اما بعد فالبلاد من اقصى شمالها حتى اقصى جنوبها على سرير الإنعاش ، واما بعد فمعشر الصحفيين والكتاب من جنس المهنة مشغولون بإفراز الشائعات والتسريبات وتدويخ الناس كل يوم مع الاسف .
تبدو حكاية الكتابة عن موضوع الصحافة في بلادنا مثيرة لشغفي كشاب لديه رغبة جامحة في هذا المجال الا انني أتألم غالباً من اعماقي خصوصاً عندما أتابع التناقضات والعشوائيات التي يستمر في قولها ونشرها واذاعتها الكثيرين من الزملاء مع الاسف .
عذرا انت تريدني ان اتوقف عن الكتابة اليك الان - فلربما قد تكون واحداً منهم - انا اسف ربما اكون انا ايضاً - هل تريدني ان اغادر ، اعدك اني سأفعل ذلك لكن مجرد ان انهي كتابة هذه المقالة انا لم اكتب اليك هنا من ركن مقيل الشيخ الصحفي فلان ابن علان ولا من المطبخ الاعلامي لحزب معين .
كلما ما في الامر حدث انا صادفت في احد اكشاك بيع الصحف المحلية صحفياً شهيراً قبل ايام كان يقلب الصحف اليومية ويلعن بصوت مرتفع اسم شخصاً تصدر عنوان تصريحاً له الصفحة الاولى من صحيفة اخرى قال انها لا يطيقها .
سألته عن السبب .. قال لي ان الناشر الفلاني وهيئة التحرير للصحيفة تمولهم جهات نافذة ولا تعمل بمهنية وان وان ... .
نفسه الصحفي الذي صادفته والمتشدق بقيم الحياد والمهنية كتب قبل اسبوع مقالاً هاجم فيه مباشرة زميله الصحفي الاخر في امور شخصية لا علاقة لها بما يدعي اليها باي .
لقد ترك بعض الزملاء الصحفيين مهمتهم الاساسية مع الاسف في ملامسة اوجاع الناس وقضاياهم ومشاكلهم ونقل المعلومة اليهم مجردة خالصة وراحوا يستخدمون ادواتهم في تصدير المماحكات العدمية البعيدة عن كل ما يهم المواطن الغلبان والعمال والفقراء والمعاقين والامراض والنازحين وانشغلوا بمراقبة بعضهم بعضاً واصطياد الاخطاء الاملائية في كتاباتهم احياناً .
هكذا تبدوا تافهة كل المساحات الشاسعة من جغرافية بعض الصحف التي يحتل مسؤولوها بدرجة اساسية ويخصصون الصفحة الاخيرة منها واحيانا الاولى منها لإفراز سمومهم وشحن الناس بالإشاعة والخديعة والمغالطات والهجوم والرد وممارسة الحشوش على الاشخاص والمسؤولون بدافع الحقد والانتقام .
ما المطلوب فعله باختصار ؟
البلاد على كف عفريت ، الناس سكارى وما هم بسكارى ، المعركة معركة اعلامية وكلامية واقاويل وشائعات الجميع له ادواته ووسائله ، وحدهم الملايين من اليمنين الغلبانين الذين يلعبون دور الضحية ولا ذنب لهم .
نحتاج الى رعشة كل ضمير وطني صادق بداخل قواد الراي وتحديداً المنتسبين منهم لمهنة الصحافة الرسمية وايضاً الاهلية التي اضحت تعمل بالنكاية وتمزق الممزق وتفسد كل شيء جميل ، ولا تركز الا على سواد الاحداث ونفخ الرماد في عيون الشعب المسكين مع الاسف .
sharabi714549897@gmail.com