علي البخيتي
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
علي البخيتي
شهادة للتاريخ:القشيبي قتله هادي ولم يقتله الحوثيين
خالد الآنسي (خالد محمد لطف السيسي) وشعار (كلنا عيال تسعة)
باسم الحامدي .. مواطن من اب يُسحل في عدن لأنه شمالي

بحث

  
القتل الغاشم للمدنيين الأبرياء هو إرهاب و ليس حربا على الإرهاب
بقلم/ علي البخيتي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 26 يوماً
الأحد 24 فبراير-شباط 2013 10:23 ص

الى الآن لم يتمكن المجتمع الدولي من الوصول الى تعريف جامع مانع للإرهاب, ليس لصعوبة تعريفه إنما لأن القوة النافذة في العالم لا تريد تعريفه ولا حصره بجرائم محددة, لتضل يدها طليقةً تُعربد وتقتل من تشاء وتصفه لاحقاً بأنه ارهابي.
وصفت امريكا الكثير من الجماعات الاسلامية بانها إرهابية, كذلك وصفت بعض الدول بانها تمارس الارهاب أو دول داعمة أو راعية للإرهاب, ووصل الأمر الى ان أطلقت امريكا تلك الصفة حتى على بعض الاشخاص تحديداً, وقريباً يمكن ان تعتبر امريكا معارضة الرئيس علي سالم البيض السلمية للنظام الحاكم في اليمن ارهاباً, وما بيان مجلس الأمن الأخير الا مقدمة.
بغض النظر عن تعريف الارهاب الذي حصل حوله الكثير من الخلاف, ومن الصعب الوصول الى تعريف جامع له بسبب اختلاف الرؤى والثقافات ناهيك عن اختلاف المصالح.
يمكننا الوصول الى معرفة الإرهاب الأكثر وضوحاً وتأثيراً من خلال لغة الأرقام التي لا تعرف الخطأ, فاذا قمنا بعملية حسابية بسيطة ومحايدة أحصينا بها أعداد الضحايا المدنيين فقط الذي قتلوا في عمليات نفذتها المنظمات أو الدول أو حتى الأفراد الذين تتهمهم امريكا بالإرهاب منذ عام 1990م الى اليوم, بما فيها القاعدة وحركة حماس والجهاد وحزب الله وسوريا وايران والنظام الليبي السابق والكوري الشمالي وحزب العمال الكردستاني و المنظمات الانفصالية في اسبانيا وايرلندا الشمالية وكل من تتهمهم أمريكا أو تضعهم على قوائمها للإرهاب, سنجد أنهم لم يتعدوا عشرات الآلاف وكحد أعلى لم يتجاوزوا المئة ألف مدني.
واذا قمنا بعملية حسابية لعدد الضحايا من المدنيين فقط الذين قتلوا على يد القوات الأمريكية في العمليات التي نفذتها خلال نفس الفترة تحت مسمى الحرب على الارهاب أو الحرب الاستباقية أو نشر الديمقراطية وغيرها من المسميات, نجد أنهم تعدوا مئات الآلاف من القتلى بل ان بعض الاحصاءات تقول أنهم تعدوا المليون ضحية, في الصومال والعراق وأفغانستان واليمن وغيرها من الأماكن التي تدخلت فيها القوات الأمريكية, هذا مع عدم احتسابنا للضحايا الذين قتلوا في العمليات السرية الأمريكية أو القتل الذي قامت به أنظمة أو مجموعات مدعومة أمريكياً.
هل يعقل أن يكون ضحايا الحرب على الارهاب من المدنيين أكثر بكثير من ضحايا الارهاب نفسه " بحسب التصنيف الأمريكي"؟ هذا اذا سلمنا جدلاً أن تلك الجهات التي تتهمها أمريكا هي فعلاً كلها ارهابية, وأن أمريكا لم تكن لها يد في صناعة بعضها في ظروف معينة وتستخدمها اليوم في سوريا, في نفس الوقت الذي تحاربها في اليمن!!
من هنا يجب أن نفكر وأن نتنبه الى يد القتل الناعمة الأمريكية المغلفة بصناعة الاعلام والمحصنة بالقوة والشرعية الدولية.
عدد الضحايا من المدنيين هو المعيار الأكثر مصداقية من كل التعريفات والتنظيرات, وهو يثبت أن الارهاب الأمريكي هو الأشد وطأة والأكثر تدميراً والأبشع أثراً, وهذا ليس بغريب على السلطات الأمريكية وليس حكراً على مرحلة معينة أو إدارة واحدة أو رئيس بعينة, إنما هو سلوك منهجي منذ أن اُلقيت القنابل النووية على هيروشيما وناجا زاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية, منذ ذلك التاريخ أصبحت أمريكا مسعورة وملوعة بالدم وبالقوة كخيار أول وأخير لممارسة سطوتها على العالم .
الاعلام الأمريكي الأوسع انتشاراً والأكثر تأثيراً على الساحة العالمية يعمل على طمس تلك الحقائق, بل وابراز أمريكا كراعية للسلام واحياناً للديمقراطية وحقوق الانسان, والشرعية الدولية التي تتحكم فيها أمريكا تعطي لها الغطاء القانوني أحياناً وتمنع محاسبتها أحياناً اخرى اذا ما تدخلت بدون غطاء دولي, ولأن أمريكا تعرف أنها تمارس الارهاب فإنها تُوقع مع الدول التي تتدخل فيها اتفاقات تُحصن بموجبها جنودها من الملاحقات القانونية, وهذا ما حصل تحديداً في أفغانستان والعراق.
أصبح مصطلح الحرب الارهاب غطاء لكل التحركات العدوانية الأمريكية, وكذلك غطاء لإسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية, وغطاء لبعض الزعماء العرب لإخضاع شعوبهم وقتل معارضيهم..
albkyty@gmail.com

" نقلاً عن صحيفة الأولى "

Share |
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
كاتب/قائد نصر الردفاني
تجار الدين من قتل الوحدة وليس الخبجي وحاشد والمقطري
كاتب/قائد نصر الردفاني
كاتب/رضوان ناصر الشريف
إلى أين يجر الإصلاح البلاد ..؟
كاتب/رضوان ناصر الشريف
كاتب/مراد حسن بليم
الثائر احمد سيف حاشد
كاتب/مراد حسن بليم
كاتب/حسين العواضي
اعتزال الكبار
كاتب/حسين العواضي
صحيفة/البيان الامارتية
المبادرة الخليجية واليمن
صحيفة/البيان الامارتية
كاتب/سامي نعمان
أزمة مسؤولية.. وضمير!!
كاتب/سامي نعمان
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية