|
شجرة الحوار ومواسم الخير
بقلم/ عباس غالب
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 6 أيام الإثنين 18 مارس - آذار 2013 06:57 م
تزامناً مع انطلاقة فعاليات الحوار الوطني الذي يعقد اليوم وبدء موسم الربيع وتدشين حملة التشجير تم غرس شجـرة تحمل عنـوان الحوار في تلميح ذكي ودال عن أهمية الحوار، ليس بوصفه معادلة الوجود الانساني منذ القدم وإنما في كونه بذرة الحيـاة وديمومة الشعوب في الوجود والاستقرار والنماء.
ودلالة غرس شجرة الحوار هنا لا تقتصر على هذه المعاني الانسانية الرائعة في مختلف العصور وبين الشعوب والأمم، وإنما تلامس هذا الهم الوطني الذي يعيشه اليمنيون وهم يدشنون استحقاقات الحوار الوطني للبحث عن مخارج موضوعية لمجمل أزماتهم، فضلاً عن توصيف "روشتة العلاج" في شكل النظام الجديد والعلاقة بين الأفراد والمكونات وبين المركز والأطراف وغيرها من القضايا ذات الصلة بالشأن الاجتماعي والخدمي والإنساني.. وكلها قضايا مهمة وملحة سيكون لأعضاء مؤتمر الحوار شرف مسئولية إدارة هذا المعترك والتعبير الصادق والأمين عن مشكلات المجتمع المؤرقة وإخراجها في سياقات تحقق تطلعات الناس جميعاً للخلاص من أسر تداعيات هذه الأزمة بكل تجنحاتها وفي إقامة منظومة الحكم الرشيد بكل ما تتضمنه هذه الكلمة من معان ودلالات.
إنني أشاطر تلك المشاعر الفياضة التي تأمل من المتحاورين أن يسقوا شجرة الحوار حتى تزهر ويشتد عودها وتحمل ثماراً يانعة تعود بالنفع والفائدة على استقرار الوطن ورخاء المواطن وتجنيبهما معا مغبة الدخول في متاهات الاختلاف والتباين إذا ما تخلى المتحاورون عن مسئولية الأمانه التي يحملونها وهم يديرون دفة حواراتهم التي يفترض أن تكون مخرجاتها بناءة وايجابية.
ومن نافلة القول التذكير بتلك المعاني بالغة الدلالة وجميع هؤلاء يدخلون الى الحوار، حيث المسئولية أن يتسلحوا بمنطق الحق والموضوعية في الطرح والتحليل بروح الانصات الى الآراء المختلفة والتفاعل مع النقاشات والسجالات دون تعصب او ادعاء احتكار الحقيقة وصولاً إلى الهدف الأسمى والغاية المثلى من التئام هذا الحوار الذي يتوخى في الأول والأخير صياغة عقد اجتماعي جديد يردم الهوة التي نشأت خلال العقود الخمسة الماضية وكونت تلالاً من التعقيدات ومظاهر التخلف، حيث سيكون من شأن هذا العقد الاجتماعي الجديد-الذي يفترض أن يكون ثمار سجالات طويلة - وضع رؤية شاملة وواقعية لحل مجمل تلك المعضلات وبما يفرز دورة العدالة والحرية والمساواة وسيادة دولة النظام والقانون.
أما إذا سقط المتحاورون في هذا الامتحان وغلبوا مصالحهم الذاتية وولاءاتهم الحزبية والمناطقية والجهوية على ما عداها من مصالح الوطن العليا،فإن الطامة الكبرى قادمة لا محالة والعياذ بالله. |
|
|
تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
|
|
|