|
شعب الله المختار ... من هم ؟
بقلم/ نجاة النهاري
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 5 أيام الخميس 16 مايو 2013 11:52 م
سألني أحد المسلمين إن كنت أؤمن بأن اليهود هم شعب الله المختار، فأجبته بـ"لا إنما هم بني إسرائيل".. فقال: "يعني اليهود، لا يوجد فرق،، لعنة الله عليكم جميعاً"..!!
أحب أن أوضح- رغم ضعف معلوماتي الدينية- إنني لا أؤمن بشيء اسمه "شعب مختار" مهما كان اسم دينهم، لأنني أؤمن أن الله عــادل ولا يوجد شعب كل ابنائه صالحين أو كلهم فاسدين.. أما بشأن "بني إسرائيل" فهم قوم انقرضوا، حيث كان نبي الله يعقوب يلقب بـ"اسرائيل"، وتعني عبد الله. ومن نسل ابنه "يهوذا" جاء "بني اسرائيل" ودينهم اليهودية، وهم من تورد الكتب السماوية أنهم فضلهم الله، وليس الذين اتبعوا دينهم من الأجيال المتعاقبة الذين صاروا يهود دون ان يمتون بصلة رحم لـ"يهوذا" أو "يعقوب"!
أقول هذا الكلام للامانة التاريخية رغم أني يهودية، وخير دليل على صحته هو أننا يهود اليمن الكثير جدا من أجدادنا الأولين هم يمنيين تحولوا الى اليهودية في زمن الملك "ذو نوّاس"، ولا نمت بصلة لبني إسرائيل، لذلك نحن ننسب انتمائنا الى اليمن لاننا واثقون من وطننا الأصلي. لكن الأحبار في اسرائيل يعتبرون كل اليهود في العالم من بني اسرائيل من أجل أن يختلقوا رابطة مشتركة ومقدسة يجمعون عليها اليهود في فلسطين.
كما أن اليهود اختلطوا فتخالطت أجناسهم وأصولهم كما تؤكد ذلك التوراة في قصة (شمشون ودليلة)، فدليلة فلسطينية وشمشون إسرائيلي، وتقول التوراة في سفر حزقيال: (أمُّك كانت حيثيّة وعمورياً كان أبوك)..
وبمرور الزمن قام بعض أحبار اليهود بتزوير حتى التوراة وتحريفها، فظهر جيل يحمل عقائد محرفة، لكن هذا لا يعني أن اليهود أصبحوا جميعاً "ملعونين" كما يردد كثير من المسلمين، فالقرآن نفسه يقول بحق اليهود في سورة الاعراف (وقطعناهُم في الأرضِ أمماً منهم الصالِحون ومنهم دون ذلك).
كما لا يمكن أن نقول أن المسلمين هم "شعب الله المختار" فكل شعب بينه الصالح والفاسد، والله سيحاسب كل إنسان على أعماله وأخلاقه،، فالظلم عند الله له معنى واحد لايختلف من مسلم الى يهودي او مسيحي. وكذلك الرحمة، وعمل الخير، والأمانة، والكذب، والعدوان، وغيرها كلها لها معنى نفس المعنى عند الله.
لذلك أنا اقول أن الأديان كلها يجب أن تتعايش مع بعضها البعض، فاليوم نسمع عن عشرات آلاف اليمنيين المسلمين مغتربين في أمريكا واوروبا، وبعضهم يعمل في شركات فيها موظفين يهود ومسيحيين وربما اديان أخرى، وهذه هي حياة عصرنا الحديث ولا يمكن ان تستقيم الحياة بدونها. |
|
|
تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
|
|
|