|
عن تغيير الشاعري ورفض السلطة المحلية بتعز
بقلم/ جمال محمد حُميد
نشر منذ: 11 سنة و 3 أيام الثلاثاء 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 11:24 م
صحت التسريبات التي نقلتها مواقع إخبارية قبل أكثر من أسبوع عن تغيير مدير أمن تعز بآخر ولكن جاءت الأخبار أيضاً مصحوبة بتغيير مدراء أمن محافظات أخرى غير محافظة تعز.
وفي رأيي الشخصي ان تغيير العقيد ركن محمد صالح الشاعري من إدارة أمن تعز ونقله ليشغل إدارة امن الضالع هو بمثابة رساله واضحه وعقاب من قبل المتمصلحين والمستفيدين من الصراعات الحاصلة في محافظة تعز.
تغيير الشاعري جاء بعد ان كان الوحيد الشجاع الذي خرج للإعلام وقال: ان تعز مستهدفة وأن قوى الصراع في صنعاء تصفي حساباتها في تعز بحسب ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية فلم يرق كلام الشاعري لأولئك الذين فعلا يصفون حساباتهم مع تعز وأبنائها فعملوا على تغييره خصوصاً مع تصريحاته القوية فيما يخص الإفراج عن متهمين بقضايا سرقة محل صرافة والذي أفاد بأنه تلقى توجيهات من وزير الداخلية بذلك الشأن. فلم يمض على صدور القرار ونشره في الوسائل الإعلامية سوى بضع ساعات إلا وقد بادرت السلطة المحلية في محافظة تعز برفض القرار في اجتماع موسع برئاسة محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل وبرروا رفضهم بناء على أحكام القانون رقم "4" لسنة 2000م بشأن السلطة المحلية واللوائح المنفذة له وبحسب توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي في اجتماع اللجنة الأمنية العليا الذي حضره عدد من المحافظين ومدراء أمن المحافظات.
طبعاً هذا الرفض ذكرني بقرار رفض تعيين مدير كهرباء تعز وبالأخير دخلت مؤسسة الكهرباء بتعز في معمعة حزبية بحتة حتى أنه تفاقمت القضية وأصبح كل شخص يريد فرض سلطته على المؤسسة وكل حزب يدفع أنصاره وأعضاءه لعمل الفوضى في المرفق الحكومي الخدمي وتوقف العمل فيه لأيام كثيرة وظلت المناكفات والتصريحات الإعلامية والتراسل الرسمي بين قيادة محافظة تعز وقيادة وزارة الكهرباء ورئاسة الوزراء وبالأخير رضخوا أمام الأمر الواقع وتم تنفيذ قرار مجلس الوزراء بالتغيير.
اليوم تتكرر الحكاية ولكن هذه المرة أين؟، في مقر حفظ الأمن في تعز!. أي أنه يصيب قلب تعز كونه تبقى فيها القليل من الأمن المحيط فقط بموقع إدارة الأمن وكذا قليل من الأفراد المنضبطين في أعمالهم ومعدات قال عنها الشاعري بداية تعيينه في إدارة الأمن إنها لا تفي بأي غرض لتحقيق حفظ الأمن: والاستقرار في تعز.
طبعا لنكن واقعيين ونتكلم من جهة القانون بغض النظر عن موقفي ضد قرارات التغيير التي جاءت بوقت فعلا تدلل على إنها انتقامية وليست لمصلحة الوطن ولكني أقول ومن وجهة نظري وأوجه رسالتي للعقيد الركن محمد صالح الشاعري الذي اصبح مديراً لأمن الضالع بأن عليه أن يعي أن منصبه هو منصب عسكري وليس مدنياً وفي اللغة العسكرية أو الضابطية يأتي التنفيذ فقط دون التحاور أو مناقشة القرارات الصادرة عن القيادات العليا.
قد أكون غير ملم كثيراً بالجانب العسكري كوني لم أؤدي الخدمة العسكرية لأنها ألغيت قبل تخرجنا من الثانوية ولكننا تعلمنا منذ الصغر وكنا نرى أمام أعيننا ان العسكري أو المنتسب للسلك العسكري أو الأمني ينفذ التوجيهات العليا فقط ولا يناقش حتى لا يسري التمرد داخل نطاق القوات العسكرية أو الأمنية وتصبح الجهة المعنية بحفظ الأمن والاستقرار هي من تقف أمام تنفيذ توجهات الدولة أو الحكومة.
إذا كان هناك موقفاً علنياً للسلطة المحلية في تعز فكان عليها أن تفصح عنه قبل إصدار القرارات كوسيلة ضغط لتعيين مدير أمن من نفس المحافظة وأن يقف الجميع مع تنفيذ الأوامر والتوجيهات ويكفي ما حصل في مؤسسة الكهرباء ومكتب التربية والتعليم بالمحافظة... فتعز غير قادرة بتاتا على أن تتحمل أزمة جديدة لتصفية الصراعات تتحول فيها من المدينة الجميلة والثقافية إلى خرابة يعزف عنها أبناؤها.
أخيراً:
إذا كان يتوجب على الأخ محافظ محافظة تعز شوقي هائل ان يرفض باسم السلطة المحلية قرار رئيس الوزراء بتغيير مدير الأمن فعليه فعلاً التوجه إلى قصر الرئاسة ومقابلة رئيس الجمهورية ووضع شكوى رسمية يشرح بها مسوغات رفضه للقرار وتجاهل رئيس الحكومة للسلطة المحلية بتعز وعدم الرجوع لها بناء على القانون في التعيينات التي تصدر وكذا وضع حد لتلك الممارسات الممنهجة التي تمارس ضد تعز وأبنائها وتهميشهم من الانخراط في العملية الانتقالية واتخاذ موقف حازم وجريء والكف عن التصريحات الإعلامية وحرب البيانات التي لا تزيد الطين إلا بلة وتؤجج الصراعات وتعمل على الفرقة والتعنت من قبل كافة الأطراف... فهل يكون لشوقي هائل موقف لمصلحة تعز يشهد له التاريخ .. أم انه وبعد كل البيانات والتصريحات الإعلامية بين السلطة المحلية بتعز ورئاسة الوزراء ستكون كسابقتها ويتم تنفيذ القرار بعد الزوابع؟ الأيام القادمة كفيلة بأن نرى فيها ما سيحصل .. لا تستعجلوا..
للتأمل:
من زمان وانا اسمع ما يقال عن النظام داخل القوات المسلحة والأمن وهي مقولة طالما نستخدمها كثيرا في حياتنا وهي: الحسنة تخص والسيئة تعم....وأيضاً يقال: إن المرء لا يلدغ من جحر مرتين.... فهل تصل الرسالة؟... قولوا له أن يقرأ جيداً.
gammalko@hotmail.com |
|
|
|
|
|
|