|
متفائل رغم كل شيء ..!
بقلم/ جمال محمد حُميد
نشر منذ: 10 سنوات و 8 أشهر و 28 يوماً الأحد 23 فبراير-شباط 2014 11:19 م
سيقول الكثيرون: لماذا أنا متفائل.. وهو سؤال مشروع سأرد عليهم بأني متفائل فعلا،ً لأني أؤمن بمقولة دائماً ما نسير بها في مجتمعنا ألا وهي: ما تضيق إلا وتُفرج....!!
منذ أحداث العام 2011م وكل ما مررنا ونمر به تنطبق عليه المقولة الآنفة الذكر، فرغم كل ما مررنا به من أحداث وخروج للساحات واستهدافات طالت الكثيرين، سواء على المستوى السياسي أو الحزبي أو الاجتماعي أو الثقافي، إلا أننا في اليمن فعلاً نظهر الحكمة والإيمان اليماني وننتقل من مرحلة إلى أخرى جديدة ومبشرة ننشد بها المستقبل والتطور المواكب لما يدور من حولنا في العالم.
ففي مثل هذه الأيام من العام 2012م كان أغلب اليمنيين ممن ينشدون الدولة المدنية الحديثة والخروج من المآزق الكثيرة التي وضِعنا بها والصراعات كانوا يحتفلون بانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً للبلاد كمرشح توافقي أجمع عليه الجميع.
واليوم الكثيرون ينشرون في مواقعهم الإلكترونية وكذا مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت بأننا مقبلون على كارثة تعم فيها الفوضى وسينتهج البعض المشاكل والخروج للشوارع من أجل إثارة الفتن والنزعات بين أبناء الوطن ورغم كل هذه الأقاويل إلاَّ أني متفائل وأنشد الفرج بعد الضيق.
لا يخفى على أحد في بلادنا وكذا في العالم أن الرئيس عبدربه منصور هادي افتدى الوطن بنفسه وقبل تحمل المسئولية كرئيس توافقي اختاره الشعب وتحمل كافة الاتهامات والأقاويل التي تمسه حتى أنها طالت أبناءه وأقاربه الذين لم نعرف عنهم أبداً إلا خلال هذه المرحلة الفاصلة في حياة الشعب اليمني والوطن، إلاَّ أنه واصل تحمل المسئولية بل زاد عن ذلك بإقالة نجله من منصبه «وكيل وزارة المغتربين» الذي كان يشغله قبل تولي والده الرئاسة.
فمثلما كانت تضيق عندما اشتدت المواجهات وتعالت أعمدت النيران وارتفعت حدة رائحة البارود وسالت الكثير من الدماء الزكية الطاهرة حضرت الحكمة اليمانية وتجلت بتسليم السلطة من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح للرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية ودللت تلك التضحيات والتصرفات على صحة المقولة الآنفة الذكر وانفرجت الفترة العصيبة التي مررنا بها بعد أن ضاقت وكادت أن تدخلنا في حرب أهلية لا ندري عقباها.
فبحنكة رئيس.. وحكمة مواطن يمني.. وصبر رجل.. وإصرار قائد.. استطاع الرئيس عبدربه منصور هادي أن يسير بنا بعد ضيق إلى انفراج نفذ خلال هذه المرحلة بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي كانت أبرزها مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته التي اتفق عليها الفرقاء وجلسوا على طاولة واحدة دون حواجز، فخرجوا جميعاً برؤى متحدة واتفقوا على انتشال اليمن وتفريج ضيقه وضيق المواطن فيه وتفاءل الجميع ووصلنا جميعاً إلى مرحلة انتقالية جديدة يتم السير فيها بناءً على مخرجات الحوار الوطني ومواصلة العملية السياسية والقيادة لسفينة الوطن بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
والآن ورغم كل ما يُقال ويُدار إلا أني أقول: أنا متفائل.. رغم التحديات.. ورغم المواجهات.. ورغم التلاعب.. ورغم الفساد.. ورغم كل شيء يحصل، فهي حقيقية يجب أن يتحلى بها الجميع بأن يكونوا متفائلين، فالتفاؤل عبارة عن ميل أو نزوع نحو الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج.
فانظروا دوماً بتفاؤل وإيجابية لأننا مع مواطن يمني اسمه عبدربه منصور هادي أجمع عليه اليمانييون لأول مرة واختاروه ليقودهم في أشد وأصعب المراحل والفترات التاريخية اليمنية.. انظروا إنه يوجد لدينا الآن مخرجات حوار وطني اتفق عليها الجميع وأصبح نهجاً يسير عليه الجميع وسينفذ لمصلحة الوطن وللسير نحو الدولة المدنية الحديثة المنشودة.. انظروا وانظروا للكثير من الإيجابيات والأحداث التي تولد فينا التفاؤل ليمن جديد ومستقبل أفضل بعيداً عن تلك الآثار السلبية التي ستولد الإحباط وتهول الأمور لكي توصلنا إلى الهاوية.
أخيراً..
رغم كل شيء أنا متفائل.. وكما قيل في هذه العبارة: الأمل ربما يتـلاشى، لكنه لا ينعدم...وكما قالها الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي:
أيّهذا الشّاكي وما بك داءُ
كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفسٌ
تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
أيّهذا الشّاكي وما بك داءٌ
كن جميلاً ترَ الوجود جميلا
فكونوا أيها المواطنين متفائلين لتروا كل ما حولكم جميلاً ورائعاً وتكاتفوا من أجل هذا الوطن.. فهو وطن الجميع دون استثناء. |
|
|
|
|
|
|