|
الجنوب أسمى من رماد الفلوس
بقلم/ منصور صالح
نشر منذ: 11 سنة و 4 أسابيع الأربعاء 23 أكتوبر-تشرين الأول 2013 09:22 م
اليوم تحدث حمود الهتار في حسابه على الفيس بوك عن فساد رئاسي يتمثل بمنح محمد علي أحمد ومكونه مؤتمر شعب الجنوب مبلغ ثلاثين مليون ريال شهريا قال انها تقدم دعما للحراك.
يحاول الهتار هنا ان يضرب عصفورين بحجر ،إذ يريد أولا ان يؤكد للشارع في الشمال ان هادي يتآمر ضد الوحدة بدعمه للحراك، وبالتالي فهو غير مؤتمن من جهتهم لقيادة الدولة ولا يستحق التمديد. اما ثاني مقاصده فهو يريد ان يقول للشارع الجنوبي ان محمد علي هو رجل السلطة او بالأصح رجل هادي في داخل الحراك ولذلك فهو غير جدير بتمثيل القضية، والغاية هنا هي شق وحدة الحراك واثارة الشكوك بين مكوناته.
شخصيا سبق ان سمعت بحكاية الثلاثين مليون ريال او ال60 الف دولار وعن مزايا اخرى غيرها قيل انها منحت لابن علي منذ أشهر عديدة والأكيد ان الهتار قد سمع عن ذلك قبلي ، خاصة اذا ما علمنا ان وزير مالية حكومة الوفاق يوافي حزبه وجماعته بكل المعلومات وكل أوامر الصرف الصادرة عن هادي لصالح أي طرف جنوبي وفي حينه ،لذلك أعجب لماذا سكت الهتار ،ولم ينطق إلا اليوم.
أجدني هنا مضطرا لأن اعيد اليوم ما قلت سابقا وهو ان مختلف قوى النفوذ في صنعاء، كانت ترى في محمد علي أحمد ، صيدا سهلا، بإمكانها استدراجه بإغراءات ومزايا ،لتأخذ منه ما تريد من شرعنة لوضعها في الجنوب ،ولذلك ظلت تغدق عليه العطايا ولا تسأل عما أعطي أو أخذ، أما حين رأوا ان الامور تسير على غير ما خططوا له، فهنا حانت لحظة الحساب وكشف الأوراق وبدأت الحرب ،والمن على كل حسنة قدمت للقادمين من الجنوب الى صنعاء .
لا يستطيع الهتار ولا غيره ان يبرر حديثه هذا على انه يأتي حرصا على المال العام او رفضا للفساد، لأنهم يعلمون ان فسادا أكبر يمارس وبالمليارات، وان كان بن علي -ان صدقوا - يحصل على 30 مليون- فإن مخربين وقطاع طرق يحصلون على مئات الملايين، وهم يعلمون أيضا ان بن علي ان اخذ مبلغا كهذا فهو جزء من ثروات ارضه التي تنهب وتذهب الى جيوب الفاسدين دون حق، ودون ان يتجرأ احد على الاعتراض.
في اتجاه آخر لابد من القول انني لست مع بن علي ولا أرى ان من الصواب ان يأخذ فلسا واحدا اذا كان الثمن قضية الجنوب ، كما ارى ان من الخطأ الفادح ان تظن هذه الدولة ، انها من خلال دعم اي جهة أو مكون تستطيع ان تحتوي القضية، أوان تفصل لها الحلول التي تريدها هي ، لأن الجنوب ليس قضية شخص أو مكون بعينه بل هو قضية شعب وارادة أمة، وكل أموال الارض لا تساوي قطرة دم زكية سقطت في محراب هذه الثورة وبالتالي فهذا الشعب يرى ان قضيته اسمى (من رماد الفلوس ومن كنوز الأرض وماس الشموس) كما يقول المقالح فهل فهموا. |
|
|
|
|
|
|