أن المجاهرة بالانتماء إلى الإسلام وان المسيرة القرآنية هي منهج يطبق أو أنها من القران في شى , أو الادعاء بأنهم أنصار الله ,من نصبهم لا بدّ لهم من أن يتعلَّموا مفردات العمل الصالح أولاً، لأنّ هناك عملاً صالحاً في الالتزام بالعبادات ، وعملاً صالحاً في الالتزام بالمعاملات ، وبالتَّعاقدات بين الإنسان والناس ، وبالأخلاقيّات العامَّة ، وما إلى ذلك لذلك، لابد للحوثيين من أن يتعلّموا ، لأنّهم ربما يعتقدون أنهم في خطّ الصَّلاح ونهج القرآن , وهم ليسوا كذلك فلابد أن نؤكّد للحوثيين أن يتعلّموا دينهم، وأن يتفقّهوا فيه و يميّزوا بين الخطّ المستقيم والخطّ المنحرف. والعمل الصَّالح هو الَّذي يصلح لك عقلك، بأن ينفتح على الحقّ، ويصلح لك قلبك، بأن توالي الحق وتعادي الباطل ، بالسّير في الخط المستقيم. فالله سبحانه وتعالى ربط بين الإيمان والعمل الصّالح، فلا يكفي الإيمان دون العمل الصّالح، قال تعالى. (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) ، فالإيمان لا بدَّ له من أن يتجسّد في الجانب العملي من شخصيَّة الإنسان، بالعمل الصّالح، بحيث يتحرك الإنسان في خط مواقع رضى الله سبحانه وتعالى، ويبتعد عن مواقع غضبه وسخطه ، بحيث لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك , قد يحاول الكثيرون أن يربطوا الآخرين ببعض الاتجاهات والتيارات التي استحدثها الناس فيما استحدثوه من التيارات التي تدعى بأنها على الحق وغيرها على الباطل، بحسب القاعدة العقائدية التي يؤمنون بها، فهؤلاء لا يعترفون بالآخر دينا ولا فكراً , فهمهم للدين بان له دوراً في الحياة ، مثل كثير من التيارات التي تقول للإنسان: صلِّ، وصم، ولكن امشِ معنا في هذا الخطّ أو ذاك، وفي هذا القانون أو ذاك , ويكتفي بهذا الدور , متجاهل باقي الدين , ولكن الحالة التي امامنا نصبت نفسها , بأنها الحق وغيرها الباطل , وان المسيرة القرآنية هي مسيرتها ونهجها عندهم للأعتداء على الاخر ,وفرض المسيرة فكراً وعملاً بقوة السلاح , والمصيبة الادهى من ذلك اتباعهم في جهل مطبق , وعليك أن تقول هؤلاء مسلمين إنّ عليك أن لا تقول لكلّ هؤلاء إنني من المسلمين ، وعندما أكون مسلماً، فعليّ أن ألتزم بما يقوله( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( النساء65) وأن تكون مسلماً، معناه أن تلتزم الإسلام في كلّ شيء، أن يكون التزامك العبادي على طريقة الإسلام، وأن يكون التزامك في المعاملات على خطّ الإسلام، وأن يكون التزامك السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني على أساس الإسلام , وعندما يدعونا الآخرون إلى أن نتبع غير الإسلام، تحت أيّ تأثير، سواء كان تأثيراً سياسياً، أو تأثيراً عاطفياً، أو اجتماعياً، علينا أن نقول لكم دينكم ولنا ديننا"، امتثالاً لقوله تعالى( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ، وهذا ما نريد أن نؤكّده، لأن الأمور اختلطت على الناس ، والشبهات دخلت في شؤونهم، وأصبح المؤمن يتحالف مع الملحد ، ويقترب منه ، ويؤيّده ، ويدعمه، ويساعده، وماإلى ذلك. ما ليس مبرراً هو سكوت الرئيس هادي تجاه ما يجري من الحوثيين,واكتفاء الرجل بتشكيل لجان وساطة هنا وهناك وكأنه ليس رئيساً بل شيخ من المشايخ , وترفع الدولة على أن تستخدم قوتها ضد الحوثيين ، فتلجأ إلى الوساطة ، إذا فلمن الجيش ولمن العتاد اهو للمتظاهرين أم للغازين , وكل ما يرتكبه