|
هل أدركتم الفارق؟
بقلم/ فيصل الصوفي
نشر منذ: 10 سنوات و 8 أشهر و 23 يوماً الخميس 27 فبراير-شباط 2014 11:44 م
شعار الإخوان، مثل شعار الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الذي قال تحت ضغط إهانة 11 سبتمبر2001 :"من ليس معنا فهو ضدنا"، رغم أن بوش مسيحي متدين، والمسيح يقول:" من ليس علينا فهو معنا".. وهنا هم غاضبون لأن هناك من شعاره من ليس معنا، لسنا ضده.
يقولون: شوفوا المؤتمر الشعبي العام، هذا الحزب الذي كنا عازمين على حله، ومصادرة ممتلكاته، وإدخال قياداته السجون، لو نجحنا في إنقلاب2011، وتفردنا بالسلطة، قد صار العلمانيون، والاشتراكيون، والقوميون واليساريون، والحوثيون والصوفيون "المخرفون"، وبعض ثوار فبراير، ينجذبون إليه، وبعد أن كانوا بالأمس القريب حلفاء لنا، يقفون ضدنا.. والتفسير الإخواني الجاهز لهذه الظاهرة، هو أن هؤلاء يكرهون الإسلام، وكل ما هو إسلامي، وطبعا حزب الإخوان إسلامي خالص، يحمل راية الدعوة بعد النبي، كما قال اليدومي للإصلاحيين والإصلاحيات، ذات يوم قريب.. ولم يبق إلا لنفتح عيوننا لنراه يحقق فتوحات الدعوية.. بالكذب والتضليل والتدليس والخداع الخالص.
طيب، يا جماعة.. ما ذنب المؤتمر الشعبي، إذا كان حلفاؤكم ينجذبون إليه؟ مع تذكيركم أنكم تبالغون في ذلك، أو تقدمون شهادة لا ننتظرها.. ما ذنبه إذا كان شركاؤكم العلمانيون والاشتراكيون والقوميون والحوثيون، والصوفيون"المخرفون"، قد تحولوا إلى خصوم لكم، ونزلوا من جديد يرثون ساحاتكم، ووجد بعضهم حرية القول في إعلام المؤتمر الشعبي، بعد أن حرموا منها حتى في الإعلام الحكومي الذي بسطتم اليد عليه، فالمشكلة فيكم، وليس في كل هؤلاء الذين حولتهم سياساتكم إلى خصوم لكم، أو لم يعودوا معكم، ثم لو صح قولكم إنهم قد اتجهوا جهة المؤتمر الشعبي، فهذا يحسب له، لأنه ليس خصما لأحد، ولا يعتبر الذين ليسوا معه خصوما، كما هو حالكم، في مباشرة الجميع بالعداوة والبغضاء لمجرد أنهم ليسوا معكم، أو لم يعودوا معكم.. فهل أدركتم الفارق؟
قلت قبل قليل: إن الإخوان أو الإصلاحيين يبالغون في جاذبية المؤتمر الشعبي بالنسبة لمن يسمونهم علمانيين، واليساريين والقوميين والحوثيين والصوفيين المخرفين، وغيرهم من حلفاء الإصلاح الثوريين، ولذلك ينبغي أن ندقق في هذه الخديعة، إذ إن هؤلاء لم يصبحوا في صف المؤتمر، ولكن حسبه أنهم لم يعودوا خصوما شريرين له، كما كانوا في حضن الإخوان، ويكفيه أنهم خبروا الإخوان، من خلال تجربة 2011- 2013، فعرفوه، وأحسبهم قد عرفوه حقا.. استثمرهم وخدعهم، وتحول إلى خصم لهم، ومع ذلك يجأر بالشكوى: لماذا لم يعودوا تابعين لي؟ |
|
|
|
|
|
|