|
التتار قادمون إلى سوريا
بقلم/ يحي القحطاني
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 13 يوماً الأحد 08 سبتمبر-أيلول 2013 12:21 ص
في البداية أقول ما أشبه الليلة بالبارحة،وما أشبة من اجتمعوا بالأمس في جامعة الدول العربية،للموافقة على ضرب سوريا واحتلالها،من قبل تتار القرن الواحد والعشرون(ألأمريكيين والأوروبيين)لصالح المشروع ألإسرائيلي الصهيوني بدعوى قيام النظام السوري بإطلاق صاروخ كيمائي على المعارضة السورية،كما فعلوا هؤلاء التتار قبل عشر سنوات مع العراق بدعوى امتلاك العراق لأسلحة نووية فضاعت العراق ودمرت أرضا وإنسانا بفعل التتار الجدد الذين،لايفرقون بين مسلم سني ومسلم شيعي ويكرهون الجميع بدون استثناء،وبفعل القوى الراديكالية الطائفية والعنصرية والتي استطاعت أن تتسيد المشهد السياسي،وتركب الموجة وبتنسيق واضح مع القوى العالمية الكبرى كالولايات المتحدة والغرب،وتناغمها مع مشروع تقسيم المنطقة وتحويل اتجاه التطرف الإسلامي الذي كان يهدد تلك الدول إلى الداخل،وأصبح القتل الطائفي والديني فيما بين المسلمين في العراق بواقع خمسين قتيلا في اليوم،وهذه الفوضى العارمة التي نشهدها في العراق،والصراعات الأهلية بين السنة والشيعة،وبين الشيعة والشيعة،وبين الأكراد والعشائر العربية في الشمال،هي أيضا بتشجيع من الغزاة المحتلين للعراق،كي يثبتوا أن العراقيين ليسوا أهلا لحكم أنفسهم وأن استمرار الاحتلال هو العلاج الوحيد لهم،وهذه الفوضى والصراعات الطائفية والانفلات الشامل للأمن فيما يسمى بدول الربيع العربي، كان أيضا مخططا له وكنا على علم منذ زمن بأبعاد المخطط الأمريكي لغزو واحتلال العراق،إلا أنه لم يخطر ببالنا أنهم عندما كانوا يتحدثون عما يسمونه ب(العراق الجديد)إنما كانوا يقصدون أن(العراق القديم)يجب أن تتم إبادته وتدميره تدميرا شاملا،والتدمير،ليس تدميرا ماديا وحسب،وإنما تدمير لكل تراث العراق الحضاري والفكري،وتدمير للهوية والانتماء،ومحاولة محو العراق من الذاكرة العربية والإنسانية،وما حصل في العراق قبل عشر سنوات تكرر قبل عام ونصف في ليبيا،واليوم في سورية و سيكون الدور القادم على مصر،وأصبحنا علي أعتاب ضياع عربي كامل من المحيط إلى الخليج،فالديمقراطية التي دخلت العراق على ظهر الدبابة الأمريكية لم تفرز إلا ملايين القتلى،نتيجة حرب طائفية ومذهبية تدور رحاها منذ عشر سنوات ولا أمل في إخمادها،ولم يعد العراق اليوم يملك من أمر أرضه شيئا.
ويبدو المواطن العربي اليوم في مأزق حضاري كبير وهو يرى ما آلت إليه ثورات(الربيع العربي)والتي انتهت بإعصار الطائفية والإسلام السياسي،وما يمكن أن نقرأ على صفحاتها عن شكل المستقبل القريب والبعيد،والذي يقول واقع الحال العربي أن الحاضر أسوأ من الماضي،والليلة أسوء من البارحة،لأننا كنا ولازلنا نخـوض الصراع بنفس العقلية،التي أدت بنا إلى كل الهزائم المتكررة،منذ القرن السابع الهجري عندما خرج(هولاكو)القائد التتري الهمجي علي رأس جيش عرمرم وأجتاح بغداد وقتل الخليفة(المستعصم)وأستباح بغداد أربعين يوما فقضي فيها علي الأخضر واليابس فقتل من بغداد وحدها مليوني فرد مسلم من رجال وأطفال ونساء وشيوخ،ثم تجاوزوها إلي ما بعدها فاجتاحوا الشام بجميع مدنها وفعلوا فيها مثلما فعلوا في غيرها إلي أن وصلوا إلي حدود مصر،فهاهو العد التنازلي للاعتداء على سوريا قد بداء بالفعل،وأن المشهد يقول أن عراقا جديدا أكثر طائفية سيزرع في سورية،وسورية اليوم في طريقها لأن تغدو عراقا آخر بمباركة بعض الأنظمة العربية للأسف،وبدعم غير مسبوق ممن يسمون أنفسهم علماء الأمة الذين أفتوا بفرضية الجهاد في سورية،ويكبر مأزق المواطن العربي حينما يكون عليه أن يأخذ موقفا حاسما حول ما يحصل في سورية اليوم،فهو مطالب أن يخــــتار بين أمرين أحلاهما خراب ودمار ودماء لن تنتهي،عليه أن يختار الوقوف مع سوريا نظاما أومعارضة،أو الوقوف مع أمريكا والصهيونية،ونحتاج اليوم إلى أن نقرأ ما يحدث في سورية بشكل دقيق وغير قابل للعواطف،نعم نظام الأسد نظام ديكتاتوري وقمعي ولا يمكن أن نغير التاريخ لمجرد موقف أو عاطفة،لكن من هو البديل المنتظر لنظام الحالي،ومن هو وراء هذا البديل،كيف سيكون المشهد عندما ينتصر النظام أو المعارضة؟بالتأكيد ستكون هناك مذابح شبيهة بما حدثت في هايتي وراو ندا وما يحدث يوميا في العراق،كيف يمكن أن يتعايش الملايين الذين مازالوا مع النظام مع الملايين الذين مع المعارضة وكلاهما سوري،وإذا كان النظام الحالي ملطخ بالدماء عبر التاريخ،فكيف سيكون النظام الجديد إن بقي هناك نظام أصلا؟وما هو شكل الدولة التي تريدها المعارضة(إخوان سوريا بمختلف مسمياتهم،والقاعدة)وفي حالة سقوط النظام،ما هو مصير العلويين والمسيحيين والأكراد والدروز؟أسئلة جوهرية في صلب الصراع الدائر في سورية اليوم،وإن أردنا المجازفة بإجابة واحدة عن كل هذه الأسئلة الملحة،فما حصل ولا زال يحصل في العراق من قتل وتدمير منذ عشر سنوات إلى يومنا هذا،سوف يتكرر في سوريا وإن غدا لناظرة لقريب.والله من وراء القصد والسبيل. |
|
|
|
|
|
|