الحوثيين من تدمير واستباحة للدماء والأعراض , لا يعني شى , ولا يجعل الدولة تحرك ساكن , لقد خاض الحوثيين ست حروب ضد الدولة ، وحروبهم الأخيرة ضد منطقة دمّاج، ثم اتسعت لتشمل العديد من مناطق محافظة صعدة ، ثم انتقلت الى حربها ضد قبائل حاشد في محافظة عمران، ثم انتقلت الى خوض حرب أخرى ضد قبائل أرحب ، وبعد أن نجحت الدولة في انتزاع فتيل الأزمة وإخماد هذه الحروب , وانتقلت خلال الايام القليلة الماضية الى إشعال جبهة حرب جديدة ضد قبائل همدان على مشارف العاصمة صنعاء, ولا زالت هذه الحرب مشتعلة , ماهو مبررهم لمايفعلون , يغزون المنطقة تلو ألأخرى , تتسارع الأحداث من منطقة عمران الى منطقة همدان الى..... الخ ، ليحقق الصرخة التي اصبح شعارها من صعدة إلى خولان, يصرخ فيها ضد أمريكا وإسرائيل ونصرةً للإسلام , لقد شرد يهود اليمن من قراهم بلا ذنب لهم إلا انهم يدينون اليهودية , وقتل ابناء صعدة و ابناء عمران وأبناء همدان وابناء دماج , ان أهل البيت عليهم السلام , هم رحمة للعالمين كما هو جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , يصبرون و يستبشرون بالأذى لهم والضيق عليهم والتنكيل, بهم مقابل ان تحقن الدماء ويحفظ الدين وتسير الأمور في مسرى يرضاه الله, وحتى لا تسير الأمور في الفتنه التي لا ترحم أحداً , علمونا الصبر والحلم والتحمل والتنازل عن الحقوق اذا كان كل هذا في مرضاة الله , يجب على الجيش أن يردع تمردهم ، وأن يكسر شوكنهم ويُصرّون ؛ على أن يصاحب هذا تزييفاً لوعي الجمهور من قبل وسائل الإعلام المشاركة في المسيرة القرآنية , كان القرآن المجيد الذي تحدى به رسول الله عالم الوثنية وهو فرد أعزل من كل سلاح وجاهد به وحده جهادا كبيرا قبل أن يلتف حوله المؤمنون ويقاتل بين يديه المجاهدون، فأيد الله به الدين وهزم المعتدين، هذا القرآن الذي وصفه نبينا - صلى الله عليه وسلم - في حديث شريف بقوله عن علي - رضي الله عنه - فقال:" أنزله الله آمرا وزاجرا وسنة خالية ومثلا مضروبا فيه نبؤنا وخبر من كان قبلنا وحكم ما بيننا، لا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عبره، ولا تفنى عجائبه، لا يشبع منه العلماء، ولا تزيغ به الأهواء، هو الحق ليس بالهزل، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن قسم به قسط، ومن عمل به أجر، ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، من طلب الهدى بغيره أضله الله، ومن حكم بغيره قصمه الله، هو الذكر الحكيم، هو النور المبين، هو الصراط المستقيم، هو حبل الله المتين، أخرجه الترمذي اذاً إن صلتنا بالقرآن العظيم عضوية ، فلا حياة لنا بدونه ولم يكن لأمتنا وجود عزيز إلا به، فأيد الله به الدين وهزم المعتدين، هذا القرآن وما سنة الرسول إلا التنفيذ العملي للقرآن, فاي قران يدينون والى أي مسيرة قرانية ينتهجون, وماهو مفهوم مسيرتهم, اذا كانت حقا من مفهوم ديني فمن الحكمة، أن نتورع عن محارم الله، ونحفظ حدوده في كل أوضاعنا، وأن نخشاه في كل حركاتنا وسكناتنا وأن ننطلق في الحياة بالمنهج الذي يُنظِّم لنا أعمالنا، ويُحسن إدارة شؤوننا، لا أتصوّر أن يكون الرئيس يفكر بعقلية سطحيه كتلك التي يفكر بها البعض ملخصها أن نترك الحوثي يتصارع مع القبائل، وتكون الدولة قد فقدت هيبتها ؛ وما الدولة إن لم يكن المواطن جزء منها وتفرض هيبتها وسلطتها على الكل؟!
- محامية ومستشارة قانونية
Raja_859@hotmail.com