عباس غالب
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
عباس غالب
عقدة المحاصصة .. إلى متى؟!
هوس الحقيبة..!!
الإنهاك الممنهج للدولة!!

بحث

  
شريحة غير صالحة للاستخدام !!
بقلم/ عباس غالب
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و يومين
الأربعاء 18 سبتمبر-أيلول 2013 07:19 م

< في بلادنا الموقرة يترجل الموظف الحكومي وراتبه التقاعدي لا يتجاوز بضعة آلاف من الريالات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع ، خاصة في مواجهة المتغيرات السعرية ومتطلبات الحياة المعيشية.. ولا أقول - بالطبع - المتطلبات الدوائية والوفاء بأبسط الالتزامات الأسرية.
< < <
< في البلاد المحترمة التي ترفع من مكانة الموظف تستفيد مؤسسات الدولة من شريحة المتقاعدين لتراكم خبراتهم ومعارفهم، وذلك بإعطائهم فرصاً إضافية للاستفادة من خبراتهم تلك، بينما تحال الكفاءات من الخبرات اليمنية إلى كشوفات التقاعد يستوي فيها الذين يعلمون والذين لا يعلمون !
< في العالم المتحضر يُنهي الموظف العام سنوات عمله في القطاع الحكومي ولديه ما يكفيه من سبل العيش الكريم، إذ يتمتع بالتأمين الصحي والتمويني والخدمات الأساسية المجانية كالمواصلات والنقل وأحياناً أخرى الاستفادة من بطاقته التقاعدية في الحصول على تخفيضات من شراء الزهور وتذاكر السينما والمسرح، فضلاً عن الظروف الملائمة التي يوفرها المجتمع بمختلف مؤسساته للاحتفاء بالمتقاعدين وتكريمهم في كل وقت وحين.
< أما في بلادنا، فإن الموظف الحكومي يحال للتقاعد وفي جيبه بطاقة مفخخة بالديون ومتطلبات العلاج وفواتير البقالة واحتياجات الأبناء المدرسية والجامعية، في الوقت الذي لا يقوى راتبه التقاعدي على تحمل جانب من إيجار السكن وتغطية جانب من تلك المتطلبات الحياتية.
< يحدث هذا في الوقت الذي تغطّ الجهات المختصة في نوم عميق تجاه هذه الشريحة التي أفنت زهرة عمرها في خدمة الوظيفة العامة - مهما كانت مستواها - حيث لا يهم الحكومة من أمر المتقاعد إلاًّ كيفية الاحتيال على رواتبهم التقاعدية رغم قلتها، ناهيك عن الحديث عن أبسط الالتزامات المناقبية تجاه هذا الموظف العمومي.
< < <
< في مقارنة بسيطة، يذهب المتقاعد في الدول المتحضرة إلى تمضية أوقاته في سعة وراحة واطمئنان بينما نجد المتقاعد اليمني يذهب إلى تدبير الديون المتراكمة والبحث عن تمويل لدفع فواتير أطباء الغدد لكثرة ما ( غدغده ) المسئول عنه في الوظيفة .. ويذهب إلى طبيب المخ والأعصاب لمعالجة آثار الصدمات التي تعرض لها أثناء أدائه لعمله.. كما و يذهب إلى أطباء الضغط والسكر والقلب لكثرة ما تحمّله من ضغط العمل وحالات الفساد محاولاً مقاومته إلى أن سقط مضرجاً بأوجاعه وأمراضه.
< نعم، يحدث هـذا في هذه البلاد التي تنظر إلى شريحة المتقاعدين وكأنهم كم مهمل، يمضون أوقاتهم في زوايا النسيان دون أدنى اهتمام أو رعاية من الجهات المختصة، بل إنهم يعانون أشد المعاناة وهم يبحثون عن لحظة فرح واحدة بعد أن ظنوا - وبعض الظن إثم - أنهم سيخلدون إلى الراحـة بعد هذه الرحلة الطويلة والمضنية من العمل الشاق والمثابر في خدمة الوظيفة العامة ولكن - مع الأسف الشديد - خابت ظنونهم، فبدلاً من أن يضافوا إلى سجلات الوفاء والاحتفاء، فإذا بهم مجرد أرقام في كشوفات مرتبات التقاعد التي لا تسمن ولا تغني عن جوع!!
Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
مهندس/يحي القحطاني
بفعل الزمرة وبنعمر ألانفصال خاتمة الحوار
مهندس/يحي القحطاني
كاتب/عبد السلام حمود غالب
الوجه الاخر للديمقراطية في الدول العربية
كاتب/عبد السلام حمود غالب
كاتب/جاسر عبد العزيز الجاسر
استغاثة السنة العرب في جنوب العراق
كاتب/جاسر عبد العزيز الجاسر
دكتور/احمد اسماعيل البواب
علاقات الاسواق المالية بالخصخصة
دكتور/احمد اسماعيل البواب
كاتب/عباس الديلمي
الامتيازات القبلية في اليمن
كاتب/عباس الديلمي
صحافي/منصور صالح
هرمنا.. وسنهرم
صحافي/منصور صالح
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية