26 سبتمبر
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات رأي
RSS Feed
26 سبتمبر
من أجل المستقبل الواعد
التعايش والاحتراب
قبل فوات الأوان

بحث

  
عيد الأمل!!
بقلم/ 26 سبتمبر
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و 5 أيام
الخميس 25 أكتوبر-تشرين الأول 2012 02:05 ص

عيد الأضحى المبارك مناسبة دينية إسلامية، عظيمة ومباركة تتجسد فيه معاني ومضامين ودلالات وأبعاد روحية وقيمية، وتتجلى فيها مبادئ وأخلاق الإسلام الحنيف وتعاليمه السمحة بما تعنيه من مساواة وعدالة ربانية بارتباطها بفريضة هي أحد أركان الاسلام.. فالمسلمون يأتون من كل فج عميق إلى رحاب بيت اللَّه الحرام حالقي الرؤوس يلبسون ملبساً واحداً، ليقفوا سواسية بين يدي خالقهم لا فرق بين غني وفقير.. كبير أو صغير.. قوي أو ضعيف.. الجميع لا يرجون إلاَّ الرحمة والمغفرة من القوي العزيز العظيم الغني الحميد سبحانه وتعالى، وهذا الدرس هو الأهم من هذه الفريضة الذي من خلاله يعي المسلمون أنهم بشر، ولا فرق بين عربي أو عجمي.. أسود أو أبيض إلاَّ بالتقوى والعمل الصالح الخير الخالص للمولى عزَّ وجل.. ومن هنا فإن اجتماع المسلمين بهذا الحشد العظيم يحمل دعوة متجددة لوحدة الصف والموقف للأمة الإسلامية تجاه قضاياها الأساسية والرئيسية حتى تكون خير أمة أخرجت للناس، وما ينطبق على الأمة ينطبق على كل الشعوب والمجتمعات الإسلامية في أرجاء المعمورة، وهكذا يكون عيد الأضحى مناسبة للمحبة والتسامح والتراحم والتعاضد والتعاون والتضامن بدءاً من الأسرة وانتهاءً بالأمة بأكملها..

في هذا السياق علينا في وطننا الغالي اليمن أن نتمثل هذه المناسبة المباركة ومعانيها العظيمة لتطهير النفوس والعقول والضمائر من الأحقاد والضغائن والكراهية والبغضاء المرتبطة بمطامع ومصالح دنيوية صرفة أوصلتنا إلى ما نحن فيه من ظروف وأوضاع صعبة ومعقدة في تحدياتها وأخطارها لا يمكن الانتصار عليها وتجاوزها إلاَّ بإدراك واستيعاب أننا جميعاً نؤمن بعقيدة واحدة وننتمي إلى وطن وشعب واحد أبناؤه الأرق قلوباً والألين أفئدة.. مستندين إلى الحديث الشريف.. الذي يؤكد على أن الإيمان يمان والحكمة يمانية، وما احوجنا اليوم ان نكون كذلك.. موحدين الصفوف.. صادقي الإرادة في السعي إلى إخراج وطننا مما هو فيه، ولنعمل جميعاً على بناء حاضر ومستقبل صحيح وحقيقي يعبر عن آمال وتطلعات وطموحات شعبنا من خلال حوار نختلف فيه ونتفق من أجل اليمن الموحد الديمقراطي المؤسسي الجديد الذي لا ظالم فيه ولا مظلوم.. فالكل يعيش وينتج ويبدع في ظل دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية التي لا مكانة فيها لأي شكل من أشكال الإقصاء والتهميش والفساد والارهاب.. دولة تحقق لإرادة الشعب الحرة النهوض والبناء والتطور والتقدم والازدهار.. دولة فعلاً تؤدي إلى التغيير والتجديد الايجابي المستمر المترجم لإرادة الشعب وشبابه الرافضة لنزعات الهيمنة والسيطرة والاستحواذ.. والعصبيات القبلية والمذهبية والمناطقية والشللية والجهوية المتعارضة والمتناقضة مع عقيدة ومبادئ وقيم أبناء هذا الوطن العظيمة والنبيلة التي عرف بها طوال تاريخه القديم والحديث.. وهذا يفضي بنا إلى القول أن لا خيار أمام اليمنيين في هذا الظرف العصيب، وفي هذه المرحلة الانعطافية الحادة الحرجة الدقيقة والحساسة إلاَّ الذهاب إلى طاولة الحوار بنوايا صادقة وبقلوب خالية من كل أدران الماضي ونزعاته المريضة، وبعقول صافية لا هم لها إلاَّ المناقشة والبحث الجدي المسؤول لكل قضايا ومشاكل اليمن والتوافق حول كافة القضايا المطروحة وبسقف عالٍ..

هذه النتائج هي التي يتطلع إليها اليمنيون من الحوار.. متفائلين بالدعم الإقليمي والدولي، وبكل تأكيد فإن اليمنيين على قناعة أن مصلحتهم كشعب تلتقي مع مصلحة المجتمع الدولي المتمثلة بأن يكون اليمن موحداً وديمقراطياً.. آمناً ومستقراً وتوافر الشروط الداخلية والخارجية على النحو الذي يمثل فرصة لكافة القوى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتدخل التاريخ بصورة تنهي أية إمكانية تعود باليمن إلى الوراء، أو إعادة إنتاج الماضي بصور وأشكال أخرى، وهذا يستوجب اجماعاً وطنياً على صيغة جديدة لشكل ومضمون دولة المؤسسات القاطعة المانعة لهيمنة الفرد أو الحزب أو أية قوى استبداد مغامرة وهذا لن يتأتى إلاَّ عبر دستور جديد يجسد حقيقة كونه عقداً اجتماعياً على أساسه وبصورة واضحة تنظم العلاقة بين الشعب والسلطة المنبثقة عنه وتعبر عن إرادته.. تحدد فيها صلاحيات ووظائف تكويناتها التنفيذية والتشريعية والقضائية وبما يكفل أن تكون الدولة هي دولة المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية.. فهل سنكون في مستوى المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية.. لا نعتقد بأن هناك من سيضيع فرصة كهذه إلاَّ إذا كان ضمن من يُكن العداء لشعبنا، ومثل هؤلاء سيكونون محل إزدراء اليمنيين كافة.. بل والعالم أجمع..

عيد سعيد، ونتمنى من اللَّه أن يعيد هذه المناسبة وقد تجاوز شعبنا كل الشرور والمحن التي أحاقت به، ولينتقل إلى عهد جديد يبني فيه يمناً جديداً، ودولة ديمقراطية مؤسسية حديثة.

Share |
تعليقات:
تعليقات:
    • إجمالي تعليقات: 0
  • تحديث مباشر
  • يمكنك الآن الإضافة المباشرة للتعليقات، وعدد كبير من المميزات والخيارات المتاحة فقط للأعضاء ( للدخول إلى حسابك إضغط هنا |  لإنشاء حساب جديد إضغط هنا)
    الاسم
     
    العنوان
     
    بريد الكتروني
     
    نص التعليق
     
الإخوة / متصفحي موقع وفاق برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
 
عودة إلى مقالات رأي
مقالات رأي
صحافي/عبدالعزيز الهياجم
ضحايا يبحثون عن أضاحٍ..!
صحافي/عبدالعزيز الهياجم
صحافي/عارف الدوش
فزاعات الطائفية للتخويف
صحافي/عارف الدوش
صحافي/علي ناجي الرعوي
اليمن .. (كبش الفداء) في الحرب على الإرهاب
صحافي/علي ناجي الرعوي
كاتب/عارف أبو حاتم
التظاهر ضد السياسة الصبيانية
كاتب/عارف أبو حاتم
صحافي/رشاد الشرعبي
تحدي استعادة هيبة الدولة وقتل (العوبلي) لجنودها
صحافي/رشاد الشرعبي
صحافي/عباس غالب
مؤتمر بدون ربطات عنق !!
صحافي/عباس غالب
الـمـزيـد
جميع الحقوق محفوظة © 2012-2024 وفاق برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية