تدخل حزب التجمع اليمني للإصلاح, الذراع السياسي والإخطبوط المالي والاستثماري لتنظيم القاعدة الارهابي, والداعم الرئيسي لكل الجماعات والأحزاب المتطرفة والإرهابية في الداخل والخارج, في الشأن المصري, يعد تدخلا سافرا بشؤون بلد عريق, مستقل وذات سيادة كاملة, وعملا عدائيا ضد شعب شقيق وتحديا مفضوحا ومرفوضا لإرادته الوطنية, وليس كافيا ان ندين ونستنكر هذه ألتدخلات, بل نطالب بالثورة علي هذه الجماعة, واستئصال هذا السرطان الخبيث من الجسد اليمني والجسد العربي, وإصدار مذكرات قضائية لتعقب واعتقال قياداتها ورموزها الاجرامية, التي قتلت ابناء الشعب المصري وقتلت قبلهم عشرات الالاف من ابناء الشعب اليمني, وخاصة شعب جنوب اليمن الذي تكالبت عليه في الامس كل القوي الارهابية من تنظيم القاعدة والعصابات القبلية المتخلفة والجماعات الإجرامية, التي تتمسح بالدين وتدعي التدين, وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين, كما تتكالب اليوم علي الشعب المصري الشقيق.
ان الارهاب لا دين له ولا وطن, ولكن له افراد وجماعات وأحزاب, وله قادة ورموز ومنظرين ومفكرين وداعمين, يلتقون في كل وكر, ويجتمعون في كل كهف, ويحتلقون علي مائدة كل شر, ويشتركون في كل جريمة, وحيث ما تسيل الدماء وتزهق الاوراح وتستباح الحقوق وتنتهك المحرمات وتحرق الممتلكات, فلا تنطبع إلا بصماتهم ولا تجد إلا اثاراهم, فهم فريق واحد وعصبة مترابطة وعصابة مؤتلفة, تتقن الحرائق وتبتدع الفتن وتهوي الدمار وتعشق الدم, ولا تتكاثر إلا في الخرائب ووقت المصائب.
ان الحقائق الدامغة, التي كشفت عنها الاجهزة الامنية المصرية, واظهرتها وسائل الاعلام المختلفة, من وجود عناصر عربية متطرفة, شاركت في ارتكاب الجرائم وإشاعة الفوضي في مصر, تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك علي الدور التآمري والتخريبي ضدها, والذي يستهدف كيانها ووحدتها وقوتها, باعتبارها الحصن الحصين والسد المنيع في وجه الاطماع التوسعية والاستعمارية للقوي الكبري وطفلتها المدللة إسرائيل, التي لم تجد من ينفذ مخططاتها, ويحقق لها احلامها, افضل من تلك الجماعات المتطرفة الارهابية التي ظنت, خابت وخاب ظنها, ان صهوة الجواد الصهيوني, هي من ستصل بها, الي مضمار السلطة الابدية وتفتح لها خزائن الدنيا, فعملت علي كل ما يخدم اعداء الامة ويضعف قوتها ووحدتها, فما تحقق لإسرائيل من انجازات وانتصارات علي كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية والتفاوضية, في الفترة القصيرة الماضية, إلا من بركات هذه الاحزاب والجماعات, والتي ما كانت تتم, لولا حساباتها الخاطئة وتخطيطاتها الفاشلة, البعيدة كل البعد, عن ثوابت الاوطان ومعتقدات الشعوب ومصالحها العليا.
لقد قدمت هذه الجماعات نفسها, كخيار أفضل, وبديل وحيد, ومشروع منقذ للشعوب, معتمدة علي فساد الانظمة السابقة, والتضليل الإعلامي, فنجحت في اقناع الشعوب بمشروعها, مستغلة الدين الحنيف كذبا وزورا وبهتاناً لبلوغ اهدافها, ولكنها سرعان ما انكشفت علي حقيقتها, بعد ان كشرت عن انيابها, وأظهرت تعطشها للسلطة والمال, وأدارت ظهرها, لكل من ساندها او صدق شعارتها, فاندفعت بقوة نحو المحظورات الاجتماعية للعبث بها, والثوابت الوطنية لاستهدافها, فتيقنت الشعوب, وقواها الوطنية, من خطر هذه الجماعات, التي صنعُت في الغرب وترعرعت في دوائر استخباراته, فثارت الشعوب ضدها, لإحباط مشاريعها, فكانت ثورة الثلاثين من يونيو في مصر, التي اعادت الامور الي نصابها والأوضاع الي طبيعتها, لتواصل الشعوب العربية مسيرتها, وفي مقدمتها الشعب المصري العظيم بكل ثقة وقوة حتي تحقق كامل اهدافها وغاياتها, بعيدا عن رغبات الخارج او الارتهان له.
- نقلا عن الاسبوع المصرية: |