|
صميل السياسة
بقلم/ نور باعباد
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 23 يوماً الخميس 31 يناير-كانون الثاني 2013 06:49 م
نعم.. إنه صميل السياسة، وهو قرارات عليا تصدرها منظومة الأمم المتحدة، قد لا ينفع صميل الاتفاقيات الدولية أو العربية الموقعة اليمن عليها أو حتى القرارات في الاجتماعات الدورية والقمعية واستعراض التقارير الوطنية في إطار هذا المنظومة.. ولا شك يعرف سياسيونا أهمية الاستفادة من اللحظة الأممية في تبصير صانع القرار اليمني بها، ولكن لأن سياسيينا لا يريدون إلا "حبتهم وإلا الديك" فيصرون على نمطية أدائهم وحبهم للروتين، وفي سبيل ذلك يتحالفون مرة مع هذا الحزب ومرة مع ذاك ومرة تنقلب الطاولة أو هم يتحالفون تحت أرجل الطاولة.. وما أشبه الليلة بالبارحة وكم رأينا مواقف نخجل منها لذلك الكم من الاتهامات المتبادلة من صفات اللاوطنية والعمالة والتكفير تمتد إلى تقييد الحريات والاعتقالات والاغتيالات، والأمر سيان. فقد كان للنساء نصيب متواضع من ذلك، بل إن نتائج العملية الحزبية والسياسية وصراعاتها كانت تحتاج لوقود نسائي بأبسط تجلياته.. إنها وقود للعملية الانتخابية، ولا غرابة فهي وقود للعملية الحزبية الداخلية، حيث تجير عضويتها لهذا التيار أو ذاك بتأثير القرابة والمحسوبية ولإضفاء هذا الكم العددي من تواجد المرأة في العمل الحزبي وإذا ما تواجدت في إطار قيادي فهي في زاوية هشة حيث تحمل وزر تحويل المقرات الحزبية إلى دواوين القات، وتهويل ذلك أن المرأة لا تستطيع أداء العمل الحزبي في هذه البيئة لتترك الساحة لهم وما هذا الوضع إلا صورة من تهميش للمرأة وما هو إلا تهميش للعمل الحزبي وليت أصحابه مدركون.
حقيقة حتى يكون صميل السياسة حاضراً فهو صميل وضعته المبادرة الخليجية على طاولة الحوار وشكراً للمبادرة في تخصيص حصة 30 % لمشاركة المرأة.. حقيقة أخرى هذا الصميل أممي الهوية والشكر للأسرة الدولية الإقليمية والدولية، ويبدو أن الصميل المحلي وما أكثره في سيارات التاكسي والباصات كوسيلة للدفاع عن النفس ولكن سياسيينا استعروا منه كون صاحبته قبل المبادرة تملك صميلاً ورقياً كامرأة لا ذنب لها إلا أنها تدافع عن حقها في التواجد بالعملية السياسية وبقدر ما هو حق إلا أن أنانية أحزابنا لم يلقوا بالاً لهذا الحق وشددوا الخناق على تواجدها الحزبي فالسياسي بل ونازلوها انتخابياً وطلعوها "أوت out" إلا من حالة واحدة!!
من باب آخر مارست الحكومة دوراً مماثلاً وسمحت وعلى مضض وتحت ضربات الحركة النسائية والمدنية والمكايدات الحزبية الأخيرة لإبراز مواقفها بوجود لجنة وطنية حكومية وإدارات عامة للمرأة في الوزارات إلا أن دورها ضائع وهايم بسبب عدم وعي صناع القرار الوزير/ رئيس المؤسسة بأن تنمية وتطوير وضع المرأة من خلال أعمال هذه الجهات هو أساس تنمية المجتمع، ولن يحدث تطور ونصف المجتمع لا يستهدف، وما النسبة العالية من الأمية وعدم تعليم الفتاة إلا مثلاً، لهذا لابد من أن يغير ويطور صانع القرار ثقافته ويوسع من فهمه السياسي تجاه قضايا المجتمع ومنها المرأة وأن المجتمعات المتقدمة في العديد من بلدان العالم قد أعطت الحقوق للنساء بتلقائية عبر التعيين والالتزام باشراك النساء في القوائم الانتخابية، لذا نرى حضوراً قوياً للنساء وتحسنت أوضاع الأسر والتنمية والوطن، يبدو أننا في هذه التحولات يجب أن نقرأ ويقرأ سياسيونا- الرجال- هذه التحولات بعين التنمية ويفهموا أن القصد من ذلك هو العدل والمساواة وليس على حساب فئات أخرى وألا يحرموا في الأخير المجتمع من دور وقدرات المرأة وخاصة المؤهلة فقد خرجت النساء للمطالبة بالتغيير لإيمانها بحقها ودورها والحد من تهميشها، ولعل المبادرة الخليجية واللجنة الفنية للحوار أجادتا في التمسك بـ30 % من مشاركة المرأة.
على مختلف الصعد والكرة الآن في ملعب النساء مستقلات ومنتميات حزبياً أن يكرسن دورهن وفي ملعب الأحزاب لتقبل ذلك علها تجد نصيرات قويات يدافعن عن سياسة أحزابهن بعيداً عن صميل المفاجآت الخارجية، فقد كنا نحتاج لتمارس أحزابنا عدالتها من ذاتها لا أن تلفت المبادرة الخليجية عنايتهم لهذا.
أعود للصميل السياسي: إن مشكلتنا في اليمن وكثير من بلدان مماثلة لوضعنا أن قبول الآخر واحترام احتياجاته قد طوّل الطريق وحتى نصل لنهايتها نكون قد خسرنا كثيراً مالاً ودماً وروحاً فلماذا نعيق طريقنا ولماذا لا نحشد كل من يستطع تعبيد وتصحيح مساره لنسير عليه جميعاً دون مطبات وحُفر وما أكثرها في يمننا.
الصميل السياسي وهو صميل وهمي يفترض أن يحمله كل سياسي ليصمل فكره ويستفيد من تجارب الآخرين فلا يستحوذ ولا يستأثر وليقيس حاله بصميل العدل الموجود في القيم الدينية والاخلاقية في فهم حق الآخر واستيعاب أن المجتمعات تضم نسيجاً متنوعاً طولاً وعرضاً كماً ونوعاً مالم لن يكون معنا نسيج ولن يكون لنا تنوع، والشعوب الواعية المستوعبة للتجربة الإنسانية تقبل تنوعاتها الدينية والعرقية والثقافية وتستوعب أنها أيضاً من نسيج ثنائي هو الرجل والمرأة وفي مختلف الأعمار والفئات وهنا سيتحول الصميل إلى عود رقراق ينداح عبيراً فواحاً يعم كل وطن يحبه أبناؤه دون تسلط ودون صميل.
|
|
|
تعليقات: |
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
- اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
- أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
- يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
|
|
|
|
|