واكل حقوقة مما أساء به إلى نفسه ، وإلى ربّه وإلى الناس من حوله,هناك الكثير من الناس من يواظب على اداء الصلاة في وقتها والعمرة والحج وكل الفروض التي اوجبها الله سبحانه وتعالى , بل اجزم انهم في رمضان يواظبون على ختم القران اكثر من مره والعمرة اكثر من مرة والزيارة للحبيب صلى الله عليه وسلم , ظناً منهم بذلك ان لا عليه شئ وان الدين الاسلامي هو هذا فقط هذا , بينما يستبيح مال اليتيم وقهر وغلبة اليتم فإن الله سبحانه وتعالى أكد النهي عن أكل مال اليتيم ظلماً، ثم ذكر آية مفردة في وعيد من يأكل أموال اليتامى، وحدد فيها نوع الجزاء والعقاب، فقال: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) (النساء10) ولا يعي اوامر الله سبحانه في اليتيم فيظلم نفسه من حيث لا يعلم , وليعلم الجميع بأن هناك نوعٌ من التكامل تجاه اليتيم تكامل هو بين الالتزام والمسؤوليّة , فمن لا إلتزام عليه لا مسؤوليّة له , والحديث عن الأيتام حديث عن الرحمة ورقة القلوب وضياء لمن أكرمهم الله تعالى بمخالطتهم ومعايشتهم والدفاع عنهم واداء حقوقهم والقيام بواجباتهم , وهذا دليل على خيرية أمة محمد صلى الله عليه وسلم وكمال المنهج الاسلامي في العناية بكل فئات المجتمع وخاصة فئة الأيتام , وإن كان خاتم الأنبياء والمرسلين قد نشأ يتميا فهذا يدعونا للتأمل في اليتم كصفة في نبينا عليه الصلاة والسلام , فقد كان الحبيب عليه الصلاة والسلام قدوة في الخلق الحسن وتحمل الأذى والصبر, ولا عجب فقد قال تعالى ( ألم يجدك يتيما فآوى ) , فالله سبحانه وتعالى قد ذكر اليتيم في القران الكريم في اكثر من سورة, اقول لكل من له قرابة أوعلاقة مع اليتيم ان يخاف الله فيما اؤتمن عليه من ماله وما عليه , لان حقوقهم لايستهان بها , ومن خلال مسؤوليتي على أربعة ايتام ومن هذا المنبر , اقول ان الله يمهل ولايهمل ,ولن اتهاون في اي حق لهم او قهرلهم ولن ولن اسامح من اساء لهم ولي ,والله شاهد على ما يعملون وعزائي في هذه الدنيا بأن هناك حساب آخرة نلتقي فيها بأذن الله .
محامية ومستشارة قانونية:
Raja_859@hotmail.com |
|
|
|
|
|
|