* المفروض أن المحافظات الجنوبية عانت من الظلم الذي أفضى إلى إعلان القضية الجنوبية وتداعى الجميع إلى ضرورة رفع المظالم قبل الحوار.. لكن عدن التي نحبّ تحوَّلت إلى منفذ جوِّي للراغبين في زيارة اسطنبول وبواقع ليس رحلة ولا اثنتين ولا ثلاث وإنَّما أربع رحلات في الأسبوع وعلى الخطوط التركية - فقط - وهو ما يجعلنا نسأل : ما هي القراءة لما يحدث؟
هل المسألة تعكس حالة ثراء مجتمعي مفاجئ تحوَّلت معه عدن ومطارها إلى ميناء إقلاع للراغبين في زيارة ذات الشوارع والشواطئ التي يعيش فيها مهنَّد ونور؟ أم أن الأمر غير سياحي وغير رومانسي وإنَّما رحلات ذات قوَّة دفع سياسي وإقليمي ودولي يهدف إلى معايشة الاطلاع على ما يجري في مسلسل وادي الذئاب المتحوَّل من عمل فنِّي إلى ملهم لمجاميع كثيرة من شباب «بلاد العرب أوطاني من الشامي لبغدادي ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان»؟
* ولست هنا بصدد تناول القضية عبر عمل صحفي استقصائي.. لكن أربع رحلات للطيران التركي من عدن تحديداً كل أسبوع يجعل الفئران تعبث بجسد المراقب في مكان قصي داخل ملابسه.. فهل الأمر علامة ثراء مفاجئ عند المواطنين اليمنيين الذين شعروا فجأةً بحاجتهم للسياحة في تركيا.. حيث الطبيعة تأخذ الألباب؟
* هل هذا الازدحام على خط عدن - اسطنبول طلباً للعلاج في المشافي التركية.. الأمر الذي سيجعل الطيران التركي ينافس الطائرات اليمنية والمصرية المتوجهة إلى القاهرة في ما يسمِّيه المصريون طائرة العيَّانين أقلعت.. طائرة العيَّانين هبطت؟
* ولست من الشجاعة الكافية بحيث أكون مثل زميلنا محمد غزوان حتى أسقط ما هو سياسي وجهادي على الملاحظة وما إذا كان هناك تسهيل رسمي لتحشيد رحلات سياحية ومرضية بدوافع مرورية إلى معركة النظام السوري مع معارضيه «الجيش السوري الحرّ».. لكن الأمور تثير حتى فضول النعامة التي ليست طيراً وليست جملاً.
* وحتى أختم فإن من أبجديات الواجب تذكير بعضنا بأن هذه «البلدة الطيبة» تستحقّ أن نراعي في شعبها ما يعمِّق علاقتنا بالرب الغفور.. والمعنى أننا كثيراً ما نتساهل في أمور سرعان ما تكون شديدة الشبه بالريح الذي لا يجني مَنْ يزرعه غير العاصفة.
* حدث هذا في التشجيع لمجاميع شبابية قاتلت هنا أو هناك.. وكانت النتيجة أن اتَّسع الخرق على الراقع.. وما يزال يتَّسع.. واللَّهُمَّ احفظ اليمن وأهله.
*صحيفة اليمن اليوم